للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل الرابع: في أدعية النوم والانتباه]

٢٢٤٠ - (خ م ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال أَبو الْوَرْدِ بن ثُمَامَةَ: «قال عليٌّ لابنِ أَغْيَد (١) : ألا أُحَدثُكَ عني وعن فاطمة بِنْتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وكانت من أحَبِّ أهْلِهِ إليه، وكانت عندي -؟ قلت: بَلَى. قال: إنها جَرَّت بالرَّحى حتى أَثَّرَتْ في يدها، واستَقَتْ بِالقِربة حتى أَثَّرت في نَحرها، وكنَسَتِ البَيْتَ حتى اغْبرَّتْ ثِيابُها، فَأتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خَدَمٌ، فقلتُ: لو أتيتِ أباكِ فسألتيهِ خادماً؟ فَأتتهُ فوَجَدَت عنده حُدَّاثاً، فرجعتْ، فأتاها من الغَدِ، فقال: ما [كان] حاجتُكِ؟ فسكتت، فقلتُ: أنّا أُحَدِّثُكَ يا رسولَ الله: جَرَّت بالرَّحى حتى أَثَّرَتْ في يَدِها، وحَمَلَت بالقِربة حتى أَثَّرتْ في نَحرها، فلمَّا أن جاءَ الخَدمُ، أمرتُها أن تأْتِيَكَ، فتَستَخْدِمَكَ خادماً، ⦗٢٥٤⦘ يَقيها حَرَّ ما هي فيهِ، قال: اتَّقي الله يا فاطمةُ، وأَدِّي فريضةَ ربِّكِ، واعملي عَمَلَ أهلِكِ، وإذا أَخَذْتِ مَضجعكِ فَسَبِّحي ثلاثاً وثلاثين، واحمَدي ثلاثاً وثلاثين، وكَبِّري أربعاً وثلاثين، فتلك مائة، فهي خَيرٌ لَكِ من خادم، قلتُ: رَضِيتُ عن الله وعن رسوله» (٢) .

زاد في روايةٍ: «ولَم يُخْدِمها» . هذه رواية أبي داود (٣) .

وله في أخرى نحوه، وفيها: «وقَمَّت البيتَ حتى اغبَرَّت ثِيابُها، وأَوقدت القِدْرَ حتى دَكِنَت ثيابُها، وأصابها من ذلك ضُر، فَسمِعنَا أن رقيقاً أُتي بِهِم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وفيها: فغدا علينا ونحن في لِفَاعِنا، فجلس عند رأسها، فأَدخلَتْ رأْسَها في اللفِّاعِ حياء من أبيها، قال: ما كانت حَاجَتُكِ أمسِ إلى آلِ محمدٍ؟ فسكتتْ، مرتين، فقلتُ: أنا والله أُحدثك ... وذكر نحوه» (٤) .

وله في أخرى عن ابن أبي ليلى عن عليٍّ - رضي الله عنه - قال: «شَكتْ فاطمةُ إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- ما تَلقى في يدِها من الرَّحى، فَأُتي بسَبْيٍ، فأتتْهُ تسألُه؟ فلم تره، فأخبرت بذلك عائشة، فلما جاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أخبرتْه، فأتانا وقد أخذنا ⦗٢٥٥⦘ مضاجعنا، [فجاء] فقعد بيننا، حتى وَجدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ على صَدري، فقال: ألا أدُلُّكما على خيرٍ مِمَّا سألتما؟ إذا أخذتُما مضاجعَكما فسبِّحا ثلاثاً وثلاثين، واحْمَدَا ثلاثاً وثلاثين، وكبِّرا أربعاً وثلاثين، فهو خيرٌ لكما من خادم» .

وفي أخرى له نحوه، وفيه: «قال عليٌّ: فما تركتهُنَّ منذ سمعتهنَّ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا ليلةَ صِفِّين، فإني ذَكَرْتُها من آخِر الليلِ، فقلتُها» .

وأخرج البخاري، ومسلم رواية ابن أبي ليلى، وفيها: قال [سفيان] : «إحدَاهُنَّ: أَربعٌ وثلاثون» .

وفي رواية ابن سيرين: «التَّسبيحُ أربعٌ وثلاثون، وقال عليٌّ: فما تركْتُهُ منذُ سَمعتُه من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، قيل له: ولا لَيلَةِ صِفين؟ قال: ولا ليلةَ صِفين» .

