للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤٤٠ - (خ م د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «لَمْ أَرَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَلِمُ من الْبَيْت إلا الرُّكْنَيْنِ الْيَمانِيَّيْنِ (١) » . ⦗١٧٦⦘

وفي رواية «يمسح» مكان «يستلم»

وفي رواية لمسلم: «لم يكن يستلم من أَركان البيت إلا الرُّكْنَ الأسْوَدَ، والَّذي يَليهِ، من نحو دورِ الْجُمَحِيِّينَ» .

وفي أخرى للبخاري ومسلم قال: «ما تَرَكنَا اسْتلامَ هَذَيْن الرُّكنَيْنِ: اليمانيِّ والحجَرِ في شدَّةٍ ولا رَخاءٍ، مُنْذُ رأيتُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَلِمُهُما» .

وفي أخرى لهما: قال نافع: «رأيتُ ابْنَ عمر يَسْتلم الحجَرَ بيدهِ، ثمَّ قَبَّلَ يَدَه، وقال: ما تَرَكْتُهُ مُنْذُ رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله» .

وفي أخرى: قال: «قلتُ لنافعِ: أكان ابنُ عمر يَمْشي بين الركنين؟ قال: إنما كان يمشي ليكونَ أيسَرَ لاستِلامِهِ» .

وأخرج أبو داود الرواية الأولى.

وله في أخرى: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يدَعُ أنْ يَسْتَلِمَ ⦗١٧٧⦘ الرُّكْنَ اليمانيَّ والحجَرَ في كُلِّ طوافه، قال: وكان عبد الله بن عمر يَفْعَلُهُ» .

وأخرج النسائي الرواية الأولى، والثانية، والثالثة.

وله في أخرى «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يستَلِم الركن اليمانيَّ والحجَرَ في كُلِّ طوافِهِ» .

وفي أخرى «كان لا يستلم إلا الحجرَ والركن اليمانيَّ» .

وفي رواية للبخاري والنسائي: قال «سألَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عن استِلام الحجَرِ؟ فقال: رأَيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يستلمه ويُقَبِّلُهُ، قال: أرأيت: إن زُحِمْتُ؟ أرأَيتَ: إن غلِبْتُ؟ قال: اجْعَل «أرأيتَ» باليمنِ، رأيتُ رَسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يستَلمُهُ ويقبِّلُهُ» .

ورأيتُ الحميديَّ قد أَخرج هذه الرواية في كتابه في أفراد البخاري، ولم يُضفها إلى الروايات التي أخرجها للبخاري ومسلم، المقدَّم ذِكْرُها، وحيث رأيتُ المعنى فيها واحداً، أضَفْتُ هذه الرواية إلى باقي الروايات، ونَبَّهْتُ على ما فعله الحميديُّ (٢) . ⦗١٧٨⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(اجعل «أرأيت» باليمن) أي: اجعل سؤالك هذا واعتراضك بعيداً عنك حتى كأنه باليمن، وأنت بموضعك هذا.


