للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥٧٧ - (ت د س) رفاعة بن رافع - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بينما هو جالس في المسجد يوماً - قال رفاعةُ: ونحن معه - إذْ جاءه رجل كالبدوي، فصلَّى فأخفَّ صلاته، ثم انصرف فسلَّم على النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «وعليك، فارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ، فرجع فصلى، ثم جاء فسلم عليه فقال: وعليك (١) ، فارجع فصل فإنك لم تصل، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً، كل ذلك يأتي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فيسلِّم على النبيِّ، فيقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: وعليك، فارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ، فعافَ (٢) الناس وكبرَ عليهم: أن يكونَ من أخفَّ صلاتَه لم يصل، فقال الرجل في آخر ذلك: فأرني وعلِّمْني، فإنما أنا بشر أُصيبُ وأُخطئ، فقال: أجل، إذا قمتَ إلى الصلاة فتوضأْ كما أمرك الله به، ثم تشَهَّدْ فأقِمْ، فإن كان معك قرآن فاقرأ، وإلا فاحمد الله وكبِّرْه وهلِّلْهُ، ثم اركع فاطمَئنَّ راكعاً، ثم اعتدل قائماً، ثم اسجد فاعتدل ساجداً، ثم اجلس فاطمئنَّ جالساً، ثم قم، فإذا فعلتَ ذلك فقد تمَّت صلاتك، وإن انتقصت منه شيئاً فقد انتقصت من صلاتك، قال: وكان [هذا] أهونَ عليهم من الأولى (٣) : أنه من انتقص من ذلك شيئاً انتقص من صلاته، ولم تذهبْ كلُّها» . هذه رواية الترمذي.

وفي رواية أبي داود مثل حديث قبله، وهو حديث أبي هريرة قال.. فذكر نحوه، وقال فيه: فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إنه لا تتمُّ صلاةُ أحد من الناس ⦗٤٢١⦘ حتى يتوضأ، فيضع الوضوءَ - يعني مواضِعَه - ثم يكبِّر، ويحمد الله عزَّ وجلَّ، ويثني عليه، ثم يقرأ بما شاء من القرآن، ثم يقول: الله أكبر، ثم يركع حتى تطمئن مفاصلُه، ثم يرفع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، حتى يستويَ قائماً، ويقول: الله أكبر، ثم يسجد، حتى تطمئنَّ مفاصلُه، ثم يقول: الله أكبر، ويرفع رأْسه حتى يستويَ قاعداً، ثم يقول: الله أكبر، ثم يسجد حتى تطمئنَّ مفاصله، ويرفعه ثانية فيكبِّرُ، فإذا فعل ذلك تمت صلاته» .

وفي أخرى له قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَتِمُّ صلاةُ أحدِ حتى يُسْبِغَ الوضوء كما أمر الله، فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه، ويغسل رجليه إلى الكعبين، ثم يكبر الله ويحمده، ثم يقرأ من القرآن ما أُذِنَ له فيه وتَيَسَّرَ ... فذكر نحو حديث حماد - قال: ثم يكبر، فيسجد ويُمكِّنُ وجهه وفي رواية: جبهته - من الأرض، حتى تطمئنَّ مفاصله فَتَسْتَرْخي، ثم يكبِّر فيستوي قاعداً على مقعده، ويقيم صُلْبَهُ - فوصف الصلاة هكذا أربع ركعات، حتى فرغ - لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك» .

وفي أخرى بهذه القصة، فقال: إذا قمتَ فتوَّجهت إلى القبلة فكبِّرْ، ثم اقرأ بأُمِّ القرآن، وبما شاء الله أن تقرأَ، فإذا ركعت فضعْ راحتيكَ على ركبتيك، وامدُد ظهرك، وقال: إذا سجدت فمكِّنْ بسجودك، فإذا رفعت فاقعُد على فخذك اليسرى. ⦗٤٢٢⦘

وفي أخرى بهذه القصة، وقال فيه: «فإذا جلستَ في وسط الصلاة فاطمئنَّ، وافترشَ فَخِذك اليسرى، ثم تشهَّدْ، ثم إذا قمتَ فمثل ذلك حتى تفرُغَ من صلاتك» .

وفي أخرى نحوه، فقال فيه: «فتوضأْ كما أمرك الله عز وجل، ثم تشهَّدْ فأقم، ثم كبِّرْ، فإن كان معك قرآن فاقرأ به، وإلا فاحمد الله، وكبِّرْهُ وهلِّلهُ ... وقال فيه: وإن انتقصت فيه شيئاً: انتقصتَ من صلاتك» .