وفي أخرى لهما عن ابن أبي ليلى عن علي: «أن فاطمةَ أَتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تَسألُهُ خادماً؟ وأنه قال: ألا أُخْبِرُكِ بما هو خيرٌ لَكِ منه؟ تُسبِّحينَ الله ثلاثاً وثلاثين، وتَحمَدينَ الله ثلاثاً وثلاثين، وتُكَبِّرينَ الله أربعاً وثلاثين» .

وفي رواية الترمذي عن علي، قال: «شَكَت إليَّ فاطمةُ مَجْلَ يَديْها من الطَّحْنِ، فقلتُ لها: لو أتيتِ أباكِ، فسألتيهِ خادماً؟ فقال: ألا أدّلكما على ما هو خيرٌ لكما؟ إذا أخَذتُما مَضْجَعَكما، تَقُولانِ ثلاثاً وثلاثين، ⦗٢٥٦⦘ وثلاثاً وثلاثين، وأربعاً وثلاثين، من تَحْميدٍ وتَسبيحٍ، وتكبيرٍ» .

قال الترمذي: وفي الحديث قصة، ولم يذكرها.

وفي أخرى له قال: «جاءت فاطمةُ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- تَشْكو مَجلَ يَديْها، فأمرها بالتَّسبيح، والتَّكبير، والتَّحمِيدِ» (٥) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حُدَّاثاً) : القوم يتحدثون، وهو جمع لا واحد له من لفظه.

(لم يخدمها) : أي: لم يعطها خادماً، والخادم: يقع على الغلام والجارية. ⦗٢٥٧⦘

(قمت) : القمامة: الكناسة، [يقال] : قمَّت المرأة البيت: إذا كنست ما فيه من الكناسة.

(دَكِنَت) : دَكِنَ الثوب: إذا اتسخ واغبر لونه.

(رقيقاً) : الرقيق: اسم للعبيد والإماء، فعيل بمعنى مفعول، أي: أنه في الرق: الملكة.

(لِفَاعنا) : اللفاع: ثوب يتغطى به، ويتلفف [فيه] .

(مَجْلَ يديها) : مَجَلَت اليدُ تَمجُل مَجْلاً: ومَجِلَت تَمجَل مَجَلاً: إذا خرج فيها شبه البَثْر من العمل بالفأس ونحوه من الآلات التي تؤثر في اليد.