(١) قال النووي في " شرح مسلم " ١ / ٤١٢: فالركنان اليمانيان: هما الركن الأسود والركن اليماني، وإنما قيل لهما " اليمانيان " للتغليب، كما قيل في الأب والأم: الأبوان، وفي الشمس والقمر: القمران، وفي أبي بكر وعمر: العمران، وفي الماء والتمر: الأسودان، ونظائره مشهورة.
واليمانيان: بتخفيف الياء، هذه اللغة الفصيحة المشهورة، وحكى سيبويه والجوهري وغيرهما فيها لغة أخرى: بالتشديد، فمن خفف قال: هي نسبة إلى اليمن، فالألف عوض عن إحدى ياءي النسب، فتبقى الياء الأخرى مخففة، ولو شددناها لكان جمعاً بين العوض والمعوض عنه، وذلك ممتنع، ومن شدد قال: الألف في " اليمان " زائدة، وأصله: اليمني، فتبقى الياء مشددة، وتكون الألف زائدة، كما زيدت النون في " صنعاني، ورقباني " ونظائر ذلك، والله أعلم.
وأما قوله: " يمسح " فمراده: يستلم.
واعلم: أن للبيت أربعة أركان: الركن الأسود، والركن اليماني - ويقال لهما: اليمانيان كما سبق - وأما الركنان الآخران، فيقال لهما: الشاميان، فالركن الأسود فيه فضيلتان، إحداهما: كونه على قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم، والثانية: كونه فيه الحجر الأسود. وأما اليماني: ففيه فضيلة واحدة، وهي كونه على قواعد إبراهيم عليه السلام. وأما الركنان الآخران: فليس فيهما شيء من هاتين الفضيلتين، فلهذا خص الحجر الأسود بشيئين: الاستلام والتقبيل، للفضيلتين، وأما اليماني فيستلمه ولا يقبله؛ لأن فيه فضيلة واحدة. وأما الركنان الآخران فلا يقبلان ولا ⦗١٧٦⦘ يستلمان، والله أعلم.
وقد أجمعت الأمة على استحباب استلام الركنين اليمانيين، واتفق الجماهير على أنه لا يمسح الركنين الآخرين، واستحبه بعض السلف. وممن كان يقول باستلامهما: الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وابن الزبير، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعروة بن الزبير، وأبو الشعثاء جابر بن زيد رضي الله عنهم. قال القاضي أبو الطيب: أجمعت أئمة الأمصار والفقهاء على أنهما لا يستلمان، قال: وإنما كان فيه خلاف لبعض الصحابة والتابعين، وانقرض الخلاف، وأجمعوا على أنهما لا يستلمان، والله أعلم.

(٢) أخرجه البخاري ٣ / ٣٧٩ في الحج، باب من لم يستلم إلا الركنين اليمانيين، وباب الرمل في الحج والعمرة، وباب تقبيل الحجر، ومسلم رقم (١٢٦٧) في الحج، باب استحباب استلام الركنين اليمانيين، وأبو داود رقم (١٨٧٤) في المناسك، باب تقبيل الحجر، والنسائي ٥ / ٢٣١ و ٢٣٢ في الحج، باب استلام الركنين في كل طواف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١ - أخرجه أحمد (٢/٩٨) ، ٢ ٥٦ قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر.
٢ - وأخرجه أحمد (٢/١٢٠) (٦٠١٧) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، وإسحاق بن عيسى. والبخاري (٢/١٨٦) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (٤/٦٥) قال: حدثنا يحيى بن يحيى (ح) وحدثنا قُتيبة. وأبو داود (١٨٧٤) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي..والنسائي (٥/٢٣٢) قال: أخبرنا قُتيبة. خمستهم -هاشم ابن القاسم، وإسحاق بن عيسى، وأبو الوليد الطيالسي، ويحيى بن يحيى، وقُتيبة بن سعيد- عن الليث بن سعد.
٣ - وأخرجه مسلم (٤/٦٥) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة. وابن ماجة (٢٩٤٦) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري. والنسائي (٥/٢٣٢) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع. وابن خزيمة (٢٧٢٥) قال: حدثنا يونس. أربعتهم -أبو الطاهر أحمد بن عمرو، وحرملة، والحارث، ويونس بن عبد الأعلى- عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس.
ثلاثتهم - معمر، والليث، ويونس بن يزيد - عن الزهري، عن سالم، فذكره.
والرواية الصحيحة الأخرى، فعن نافع عنه:
أخرجها أحمد (٢/٣) (٤٤٦٣) ، و (٢/٣٣) (٤٨٨٨) ، و (٢/٤٠) (٤٩٨٦) ، (٢/٥٩) (٥٢٣٩) ، و (٢/١٠٨) (٥٨٧٥) (والدارمي (١٨٤٥) ، والبخاري (٢/١٨٥) ، ومسلم (٤/٦٦) ، والنسائي (٥/٢٣٢) ، وابن خزيمة (٢٧١٥) . - أما رواية: «أرأيت إن زحمت أرأيت إن غلبت» ..
أخرجها أحمد (٢/١٥٢) (٦٣٩٦) ، والبخاري (٢/١٨٦) ، والترمذي (٨٦١) ، والنسائي (٥/٢٣١) .
عن حماد بن زيد، عن الزبير بن عربي، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>