للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفرع السابع: في أحاديث جامعة لأوصاف من أعمال الصلاة

٣٥٧٦ - (خ د ت) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال محمد بن عمرو بن عطاء: «سمعتُ أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- منهم أبو قتادة - قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسولِ - صلى الله عليه وسلم-، قالوا: فلِم؟ فوالله ما كنت بأكثرنا له تبعاً، ولا أقدمنا له صحة، قال: بلى، قالوا: فأعرض، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه حتى يحاذيَ بهما مَنكبيه، ثم يُكبِّرُ حتى يَرْجِعَ كلُّ عظم في موضع معتدلاً، ثم يقرأ، ثم يكبِّر ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يركع ويضعه راحتيه على ركبتيه، ثم يعتدل ولا ينْصِبُ رأسه ولا يُقْنِعُ، ثم يرفع رأسه فيقول: سمع الله لمن حمده، ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلاً، ثم يقول: الله أكبر، ثم يَهْوِي إلى الأرض، فيجافي يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه، ويَثْنِي رجله اليسرى فيقعد عليها، ويفتح أصابع رجليه إذا سجد، ويسجد ثم يقول: الله أكبر، ويرفع، ويثْني رجله اليسرى فيقعد عليها، حتى يرجعَ كل عظم إلى موضعه، ثم يصنع في الآخر مثل ذلك، ثم إذا قام من الركعتين كبَّر ورفع يديه حتى يحاذيَ بهما منكبيه، كما كبر عند افتتاح الصلاة، ثم يصنع ⦗٤١٦⦘ ذلك في بقية صلاته، حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخَّر رِجله، وقعد مُتورِّكاً على شِقِّه الأيسر، قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .

وفي رواية قال: «كنتُ في مجلس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتذاكروا صلاته، فقال أبو حميد - فذكر بعض هذا الحديث - وقال: فإذا ركع أمْكن كفَّيه من ركبتيه، وفرَّج بين أصابعه، وهَصر ظهره، غير مُقْنِعٍ رأسه، ولا صافِحٍ بخدِّه، وقال: فإذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى، ونصب اليمنى، فإذا كان في الرابعة أفضى بوَرِكه اليسرى إلى الأرض، وأخرج قدميه من ناحية واحدة» .

وفي أخرى نحو هذا، «قال: إذا سجد وضع يديه غير مُفْترِش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابعه القبلة» .

وفي أخرى عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عباس - أو عيَّاش - بن سهل الساعدي: أنه كان في مجلس فيه أَبوه - وكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- وفي المجلس أبو هريرة وأبو أُسَيد وأبو حُميد الساعدي: بهذا الخبر، يزيد وينقص، قال فيه: ثم رفع رأسه - يعني: من الركوع - فقال: «سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ورفع يديه، ثم قال: الله أكبر، فسجد، فانتصب على كفَّيه، وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد، ثم كبر، فجلس، فتَوَرَّكَ ونصب قدمه الأخرى، ثم كبر فسجد، ثم كبر، فقام ولم يتورَّك ... وساق الحديث ⦗٤١٧⦘ قال: ثم جلس بعد الرَّكْعتين، حتى إذا أرادَ أن ينهض للقيام، قام بتكبير، ثم ركع الركعتين الأخريين ... ولم يذكر التورُّكَ للتشهد» .

وفي أخرى قال: «اجتمع أبو حُميد وأبو أُسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو حُميد: أنا أعلمكم بصلاةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر بعض هذا - قال: ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه، كأنه قابضٌ عليهما، ووَتَّرَ يديه، فتجافى عن جنبيه، وقال: ثم سجد فأمكن أنفه وجبهته، ونحَّى يديه عن جنبيه، ووضع كفَّيه حذْو منكبيه، ثم رفع رأسه حتى رجع كل عُضو (١) في موضعه، حتى فرغ، ثم جلس فافترش رِجله - يعني اليسرى - وأقبل بصدْر اليمنى على قبلته، ووضع كفّه اليمنى على ركبته اليمنى، وكفَّه اليسرى على ركبته اليسرى - وأشار بإصبعه» .

وفي رواية في هذا الحديث، قال: «فإذا سجد فرَّجَ بين فخذيه غير حامِل بطنَه على شيء من فَخِذيه» . هذه روايات أبي داود، وله أطراف من هذا الحديث لم نذكرها، لأنها قد تضمنتها هذه الروايات.

