للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٤٣ - (خ م ط ت د) أم هانئ - رضي الله عنه -: أختُ علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -، قالت: ذهبتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامَ الفتح، فوجدتُه يَغْتَسِلُ، وفاطمةُ ابنتُه تَسْتُرهُ بثوبٍ، فسَّلمتُ عليه، فقال: «مَنْ هذه» ؟ فقلتُ: أنا أمُّ هانئ بنْت أبي طالب، فقال: مَرْحباً بأُمِّ هانئٍ، فلما فرغ من غُسْلِهِ، قام فصلَّى ثمانِي ركعات مُلْتَحِفاً في ثوبٍ واحدٍ، فلما انصرفَ قُلْتُ: يا رسول ⦗٦٥٤⦘ الله، زَعَمَ ابن أمي عليٌّ: أنه قاتِل رجلاً قد أجَرْتُهُ - فلان بن هُبَيْرة (١) - فقالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قد أجرْنا مَنْ أجَرْتِ يا أُمَّ هانئٍ» ، قالت أم هانئ: وذلك ضحى. هذه رواية البخاري، ومسلم، والموطأ.

ورواية الترمذي: أن أم هانئ قالت: أجرتُ رجلين من أحمائي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد آمَنَّا مَنْ آمَنَتِ» . ⦗٦٥٥⦘

وفي رواية أي داود: أنَّها أجَارَتْ رجلاً من المشركين يومَ الفتح، فأتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: «قد أجرْنا مَنْ أجَرتِ، وآمنَّا من آمَنْتِ (٢) » .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أجرنا) أجرتُ الرجل: منعت من يريده بسوء، وآمنته شره وأذاه.


