(٢) في نسخ مسلم المطبوعة: ثم لم يكن غيره. قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في جميع النسخ (غيره) بالغين المعجمة والياء. قال القاضي عياض: كذا هو في جميع النسخ. قال: وهو تصحيف، وجوابه: " ثم لم تكن عمرة " بضم العين المهملة وبالميم. وكأن السائل لعروة إنما سأله عن فسخ الحج إلى العمرة على مذهب من رآه، واحتج بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بذلك في حجة الوداع، فأعلمه عروة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك بنفسه، ولا من جاء بعده. هذا كلام القاضي.
(٣) قال النووي في " شرح مسلم ": فيه: أن المحرم بالحج إذا قدم إلى مكة ينبغي له أن يبدأ بطواف القدوم، ولا يفعل شيئاً قبله، ولا يصلي تحية المسجد، وهذا كله متفق عليه عندنا. وقوله: " يضعون أقدامهم " يعني: يصلون مكة. وقوله: " ثم لا يحلون " فيه: التصريح بأنه لا يجوز التحلل بمجرد طواف القدوم كما سبق. (٤) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله: " فلما مسحوا الركن حلوا " هذا متأول عن ظاهره، لأن الركن: هو الحجر الأسود، ومسحه يكون في أول الطواف، ولا يحصل التحلل بمجرد مسحه بإجماع المسلمين. فلما مسحوا الركن، وأتموا طوافهم، وسعيهم، وحلقوا، أو قصروا: حلوا. ولا بد من تقدير هذا المحذوف، وإنما حذفته للعلم به. وقد أجمعوا على أنه لا يتحلل قبل إتمام الطواف. ومذهبنا ومذهب الجمهور: أنه ليس بواجب، ولا حجة لهذا القائل في هذا الحديث؛ لأن ظاهره غير مراد بالإجماع، فيتعين تأويله كما ذكرنا، ليكون موافقاً لباقي الأحاديث. ثم قال: والمراد بالماسحين: من سوى عائشة، وإلا فعائشة لم تمسح الركن قبل الوقوف بعرفات في حجة الوداع؛ بل كانت قارنة، ومنعها الحيض من الطواف قبل يوم النحر، وهكذا قول أسماء بعد هذا: " اعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان وفلان، فلما مسحنا البيت أحللنا، ثم أهللنا بالحج " المراد به أيضاً: من سوى عائشة، وهكذا تأوله القاضي عياض، والمراد: الإخبار عن حجتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم: حجة الوداع، على الصفة التي ذكرت في أول الحديث، وكان المذكورون سوى عائشة محرمين بالعمرة، وهي عمرة الفسخ، التي فسخوا الحج إليها، وإنما لم تستثن عائشة لشهرة قصتها. قال القاضي عياض: وقيل: يحتمل أن أسماء أشارت إلى عمرة عائشة التي فعلتها بعد الحج، مع أخيها عبد الرحمن من التنعيم. (٥) أخرجه البخاري ٣ / ٣٩٧ في الحج، باب الطواف على وضوء، وباب طاف بالبيت إذا قدم مكة قبل أن يرجع إلى بيته، ومسلم رقم (١٢٣٥) في الحج، باب ما يلزم من طاف بالبيت وسعى من البقاء على الإحرام وترك التحلل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه البخاري (٢/١٨٦) قال: حدثنا أصبغ. وفي (٢/١٩٢) قال: حدثنا أحمد بن عيسى. ومسلم (٤/٥٤) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، وابن خزيمة (٢٦٩٩) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. أربعتهم - أصبغ، وأحمد بن عيسى، وهارون، وأحمد بن عبد الرحمن - عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي، فذكره.