للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٩١ - (د ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أنه كان في سَرِيَّةٍ من سَرايَا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: فَحاصَ النَّاسُ حَيْصَة، فكُنْتُ فيمن حاصَ، فلمَّا نَفَرنا، قُلْنَا: كيف نَصْنَعُ، وقد فَرَرْنا من الزَّحْفِ، وبُؤنا بالغَضَبِ؟ فقُلْنَا: نَدْخُلُ المدينَةَ فلا يَرَانا أَحَدٌ، قال: فَلَمَّا دَخلْنا المدينَةَ، قُلْنَا: لو عَرضْنَا أَنفُسَنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنْ كانَ لنَا تَوْبَةٌ أقُمْنَا، وإنْ كانَ غيرَ ذلك ذَهبْنَا، قال: فَجَلَسْنَا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الغداةِ، فلمَّا خَرَجَ قُمنا إليه، فقلْنا: نَحْنُ الْفَرَّارُونَ، فأقْبَل عَلَيْنَا، وقال: لا، بل أنُتْم الْعكَّارُونَ، قال: فَدَنَوْنا، فَقَبَّلْنَا يدَهُ، فقال: أنا فِئَةُ المسلمين. هذه رواية أبي داود.

ورواية الترمذي قال: بعثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سَرِيَّةٍ، فحاصَ ⦗٦١٠⦘ الناسُ حيصةً، فقدِمنا المدينة، فَاْختبأنا بها، وقلنا: هَلَكْنا، ثم أتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، نَحْنُ الفرَّارُون، قَالَ: بل أنتم العَكَّارُون، وأنا فئَتُكُمْ (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فحاص) حصت عن الشيء: حدت عنه، وملت عن جهته، هكذا قال الخطابي، وقال الهروي: فحاص الناس حيصة: أي: حملوا حملة، قال: وحاص يحيص: إذا مال والتجأ إلى جهة، قال: وجاض بالجيم والضاد المعجمة قريب منه، وكذا قرأته في كتاب الترمذي مضبوطاً بالجيم والضاد.

(وبؤنا) باء بالشيء يبوء به: إذا رجع، والمراد: أننا رجعنا من مقصدنا بغضب الله تعالى، حيث فررنا.

(العكَّارون) هم الذين يعطفون إلى الحرب، وقيل: إذا حاد الإنسان عن الحرب، ثم عاد إليها. يقال: قد عكر، وهو عكَّار.

(فئة المسلمين) الفئة: الجماعة الذين يرجعون إليهم عن موقف الحرب، ويحتمون بهم، أي يفيئون إليهم.


(١) أبو داود رقم (٢٦٤٧) في الجهاد، باب التولي يوم الزحف، والترمذي رقم (١٧١٦) في الجهاد، باب ما جاء في الفرار يوم الزحف، وأخرجه أحمد في " المسند " ٢ / ٧٠، ٨٦، ١١١، وفي سنده يزيد بن أبي زياد، وهو سيء الحفظ، وبقية رجاله ثقات، وقد حسنه الترمذي.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الحميدي (٦٨٧) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (٢/٢٣) (٤٧٥٠) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (٢/٥٨) (٥٢٢٠) قال: حدثنا وكيع، عن علي بن صالح. وفي (٢/٧٠) (٥٣٨٤) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير. وفي (٢/٨٦) (٥٥٩١) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (٢/٩٩) (٥٧٤٤) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (٢/١٠٠) (٥٧٥٢) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا خالد - يعني الطحان -. وفي (٢/١١٠) (٥٨٩٥) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، وأسود بن عامر، قالا: حدثنا شريك. والبخاري في «الأدب المفرد» (٩٧٢) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (٢٦٤٧) و (٥٢٢٣) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (٣٧٠٤) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل. والترمذي (١٧١٦) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان.
ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ومحمد بن فضيل، وعلي بن صالح، وزهير، وشعبة، وخالد الطحان، وشريك، وأبو عوانة - عن يزيد بن أبي زياد، أن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد.
قلت: ويزيد هذا قال عنه الحافظ: إنه ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>