للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٢٧ - (م د ت س) نبيه بن وهب -رحمه الله-: «أنَّ عمر بنَ عُبَيْد اللَّه بنِ مَعْمَرٍ اشتكى عيَنهُ، وهو محرِمٌ، فأراد أنْ يَكْحَلها، فَنهاهُ ⦗٤٩⦘ أبانُ بنُ عثمان (١) ، وأَمَرَهُ أن يُضَمِّدَها بالصَّبِرِ (٢) ، وحدَّثَهُ عن عثمان عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أنهُ كان يَفْعلُهُ» . أخرجه مسلم والترمذي.

وفي رواية المسلم قال: «خرجنا مع أبانَ بنِ عثمانَ، حتى إذا كُنَّا بِمَلَلٍ (٣) اشتكى عمرُ بنُ عُبيدِ الله عينَيْهِ، فلما كان بالرَّوْحاءِ اشْتدَّ وجعُهُ، فأرَسل إلى أبانَ بن عثمانَ يسأله؟ فأرسل إليه: أنْ اضْمِدْهُما (٤) بالصَّبِرِ، فإن عثمانَ حدَّثَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرَّجُل إذا اشتكى عَيْنَيْهِ وهو محرِمٌ: ضَمَّدَهُما بالصَّبِرِ» .

وفي رواية أبي داود قال: «اشتكى عَيْنَيهِ، فأرسل إلى أبانَ بن عثمانَ ⦗٥٠⦘ وهو أميرُ المَوسِم، ما يصنعُ بهما؟ قال: اضْمِدْهما بالصَّبِرِ، فإني سمعتُ عثمانَ يُحدِّثُ ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» .

وأخرج النسائي منه المسند فقط، فقال: «للمحرم إذا اُشتكى عَيَنَيْه، أن يُضَمَّدَهُما بالصَّبِرِ» (٥) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فَيَضْمد) : ضمدت الجرح: إذا جعلت عليه الدواء، وضمدته بالزعفران ونحوه: إذا لطَّخته به.

(المَوْسِم) : مجتمع الحاج، سمي بذلك لأنه مَعْلَم لهم. فكأنه مفعل من الوسم.


(١) في " أبان " وجهان، الصرف وعدمه، والصحيح الأشهر: الصرف، فمن صرفه قال: وزنه فعال، ومن منعه قال: وزنه أفعل، قاله النووي.
(٢) " الصبر " - بفتح الصاد وكسر الباء - ويجوز إسكانها: دواء معروف.
(٣) ملل: على وزن جبل، موضع في طريق مكة على ثمانية وعشرين ميلاً من المدينة. وقيل: اثنان وعشرون، حكاهما القاضي عياض في المشارق.
(٤) قال النووي في " شرح مسلم " ١ / ٣٨٣: قوله: " اضمدهما بالصبر " - هو بكسر الميم - وقوله بعده: " ضمدهما بالصبر " هو بتخفيف الميم وتشديدها، يقال: ضمَد وضمَّد بالتخفيف والتشديد، وقوله: " اضمدهما "، جاء على لغة التخفيف، ومعناه: اللطخ. واتفق العلماء على جواز تضميد العين وغيرها بالصبر ونحوه، مما ليس بطيب، ولا فدية في ذلك، فإن احتاج إلى ما فيه طيب جاز له فعله وعليه الفدية. واتفق العلماء: على أن للمحرم أن يكتحل بكحل لا طيب فيه إذا احتاج إليه، ولا فدية عليه فيه. وأما الاكتحال للزينة، فمكروه عند الشافعي وآخرين، ومنعه جماعة، منهم الإمام أحمد وإسحاق، وفي مذهب مالك قولان: كالمذهبين، وفي إيجاب الفدية عندهم بذلك خلاف. والله أعلم.
(٥) مسلم رقم (١٢٠٤) في الحج، باب جواز مداواة المحرم عينيه، وأبو داود رقم (١٨٣٨) في المناسك، باب يكتحل المحرم، والترمذي رقم (٩٥٢) في الحج، باب ما جاء في المحرم يشتكي عينه، والنسائي ٥ / ١٤٣ في الحج، باب الكحل للمحرم، وأخرجه الدارمي في سننه ٢/ ٧١ في المناسك، باب ما يصنع المحرم إذا اشتكى عينيه، وأحمد في مسنده ١ / ٦٠ و ٦٥ و ٦٩.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه الحميدي (٣٤) قال: ثنا سفيان. و «أحمد» ١/٦٥ (٣٤٦٥) قال: ثنا عفان، قال: ثنا عبد الوارث. وفي ١/٦٨ (٤٩٤) و١/٦٩ (٤٩٧) قال: ثنا سفيان بن عيينة، ومسلم ٤/٢٢ قال: ثنا أبوبكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب جميعا عن ابن عيينة. قال أبو بكر: ثنا سفيان بن عيينة. (ح) وثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: ثني أبي. و «أبو داود» (١٨٣٨) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا سفيان. و «الترمذي» ٩٥٢ قال: ثنا ابن أبي عمر، قال: ثنا سفيان بن عيينة. و «النسائي» ٥/١٤٣ قال: نا قتيبة، قال: ثنا سفيان. و «ابن خزيمة» (٢٦٥٤) قال: ثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: ثنا سفيان. كلاهما (سفيان، وعبد الوارث) عن أيوب بن موسى.
٢ - أخرجه أحمد ١/٥٩) (٤٢٢) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر، و «أبو داود» (١٨٣٩) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية. كلاهما - معمر، وإسماعيل - عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن نافع.
كلاهما - أيوب بن موسى، ونافع - عن نُبَيْه بن وهب رجل من الحجبة، عن أبان بن عثمان، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>