للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٩٩ - (م ط ت س) سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: ⦗١١٤⦘ «لَقَدْ تَمَتَّعنَا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا - يعني: معاوية - كافِرٌ بالْعُرُشِ» (١) .

يعني بالْعُرُشِ: بُيُوتَ مَكَّةَ في الجاهِليَّةِ. هذه رواية مسلم (٢) .

وفي رواية الموطأ والترمذي والنسائي: عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الْمُطَّلِب: أنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بنَ أبي وقَّاصٍ، والضَّحَّاكَ ابنَ قَيْسٍ، عَامَ حَجَّ مُعَاوَيةُ، يَذْكُرَانِ التَّمَتُّعَ بالعمرةِ إلى الحجِّ، ⦗١١٥⦘ فقال الضَّحَّاكُ: لا يصنع ذلك إلا مَنْ جَهلَ أمْرَ الله، فقال له سعد: بِئْسَ ما قُلْتَ يا ابْنَ أَخي، فقال الضَّحَّاكُ: إنَّ عمر قد نهى عن ذلك، فقال سعدٌ: قد صنعناها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمره، وصنعها هو -صلى الله عليه وسلم-. ليس عند الترمذي، «عَامَ حَجَّ معاويةُ» (٣) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(بالعُرُش) : العرش: جمع عريش:، المراد بها: بيوت مكة وإنما سميت بذلك لأنها كانت عيداناً تنصب وتظلل. وتسمى أيضاً عروشاً، واحدها عَرْش.


(١) قال النووي في " شرح مسلم " ١ / ٤٠٢ وفي الرواية الأخرى " المتعة في الحج " أما " العرش " بضم العين والراء: وهي بيوت مكة، كما فسره في الرواية. قال أبو عبيد: سميت بيوت مكة عرشاً لأنها عيدان تنصب وتظلل. قال: ويقال لها أيضاً " عروش " بالواو واحدها: عرش، كفلس وفلوس، ومن قال: عرش، فواحدها: عريش، كقليب وقلب.
وفي حديث آخر " أن عمر رضي الله عنه: كان إذا نظر إلى عروش مكة: قطع التلبية ".
وأما قوله: وهذا يومئذ كافر بالعرش، فالإشارة " بهذا " إلى معاوية بن أبي سفيان. وفي المراد بالكفر هنا وجهان، أحدهما - ما قاله المازري وغيره - المراد: وهو مقيم في بيوت مكة. قال ثعلب: يقال: اكتفر الرجل: إذا لزم الكفور، وهي القرى. وفي الأثر عن عمر رضي الله عنه " أهل الكفور: هم أهل القبور " يعني: القرى البعيدة عن الأمصار، وعن العلماء.
والوجه الثاني: المراد بالكفر: الكفر بالله تعالى، والمراد: أنا تمتعنا، ومعاوية يومئذ كافر على دين الجاهلية، مقيم بمكة، وهذا اختيار القاضي عياض وغيره، وهو الصحيح المختار. والمراد بالمتعة: العمرة التي كانت سنة سبع من الهجرة، وهي عمرة القضاء، وكان معاوية يومئذ كافراً، وإنما أسلم بعد ذلك عام الفتح سنة ثمان. وقيل: إنه أسلم بعد عمرة القضاء سنة سبع، والصحيح الأول.
وأما غير هذه العمرة من عمر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن معاوية فيها كافراً، ولا مقيماً بمكة بل كان معه صلى الله عليه وسلم.
قال القاضي عياض: وقال بعضهم " كافر بالعرش " بفتح العين وإسكان الراء، والمراد: عرش الرحمن. قال القاضي: هذا تصحيف. وفي هذا الحديث: جواز المتعة في الحج.
(٢) أخرجه مسلم رقم (١٢٢٥) في الحج، باب جواز التمتع.
(٣) الموطأ ١ / ٣٤٤ في الحج، باب ما جاء في التمتع، والترمذي رقم (٨٢٣) في الحج، باب ما جاء في التمتع، والنسائي ٥ / ١٥٢ و ١٥٣ في الحج، باب التمتع، وفي سنده محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب الهاشمي النوفلي المدني، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. قال الحافظ في " التهذيب ": جزم ابن عبد البر بأن الزهري تفرد بالرواية عنه، قال: ولا يعرف إلا برواية الزهري عنه، ومع ذلك فقد صححه الترمذي، ويشهد له حديث سالم بن عبد الله الآتي برقم (١٤٠١) وحديث ابن عباس المتقدم رقم (١٣٩٨) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (١/١٨١) (١٥٦٨) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (٤/٤٧) قال: حدثنا سعيد بن منصور. وابن أبي عمر، عن مروان بن معاوية الفزاري. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني محمد بن أبي خلف، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة.
أربعتهم- يحيى، ومروان، وسفيان، وشعبة - عن سليمان التيمي، عن غنيم بن قيس، فذكره.
* - في رواية يحيى بن سعيد، قال: يعني معاوية.
أما رواية «الموطأ» :
أخرجه مالك في «الموطأ» (٢٢٦) . وأحمد (١/١٧٤) (١٥٠٣) قال: قرأت على عبد الرحمن: عن مالك (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا مالك بن أنس. والدارمي (١٨٢١) قال: أخبرنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والترمذي (٨٢٣) قال: حدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس، والنسائي (٥/١٥٢) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك بن أنس.
كلاهما (مالك، ومحمد بن إسحاق) عن ابن شهاب، عن محمد بن عبد الله بن الحارث، فذكره.
* -رواية الدارمي ليست فيها قصة الضحاك بن قيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>