(١) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: فلان بن هبيرة، بالنصب على البدل، أو الرفع على الحذف، وعند أحمد والطبراني من طريق أخرى عن أبي مرة عن أم هانئ: إني أجرت حموين لي، قال أبو العباس بن شريح وغيره: هما جعدة بن هبيرة ورجل آخر من بني مخزوم كانا فيمن قاتل خالد بن الوليد، ولم يقبلا الأمان، فأجارتهما أم هانئ وكانا من أحمائها.
وقال ابن الجوزي: إن كان ابن هبيرة منهما فهو جعدة، كذا قال، وجعدة معدود فيمن له رؤية ولم تصح له صحبة، وقد ذكره من حيث الرواية في التابعين: البخاري وابن حبان وغيرهما، فكيف تهيأ لمن هذه سبيله في صغر السن أن يكون عام الفتح مقاتلاً حتى يحتاج إلى الأمان، ثم لو كان ولد أم هانئ لم يهم علي بقتله، لأنها كانت قد أسلمت وهرب زوجها وترك ولدها عندها، وجوز ابن عبد البر أن يكون ابناً لهبيرة من غيرها مع نقله عن أهل النسب إنهم لم يذكروا لهبيرة ولداً من غير أم هانئ، وجزم ابن هشام في "تهذيب السيرة " بأن اللذين أجارتهما أم هانئ هما: الحارث ابن هشام وزهير بن أبي أمية المخزوميان، وروى الأزرقي بسند فيه الواقدي في حديث أم هانئ هذا أنهما: الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة، وحكى بعضهم أنهما: الحارث بن هشام وهبيرة بن أبي وهب، وليس بشيء، لأن هبيرة هرب عند فتح مكة إلى نجران فلم يزل بها مشركاً حتى مات، كذا جزم به ابن إسحاق وغيره، فلا يصح ذكره فيمن أجارته أم هانئ. وقال الكرماني: قال الزبير بن بكار: فلان بن هبيرة: هو الحارث بن هشام اهـ. وقد تصرف في كلام الزبير، وإنما وقع عند الزبير في هذه القصة موضع فلان بن هبيرة: الحارث بن هشام.
ثم قال الحافظ أخيراً: والذي يظهر لي أن في رواية الباب حذفاً، كأنه كان فيه: فلان ابن عم هبيرة، فسقط لفظ عم، أو كان فيه: فلان قريب هبيرة، فتغير لفظ قريب بلفظ ابن، وكل من الحارث بن هشام، وزهير بن أبي أمية، وعبد الله بن أبي ربيعة يصح وصفه بأنه ابن عم هبيرة وقريبه لكون الجميع من بني مخزوم.
(٢) البخاري ١ / ٣٣١ في الغسل، باب التستر في الغسل عند الناس، وفي الصلاة في الثياب، باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفاً به، وفي الجهاد، باب أمان النساء وجوراهن، وفي الأدب، باب ما جاء في زعموا، ومسلم رقم (٣٣٦) في الحيض، باب تستر المغتسل بثوب ونحوه، وفي صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان، والموطأ ١ / ١٥٢ في قصر الصلاة، باب صلاة الضحى، والترمذي رقم (٢٧٣٥) في الاستئذان، باب ما جاء في مرحباً، وأبو داود رقم (١٢٩٠) في الصلاة، باب صلاة الضحى ورقم (٢٧٦٣) في الجهاد، باب في أمان المرأة، والنسائي ١ / ١٢٦ في الطهارة، باب ذكر الاستتار عند الاغتسال، وأخرجه الدارمي في سننه ١ / ٣٣٩ في الصلاة، باب صلاة الضحى، وأحمد في مسنده ٦ / ٣٤٣ و ٤٢٣ و ٤٢٥.
قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على جواز أمان المرأة، إلا شيئاً ذكره عبد الملك بن الماجشون صاحب مالك لا أحفظ ذلك عن غيره، قال: إن أمر الأمان إلى الإمام، وتأول ما ورد مما يخالف ذلك على قضايا خاصة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: (٦/٣٤١) قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري. وفي (٦/٣٤٢) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد، يعني ابن عمرو، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين. وفي (٦/٣٤٣) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومي. قال: حدثني الضحاك بن عثمان، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين. وفي (٦/٣٤٣) قال: حدثنا وكيع. وقال: حدثنا ابن أبي ذئب. عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. وفي (٦/٣٤٣ و ٤٢٣) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن أبي النضر. وفي (٦/٣٤٣) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث: مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله. وفي (٦/٤٢٣) قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد. وفي (٦/٤٢٥) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرني مالك، عن أبي النضر. وفي (٦/٤٢٥) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا مالك، عن موسى بن ميسرة. والدارمي (١٤٦١) و (٢٥٠٥) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. قال: حدثنا مالك، عن أبي النضر. والبخاري (١/٧٨ و ٨/٤٦) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله. وفي (١/١٠٠) قال: حدثنا إسماعيل بن أبى أويس. قال: حدثني مالك بن أنس، عن أبيالنضر، مولى عمر بن عبيد الله. وفي (٤/١٢٢) . وفي «الأدب المفرد» (١٠٤٥) قال: حدنثا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله. ومسلم (١/١٨٢ و ٢/١٥٧) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن أبي النضر. وفي (١/١٨٢ و ١٨٣) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. قال: أخبرنا الليث. عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن أبي هند. (ح) وحدثناه أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن سعيد بن أبي هند. وفي (٢/١٥٨) قال: حدثني حجاج بن الشاعر. قال: حدثنا مُعَلَّى بن أسد، قال: حدثنا وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه. وابن ماجة (٤٦٥) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن أبي هند. والترمذي (١٥٧٩) قال: حدثنا أبو الوليد الدمشقي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: أخبرني ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري. وفي (٢٧٣٤) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك، عن أبي النضر. والنسائى (١/١٢٦) . وفي الكبرى (٢٢٢) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن عبد الرحمن، عن مالك، عن سالم. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (١٢/١٨٠١٨) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري.
ستتهم - موسى بن ميسرة، وسالم أبو النضر، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، وسعيد بن أبي هند، ومحمد بن علي بن الحسين - عن أبي مرة، مولى عقيل بن أبي طالب، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>