للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢١٤ - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: خرجنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى خَيْبَرَ، ففتح الله علينا، فلم نَغنَمْ ذَهباً وَلا وَرِقاً، غنمْنَا المتاعَ، والطَّعَامَ والثِّيَابَ، ثُمَّ انْطَلَقْنا إلى الوادي - يعني: وادِي الْقُرَى - ومَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عَبْدٌ له، وهَبَهُ له رجُلٌ من جُذام يُدْعى رِفَاعَة بن زَيدٍ، من بني الضُّبَيْبِ، فلمَّا نَزَلنَا الوادي قام عبدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَحُلُّ رَحْلَهُ، فَرُمِيَ بِسَهْمٍ، فكان فيه حَتْفُهُ، فَقُلْنَا: هنيئاً له الشَّهادةُ يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كلَاّ، والذِي نَفْسُ محمد بيَدِه، إنَّ الشَّمْلَةَ لَتلْتهِبُ عليهِ ناراً، أخَذَها من الغنَائِم يوْم خَيْبَر، لم تُصبِهَا المقاسِمُ» قال: فَفَزِعَ النَّاسُ، ⦗٧١٩⦘ فجاءَ رجُلٌ بِشِراكٍ، أوْ شِراكَيْنِ، فقال: أَصَبْتُهُ يومَ خَيْبر، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «شِراكٌ من نارٍ، أو شِراكانِ من نارٍ» .

وفي رواية نحوه، وفيه: ومَعهُ عبْدٌ يُقالُ له: مِدْعَمٌ، أَهْدَاهُ له أحَدُ بني الضِّباب، إذْ جاءهُ سَهْمٌ عائِرٌ. أخرجه الجماعة إلا الترمذي (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الشملة) إزار يُتَّشَح به.

(بشراك) الشراك، سير من سيور النعل التي على وجهها.

(سهم عائر) : إذا لم يدر من أين جاء.


(١) أخرجه البخاري ٧ / ٣٧٤ و ٣٧٥ في المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الأيمان والنذور، باب هل يدخل في الأيمان والنذور الأرض والغنم والزروع والأمتعة، ومسلم رقم (١١٥) في الإيمان، باب غلظ تحريم الغلول، وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، والموطأ ٢ / ٤٥٩ في الجهاد، باب ما جاء في الغلول، وأبو داود رقم (٢٧١١) في الجهاد، باب في تعظيم الغلول، والنسائي ٧ / ٢٤ في الأيمان والنذور، باب هل تدخل الأرضون في المال إذا نذر؟ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: البخاري في الأيمان والنذور (٣٣) عن إسماعيل بن عبد الله. وفي المغازي (٣٩: ٣٥) عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري. كلاهما عن مالك عن ثور بن زيد به. مسلم عن القعنبي وعن زهير بن حرب عن إسحاق بن عيسى وفي الإيمان (٤٧: ٢) عن أبي الطاهر بن السرح عن ابن وهب. ثلاثتهم عن مالك به و (٤٧: ٢) عن قتيبة عن عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد به وأبو داود في الجهاد (١٤٣: ٢) عن القعنبي بن سلمة والحارث بن مسكين. كلاهما عن ابن القاسم عن مالك به.
قال أبو الحسن الدارقطني: قال موسى بن هارون: وهم ثور بن زيد في هذا الحديث، لأن أبا هريرة لم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم يعني إلى خيبر وإنما قدم المدينة بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقد فتح الله عليه خيبر. قال أبو مسعود الدمشقي: وإنما أراد البخاري ومسلم من نفس هذا الحديث قصة مدعم في غلول الشملة التي لم تصبها المقاسم وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنها لتشتعل عليه نارا» . وقد روى الزهري عن عنبسة بن سعيد عن أبي هريرة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر بعد ما افتتحوها. فقلت: اسهم لي. ورواه أيضا عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص عن جده عن أبي هريرة ولا يشك أحد من أهل العلم أن أبا هريرة قد شهد قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم خيبر هو وجعفر بن أبي طالب وجماعة من مهاجرة الحبشة الذين قدموا في السفينة فإن كان ثور وهم في قوله «خرجنا» فإن القصة المرادة من نفس الحديث صحيحة.
قال أبو القاسم: حديث مسلم عن القعنبي وزهير ولا ذكرهما أبو مسعود.
«الأشراف» (٩/٤٥٨، ٤٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>