للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٤٩ - (خ م س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «استأذَنَتْ سَودَةُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ليلةَ جَمْعٍ، وكانت ثَقِيلَة ثبطَةً (١) فَأذِنَ لها» . ⦗٢٦١⦘

وفي رواية قالت: «كانت سودةُ امرأةً ضخمةً ثَبِطَة، فاستأذنتْ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: أن تُفِيضَ مِنْ جَمْعٍ بلْيلٍ، فَأذِنَ لها، فقالت عائشة: فَلَيْتَني كُنْتُ استأذنتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كما اسْتَأْذَنتْهُ سودةُ، وكانت عائشةُ لا تُفيضُ إِلا مع الإِمام» .

وفي أخرى قالت: «ودِدْتُ: أَنِّي كُنتُ استأْذنتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كما اسْتَأْذَنْتُهُ سودةُ، فأُصَلِّيَ الصُّبحَ بمنى، فأَرميَ الجَمْرَةَ قَبلَ أن يأتيَ الناس. قال القاسم: فقلتُ لعائشة: فكانت سودةُ اسْتَأْذنتْهُ؟ قالت: نعم، إنها كانت امرأَة ثَقيلَة ثَبِطَة، فاستأْذنت رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأذِنَ لها» .

وفي أخرى قالت: «نزلنا المزدلفَةَ، فاستأذَنت النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- سودَةُ: قبل حَطْمَةِ الناس (٢) - وكانت امرأة بَطيئة - فأَذن لها، فدفعتْ قَبْلَ حطْمةِ النَّاس، وأَقْمنَا حتى أَصبَحْنا نحن، ثم دَفعنا بدَفْعِهِ (٣) ، فَلأَنْ أَكُونَ استَأْذَنتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، كما اسْتَأذَنت سَودَةُ، أَحَبُّ إِليَّ مِن مَفْروحٍ بِهِ (٤) » .

وفي أخرى نحوه، وفيه يقول القاسم: «الثَّبْطَةُ: الثَّقِيلَةُ» . ⦗٢٦٢⦘

وفيه: «وحُبِسنَا، حتى أصْبَحْنا» .

وفيه: «كما استَأْذنتْهُ سَودة، فأكونَ أَدفعُ بِإِذْنِهِ» . هذه روايات البخاري، ومسلم. وأخرج النسائي الرواية الثالثة.

وله في أخرى مختصراً قالت: «إِنَّمَا أَذِنَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لسودةَ في الإِفاضةِ قبلَ الصُّبحِ، لأنها كانتِ امرأة ثَبِطَة» (٥) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ثَبِطَة) : امرأة ثبطة: أي [ثقيلة] بطيئة.

(حطمة) : حطمة السيل: دَفعَتُهُ، والمعنى في الحديث: أن يدفع قبل دفع الناس.


(١) قال الحافظ في " الفتح " ٣ / ٤٢٣: تنبيه: وقع عند مسلم عن القعنبي عن أفلح بن حميد ما يشعر بأن تفسير الثبطة بالثقيلة من القاسم راوي الخبر، ولفظه: وكانت امرأة ثبطة، يعني ثقيلة فعلى هذا فقوله في رواية محمد بن كثير عند المصنف: (يعني البخاري) وكانت امرأة ثقيلة ثبطة من الإدراج الواقع قبل ما أدرج عليه وأمثلته قليلة جداً، وسببه أن الراوي أدرج التفسير بعد الأصل، فظن الراوي الآخر أن اللفظين ثابتان في أصل المتن فقدم وأخر، والله أعلم.
(٢) في رواية مسلم: تدفع قبله وقبل حطمة الناس.
(٣) أي: بدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٤) أي: ما يفرح به من كل شيء.
(٥) أخرجه البخاري ٣ / ٤٢٣ في الحج، باب من قدم ضعفة أهله بليل، ومسلم رقم (١٢٩٠) في الحج، باب استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن، والنسائي ٥ / ٢٦٢ في الحج، باب الرخصة للنساء بالإفاضة من جمع قبل الصبح، وباب الرخصة للضعفة أن يصلوا يوم النحر الصبح بمنى.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١ - أخرجه أحمد (٦/٣٠) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور. وفي (٦/٩٤) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (٦/٩٨) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا عبيد الله. وفي (٦/١٣٣) . قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد. وفي (٦/١٦٤) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبيد الله. وفي (٦/٢١٣) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثني سفيان. (ح) وعبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (٢/٢٠٣) . وفي الأدب المفرد (٧٥٦) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (٤/٧٦) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى جميعا عن الثقفي (قال ابن المثنى: حدثنا عبد الوهاب) . قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وفي (٤/٧٧) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الرحمن، كلاهما عن سفيان. وابن ماجة (٣٠٢٧) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان. والنسائي (٥/٢٦٢) قال: أخبرنا يعقوب بن ابراهيم. قال: حدثنا هشيم. قال: أنبأنا منصور. وفي (٥/٢٦٦) قال: أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد الله. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (١٢/١٧٤٧٣) عن عبد الله بن محمد الضعيف، عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب. وابن خزيمة (٢٨٦٩) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا أيوب. خمستهم: (منصور وحماد بن سلمة، وعبيد الله بن عمر، وسفيان الثوري، وأيوب السختياني) عن عبد الرحمن بن القاسم.
٢ - وأخرجه الدارمي (١٨٩٣) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. والبخاري (٢/٢٠٣) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (٤/٧٦) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. ثلاثتهم (عبيد الله، وأبو نعيم، وعبد الله بن مسلمة) عن أفلح بن حميد.
كلاهما (عبد الرحمن بن القاسم، وأفلح بن حميد) عن القاسم بن محمد، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>