وأخرجه النسائي، قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذْ دخل رجل المسجد فصلَّى، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يرْمُقُه، ولا يَشْعُرُ، ثم انصرف فأتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فسلم عليه فردَّ عليه السلام، ثم قال: ارجع فصلِّ، فإنك لم تصل، قال: لا أدري - في الثانية أو في الثالثة - قال: والذي أنزل عليك الكتاب لقد جَهِدْتُ فعلِّمْني وأَرِني، قال: إذا أردت الصلاة فتوضَّأ وأحسن الوضوء، ثم قم فاستقبل القبلة، ثم كبِّر، ثم اقرأ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع رأسك حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، فإذا صنعت ذلك: فقد قضيت صلاتك، وما انتقصت من ذلك فإنما تَنقُصه من صلاتك» .

وله في أُخرى نحو الرواية الثانية التي لأبي داود، إلا أنه قال في أولها نحوَ ما قال هو في روايته الأولى (٤) .


(١) وفي رواية مسلم كما في الحديث الذي بعده من حديث أبي هريرة (وعليك السلام) .
(٢) في بعض نسخ الترمذي المطبوعة: فخاف.
(٣) أي من المقالة الأولى، وهي: فارجع فصل فإنك لم تصل.
(٤) رواه الترمذي رقم (٣٠٢) في الصلاة، باب ما جاء في وصف الصلاة، وأبو داود رقم (٨٥٧) و (٨٥٨) و (٨٥٩) و (٨٦٠) و (٨٦١) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، والنسائي ٢ / ١٩٣ في الافتتاح، باب الرخصة في ترك الذكر في الركوع، وباب الرخصة في ترك الذكر في السجود، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره. وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وعمار بن ياسر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
١- أخرجه أحمد (٤/٣٤٠) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (١٠١) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، عن حاتم بن إسماعيل. وفي (١٠٢) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي، عن سليمان. ح وحدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (١٠٣) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وفي (١١١) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (١١٢) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا بكر. والنسائي (٢/١٩٣) وفي الكبرى (٥٥٣) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا بكر بن مضر. وفي (٣/٥٩) وفي الكبرى (١١٤٥) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. ستتهم - يحيى، وحاتم، وسليمان، وابن إدريس، والليث، وبكر - عن محمد بن عجلان.
٢- أخرجه الدارمي (١٣٣٥) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (١١٠) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وأبو داود (٨٥٨) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، والحجاج بن منهال. وابن ماجة (٤٦٠) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا حجاج. والنسائي (٢/٢٢٥) . وفي الكبرى (٦٣٥) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ أبو يحيى، بمكة وهو بصري، قال: حدثنا أبي. أربعتهم - أبو الوليد، وحجاج، وهشام، وعبد الله بن يزيد - قالوا: حدثنا همام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
٣- وأخرجه البخاري في جزء القراءة خلف الإمام (١٠٨) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (١٠٩) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا عبد الله. والنسائي (٣/٦٠) وفي الكبرى (١١٤٦) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - أبو نعيم، وعبد الله - عن داود بن قيس الفراء.
٤- وأخرجه أبو داود (٨٦١) قال: حدثنا عباد بن موسى الختلي. والنسائي (٢/٢٠) . وفي الكبرى (١٥٥٧) قال: أخبرنا علي بن حجر. وابن خزيمة (٥٤٥) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي. كلاهما - عباد، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رفاعة بن رافع الزرقي.
٥- وأخرجه أبو داود (٨٦٠) . وابن خزيمة (٥٩٧ و ٦٣٨) . كلاهما - أبو داود، وابن خزيمة - عن مؤمل بن هشام اليشكري، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن محمد بن إسحاق.
خمستهم - محمد بن عجلان، وإسحاق، وداود، ويحيى بن علي، ومحمد بن إسحاق - عن علي بن يحيى بن خلاد بن مالك بن رافع بن مالك، عن أبيه، فذكره.
- وقع في المطبوع من سنن أبي داود (٨٥٩) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد، يعني ابن عمرو، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن رفاعة. وصوابه: ليس فيه (عن أبيه) . انظر تحفة الأشراف (٣٦٠٤) ، ومسند أحمد (٤/٣٤٠) ، وأشار إلى ذلك أيضا ابن أبي حاتم في (علل الحديث) (٢٢١ و ٢٢٢) حيث قال: رواه محمد بن عمرو بن علقمة، فقال: عن علي بن يحيى بن خلاد، عن عمه، أسقط أباه من الإسناد.
- أخرجه الترمذي (٣٠٢) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي، عن جده، عن رفاعة، فذكره. ولم يذكر عن أبيه (تحفة الأحوذي (١/٢٣٧) .
وقد وضع أحمد شاكر محقق سنن الترمذي (عن أبيه) بين معقوفتين رغم أنه لم يقف عليها في جميع النسخ - كما أشار -. وقال المزي عند تخريجه لهذا الحديث في (تحفة الأشراف) عند كلامه على رواية الترمذي له في كتاب الصلاة: «عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عن يحيى، عن جده» ولم يقل عن أبيه. (تحفة الأشراف) (٣٦٠٤) . فهذا دليل على صحة ما ذهبنا إليه.
في رواية داود بن قيس الفراء وبكر بن مضر (عن عم له بدريا ولم يسمه) .

<<  <  ج: ص:  >  >>