وفي رواية الترمذي: قال محمد بن عمرو عن أبي حميد الساعدي: سمعتُه وهو في عشرة من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، أحدهم: أبو قتادة بن ربِعيّ يقول: «أنا أَعلمكم بصلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالوا: ما كنت أقدمَنا له صحبة، ولا أكثرنا له إتْيَاناً؟ قال: بلى، قالوا: فاعرض، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة ⦗٤١٨⦘ اعتدل قائماً ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيْه، فإذا أراد أن يركعَ رفع يديه حتى يحاذيَ بهما منكبيه، ثم قال: الله أكبر، وركع، ثم اعتدل، فلم يُصَوِّبْ رأسه، ولم يُقنِعْ، ووضع يديه على ركبتيه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ورفع يديه واعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه معتدلاً، ثم هوَى إلى الأرض ساجداً، ثم قال: الله أكبر، ثم جافى عَضُديه عن إبطيه، وفتخ (٢) أصابع رجليه، ثم ثَنى رجله اليسرى وقعد عليها، ثم اعتدل حتى يَرْجِعَ كل عضو (٣) في موضعه، ثم نهض، حتى صنع في الركعة الثانية مثل ذلك، ثم إذا قام من السجدتين كبَّر، ورفع يديه، حتى يحاذيَ بهما منكبيه، كما صنع حين افتتح الصلاة، ثم صنع كذلك، حتى إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها صلاته: أخَّر رِجله اليسرى، وقعد على شقِّه مُتَوَرِّكاً، ثم سلم» . قال: «ومعنى قوله إذا قام من السجدتين، ورفع يديه، يعني: إذا قام من الركعتين» .

وفي أخرى له قال.. بمعناه، وزاد فيه «قالوا: صدقت، هكذا صلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» .

وأخرجه البخاري مختصراً عن محمد بن عمرو بن عطاء: «أنه كان جالساً مع نفر من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكرنا صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم-، قال أبو حميد: أنا كنتُ أحفظكم لصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، رأيتُه إذا كبَّر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصَرَ ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار إلى مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، ⦗٤١٩⦘ واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، فإذا جلس في الركعتين جلس على رِجله اليسرى، ونصب اليمنى، فإذا جلس في الركعة الآخرة، قدَّم رِجله اليسرى، ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته» (٤) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ينصب رأسه ويقنع) : نصب الرأس معروف، وهو رفعه. ورواه الترمذي: «يُصَبِّ (٥) رأسه» ، وقد ذكر شرحه، وقد روي: «يُصَبِّي» يقال: صَبَّى رأسه يُصبِّيه: إذا خفضه جداً؛ قال: ويقال لمن خفض رأسه: قد أقنعه أيضاً، وهو من الأضداد.

(هَصر ظهره) : هَصْرُ الظهر: ثنيه وخفضه، وأصل الهصر: أن تجذب طرف الغصن إليك فيميل معك.

(صافح بخده) : قوله: «ولا صافحٍ بخده» : أي غير مُبرِزٍ جانب خده [ولا] مائلاً في أحد الشقين.

(فَقَار) الظهر: خرزه، واحدته: فَقارة.

(مُتَوَرِّكاً) : التورُّك في التحيات: أن يفضي بأليته اليسرى إلى الأرض إذا جلس، وهو في السجود: أن يلصق ألييه بعقبيه، وقيل: هو أن يرفع وَرِكَيه إذا سجد، حتى يُفْحِش في ذلك.


(١) في نسخ أبي داود المطبوعة: كل عظم، وكلاهما بمعنى.
(٢) في الأصل " فتح " وهو تصحيف، وانظر معنى الكلمة في غريب الحديث رقم (٣٥١٤) .
(٣) في نسخ الترمذي المطبوعة: كل عظم.
(٤) رواه البخاري ٢ / ٢٥٣ و ٢٥٤ و ٢٥٥ في صفة الصلاة، باب سنة الجلوس في التشهد، وأبو داود رقم (٧٣٠) و (٧٣١) و (٧٣٢) و (٧٣٣) و (٧٣٤) و (٧٣٥) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والترمذي رقم (٣٠٤) و (٣٠٥) في الصلاة، باب ما جاء في وصف الصلاة.
(٥) وكذلك رواه أبو داود، وفي رواية عند الترمذي: يصوب، وكله بمعنى.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
سبق تخريجه في حديث رقم (٣٥٥٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>