واليمانيان: بتخفيف الياء، هذه اللغة الفصيحة المشهورة، وحكى سيبويه والجوهري وغيرهما فيها لغة أخرى: بالتشديد، فمن خفف قال: هي نسبة إلى اليمن، فالألف عوض عن إحدى ياءي النسب، فتبقى الياء الأخرى مخففة، ولو شددناها لكان جمعاً بين العوض والمعوض عنه، وذلك ممتنع، ومن شدد قال: الألف في " اليمان " زائدة، وأصله: اليمني، فتبقى الياء مشددة، وتكون الألف زائدة، كما زيدت النون في " صنعاني، ورقباني " ونظائر ذلك، والله أعلم. وأما قوله: " يمسح " فمراده: يستلم. واعلم: أن للبيت أربعة أركان: الركن الأسود، والركن اليماني - ويقال لهما: اليمانيان كما سبق - وأما الركنان الآخران، فيقال لهما: الشاميان، فالركن الأسود فيه فضيلتان، إحداهما: كونه على قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم، والثانية: كونه فيه الحجر الأسود. وأما اليماني: ففيه فضيلة واحدة، وهي كونه على قواعد إبراهيم عليه السلام. وأما الركنان الآخران: فليس فيهما شيء من هاتين الفضيلتين، فلهذا خص الحجر الأسود بشيئين: الاستلام والتقبيل، للفضيلتين، وأما اليماني فيستلمه ولا يقبله؛ لأن فيه فضيلة واحدة. وأما الركنان الآخران فلا يقبلان ولا ⦗١٧٦⦘ يستلمان، والله أعلم. وقد أجمعت الأمة على استحباب استلام الركنين اليمانيين، واتفق الجماهير على أنه لا يمسح الركنين الآخرين، واستحبه بعض السلف. وممن كان يقول باستلامهما: الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وابن الزبير، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعروة بن الزبير، وأبو الشعثاء جابر بن زيد رضي الله عنهم. قال القاضي أبو الطيب: أجمعت أئمة الأمصار والفقهاء على أنهما لا يستلمان، قال: وإنما كان فيه خلاف لبعض الصحابة والتابعين، وانقرض الخلاف، وأجمعوا على أنهما لا يستلمان، والله أعلم.
(٢) أخرجه البخاري ٣ / ٣٧٩ في الحج، باب من لم يستلم إلا الركنين اليمانيين، وباب الرمل في الحج والعمرة، وباب تقبيل الحجر، ومسلم رقم (١٢٦٧) في الحج، باب استحباب استلام الركنين اليمانيين، وأبو داود رقم (١٨٧٤) في المناسك، باب تقبيل الحجر، والنسائي ٥ / ٢٣١ و ٢٣٢ في الحج، باب استلام الركنين في كل طواف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ١ - أخرجه أحمد (٢/٩٨) ، ٢ ٥٦ قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر. ٢ - وأخرجه أحمد (٢/١٢٠) (٦٠١٧) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، وإسحاق بن عيسى. والبخاري (٢/١٨٦) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (٤/٦٥) قال: حدثنا يحيى بن يحيى (ح) وحدثنا قُتيبة. وأبو داود (١٨٧٤) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي..والنسائي (٥/٢٣٢) قال: أخبرنا قُتيبة. خمستهم -هاشم ابن القاسم، وإسحاق بن عيسى، وأبو الوليد الطيالسي، ويحيى بن يحيى، وقُتيبة بن سعيد- عن الليث بن سعد. ٣ - وأخرجه مسلم (٤/٦٥) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة. وابن ماجة (٢٩٤٦) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري. والنسائي (٥/٢٣٢) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع. وابن خزيمة (٢٧٢٥) قال: حدثنا يونس. أربعتهم -أبو الطاهر أحمد بن عمرو، وحرملة، والحارث، ويونس بن عبد الأعلى- عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس. ثلاثتهم - معمر، والليث، ويونس بن يزيد - عن الزهري، عن سالم، فذكره. والرواية الصحيحة الأخرى، فعن نافع عنه: أخرجها أحمد (٢/٣) (٤٤٦٣) ، و (٢/٣٣) (٤٨٨٨) ، و (٢/٤٠) (٤٩٨٦) ، (٢/٥٩) (٥٢٣٩) ، و (٢/١٠٨) (٥٨٧٥) (والدارمي (١٨٤٥) ، والبخاري (٢/١٨٥) ، ومسلم (٤/٦٦) ، والنسائي (٥/٢٣٢) ، وابن خزيمة (٢٧١٥) . - أما رواية: «أرأيت إن زحمت أرأيت إن غلبت» .. أخرجها أحمد (٢/١٥٢) (٦٣٩٦) ، والبخاري (٢/١٨٦) ، والترمذي (٨٦١) ، والنسائي (٥/٢٣١) . عن حماد بن زيد، عن الزبير بن عربي، فذكره.