(١) في الأصل، و " سنن أبي داود ": ابن أعبد، والتصحيح من كتب الرجال.
(٢) انظر " سنن أبي داود " رقم (٢٩٨٩) ، وفي سند هذه الرواية عند أبي داود علي بن أغيد، وهو مجهول، وفيه أيضاً أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري والبصري، لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد له الرواية التي بعد هذه عند أبي داود رقم (٢٩٨٩) .
(٣) هذه الرواية مثل الأولى وسنده صحيح، وهي شاهد للتي قبلها.
(٤) وفي سند هذه الرواية عند أبي داود أيضاً رقم (٥٠٦٣) علي بن أغيد، وأبو الورد بن ثمامة ابن حزن القشيري البصري وقد علمت حالهما.
(٥) رواه البخاري ٧ / ٥٩ في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب علي بن أبي طالب، وفي الجهاد، باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمساكين، وفي النفقات، باب عمل المرأة في بيت زوجها، وباب خادم المرأة، وفي الدعوات، باب التكبير والتسبيح عند المنام، ومسلم رقم (٢٧٢٧) في الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، والترمذي رقم (٣٤٠٥) في الدعوات، باب ما جاء في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام، وأبو داود رقم (٢٩٨٨) و (٢٩٨٩) في الخراج والإمارة، باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، ورقم (٥٠٦٢) و (٥٠٦٣) في الأدب، باب في التسبيح عند النوم. قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث منقبة ظاهرة لعلي وفاطمة عليهما السلام، وفيه بيان إظهار غاية التعطف والشفقة على البنت والصهر، ونهاية الاتحاد برفع الحشمة والحجاب، حيث لم يزعجهما عن مكانهما، فتركهما على حالة اضطجاعهما، وبالغ حتى أدخل رجله بينهما، ومكث بينهما حتى علمهما ما هو الأولى بحالهما من الذكر عوضاً عما طلباه من الخادم، فهو من باب تلقي المخاطب بغير ما يطلب إيذاناً بأن الأهم من المطلوب هو التزود للمعاد، والصبر على مشاق الدنيا، والتجافي عن دار الغرور، قال: وفيه أن من واظب على هذا الذكر عند النوم لم يصبه إعياء، لأن فاطمة شكت التعب من العمل، فأحالها صلى الله عليه وسلم على ذلك، كذا أفاده ابن تيمية، وفيه نظر، ولا يتعين رفع التعب، بل يحتمل أن يكون من واظب عليه لا يتضرر بكثرة العمل ولا يشق عليه ولو حصل له التعب، والله أعلم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الترمذي (٣٤٠٨) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري. وفي (٣٤٠٩) قال: حدثنا محمد بن يحيى. وعبد الله بن أحمد (١/١٢٣) (٩٩٦) قال: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان. والنسائي في الكبرى الورقة (١٢٤أ) قال: أخبرنا زياد بن يحيى.
ثلاثتهم (زياد، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن محمد القطان) قالوا: حدثنا أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة، فذكره.
- ورواه ابن أبي ليلى. قال: حدثنا علي.
١- أخرجه الحميدي (٤٣) ، وأحمد (١/٨٠) (٦٠٤) والبخاري (٧/٨٤) قال: حدثنا الحميدي. ومسلم (٨/٨٤) قال: حدثني زهير بن حرب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨١٤) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. أربعتهم (الحميدي، وأحمد، وزهير، وقتيبة) عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد.
وأخرجه مسلم (٨/٨٤) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعبيد بن يعيش، عن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الملك، عن عطاء بن أبي رباح. كلاهما (عبيد الله بن أبي يزيد، وعطاء) عن مجاهد.
٢- وأخرجه أحمد (١/٩٥) (٧٤٠) قال: حدثنا وكيع. وفي (١/١٣٦) (١١٤١) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. وفي (١١٤٤) قال: حدثنا عفان. والبخاري (٤/١٠٢) قال: حدثنا بدل بن المحبر. وفي (٥/٢٤) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (٧/٨٤) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (٨/٨٧) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (٨/٨٤) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي.
وأبو داود (٥٠٦٢) قال: حدثنا حفص بن عمر. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى.
تسعتهم - وكيع، ومحمد بن جعفر غندر، وعفان، وبدل، ويحيى القطان، وسليمان بن حرب، ومعاذ، وابن أبي عدي، وحفص - عن شعبة عن الحكم.
٣- وأخرجه أحمد (١/١٤٤) (١٢٢٨) ، وعبد بن حميد (٦٣) ، والدارمي (٢٦٨٨) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨١٥) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان.
أربعتهم (أحمد، وعبد، والدارمي، وأحمد بن سليمان) عن يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، عن عمرو بن مرة.
ثلاثتهم (مجاهد، والحكم، وعمرو بن مرة) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
- ورواه ابن أعبد قال: قال لي علي بن أبي طالب:
أخرجه أبو داود (٢٩٨٨) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الأعلى. وعبد الله بن أحمد (١/١٥٣) (١٣١٢) قال: حدثني العباس بن الوليد النرسي، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد.
كلاهما (عبد الأعلى، وعبد الواحد) عن سعيد بن إياس الجريرى، عن أبي الورد بن ثمامة، عن ابن أعبد، فذكره.
* أخرجه أبو داود (٥٠٦٣) قال: حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريري، عن أبي الورد بن ثمامة، قال: قال علي لابن أعبد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة ... فذكره. ولم يقل فيه أبو الورد: عن ابن أعبد.
- ورواه أبو جعفر مولى علي بن أبي طالب أن عليّا قال في يوم:
أخرجه عبد بن حميد (٧٩) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سالم بن عبيد، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفر، فذكره.
- ورواه شبث بن ربعي، عن علي بن أبي طالب:
أخرجه أبو داود (٥٠٦٤) قال: حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨١٦) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن مالك وحيوة بن شريح.
ثلاثتهم (عبد العزيز، وعمرو، وحيوة) عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن كعب القرظي، عن شبث ابن ربعي، فذكره.
- ورواه هبيرة بن يريم، عن علي:
أخرجه أحمد (١/١٤٦) (١٢٤٩) قال: حدثنا أسود بن عامر وحسين وأبو أحمد الزبيري، قالوا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>