للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[النوع] الثاني: في الإستسلام

١٤٣٩ - (خ م ط ت د س) عابس بن ربيعة -رحمه الله (١) - قال: «رأَيتُ عُمَرَ يُقَبِّلُ الْحَجَرَ، ويقول: إنِّي لأعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ ما تَنْفَعُ ولا تَضُرُّ، ولولا أنِّي رأَيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ» (٢) . أخرجه الجماعة. ⦗١٧٤⦘

إلا أنَّ الموطأ أخرجه عن عروة «أنَّهُ رأَى عمَرَ» .

وقد أخرجه البخاري أيضاً عن أسلم عن عمر.

وأخرجه مسلم عن سالم [ابن عبد الله بن عمر] عن أبيه عن عمر، ونافع عن ابن عمر. ومن رواية غيرهما عنه.

وزاد مسلم والنسائي في إحداهما: ولكن رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بِكَ حَفِيّاً، ولم يقُلْ: «رأَيتُ رسولَ الله يُقَبِّلُكَ» .

وفي أخرى لمسلم عن عبد الله بن سَرْجِس -رضي الله عنه (٣) - قال: «رأيتُ الأصْلَعَ - يعني: عمر - يُقَبِّلُ الحجَرَ ويقولُ: والله، إنِّي لأُقبِّلكَ، وإنِّي أعْلَمُ أنَّك حَجَرٌ، وأنَّكَ لا تضُرُّ ولا تَنْفَعُ، ولولا أنِّي رأَيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُقبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ» .

وفي رواية: «رأيتُ الأُصَيْلِعَ» (٤) . ⦗١٧٥⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حَفيّاً) : يقال: حفيت بالشيء حفاوة، وتحفَّيت به، فأنا به حفي: أي بالغت في إكرامه والعناية به.


(١) هو عابس بن ربيعة النخعي الكوفي، مخضرم. روى عن عمر وعلي وحذيفة وعائشة. وعنه ابنه عبد الرحمن وإبراهيم وأسماء، وأبو إسحاق السبيعي، وإبراهيم النخعي، وهو ثقة مخضرم.
(٢) قال الحافظ في " الفتح " ٣ / ٣٧٠: قال الطبري: إنما قال ذلك عمر، لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام، فخشي عمر أن يظن الجهال أن استلام الحجر من باب تعظيم بعض الأحجار، كما كانت العرب تفعل في الجاهلية، فأراد عمر أن يعلم الناس أن استلامه اتباع لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا لأن الحجر ينفع ويضر بذاته، كما كانت تعتقده في الأوثان. وقال الحافظ: وفي قول عمر هذا التسليم للشارع في أمور الدين وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيها، وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يفعله ولو لم يعلم الحكمة فيه، وفيه دفع ما وقع لبعض الجهال من أن في الحجر الأسود خاصة ترجع إلى ذاته، وفيه بيان السنن بالقول والفعل، وأن الإمام إذا خشي على أحد من فعله فساد اعتقاده أن يبادر إلى بيان الأمر ويوضح ذلك.

(٣) هو عبد الله بن سرجس - بفتح السين وكسر الجيم - المزني، حليف بني مخزوم، صحابي، سكن البصرة، له سبعة عشر حديثاً. انفرد له مسلم بحديث.
(٤) أخرجه البخاري ٣ / ٣٦٩ في الحج، باب ما ذكر في الحجر الأسود، وباب الرمل في الحج والعمرة، وباب تقبيل الحجر، ومسلم رقم (١٢٧٠) في الحج، باب استحباب تقبيل الحجر الأسود، والموطأ ١ / ٣٦٧ في الحج، باب تقبيل الركن الأسود في الاستلام، والترمذي رقم (٨٦٠) في الحج، باب ما جاء في تقبيل الحجر، وأبو داود رقم (١٨٧٣) في المناسك، باب في تقبيل الحجر، والنسائي ٥ / ٢٢٧ في الحج، باب تقبيل الحجر، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (٢٩٤٣) في المناسك، باب استلام الحجر، والدارمي ⦗١٧٥⦘ ١ / ٥٢ و ٥٣ في المناسك، باب في تقبيل الحجر الأسود، وأحمد في المسند ١ / ٢١ و ٢٦ و ٣٤ و ٣٥ و ٣٩ و ٤٦ و ٥١ و ٥٣ و ٥٤، وفي الباب من حديث عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن سرجس.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (١/١٦) (٩٩) قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا زهير. وفي (١/٢٦) (١٧٦) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (١/٤٦) (٣٢٥) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (٢/١٨٣) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، ومسلم (٤/٦٧) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن نمير، جميعا عن أبي معاوية. وأبو داود (١٨٧٣) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (٨٦٠) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (٥/٢٢٧) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عيسى بن يونس وجرير.
ستتهم - زهير، وأبو معاوية، ومحمد بن عبيد، وسفيان الثوري، وعيسى، وجرير- عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة، فذكره.
(*) ومالك (الموطأ) (٨٣٥) في الحج - باب تقبيل الركن الأسود في الاستلام، قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن عمر فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>