للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٧٩ - (م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفرٍ، حمِد الله تعالى وسبَّح، وكبَّرَ ثلاثاً، ثم قال: {سبحان الذي سَخَّرَ لنا هذا وما كنا له مُقْرِنين (١) . وإنا إلى ربِّنا لمنقلبون} [الزخرف: ١٣- ١٤] اللَّهمَّ إنا نسألك في سفرنا هذا البِرَّ والتقوى، ومن العمل ما تَرْضى، اللَّهمَّ هَوِّن علينا في سفرنا هذا، واطوِ عَنَّا بُعْدَ الأرض، اللَّهمَّ أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهلِ، اللَّهمَّ ⦗٢٨٣⦘ إني أعوذ بك من وْعثاءِ السفر، وكآبَةِ المنْظَرِ، وسوءِ المُنْقَلَبِ في الأهل والمال، وإذا رجع قالهنَّ - وزاد فيهنَّ -: آيِبُون تائِبُونَ عابِدُون، لربِّنا ساجدون» . هذه رواية مسلم.

وفي رواية الترمذي - بعد قوله: «في الأهل» -: «اللَّهمَّ اصحَبنا في سفرنا، واخْلُفنا في أهلنا، وكان يقول: إذا رجع إلى أهله: آيبون إن شاء الله، تَائِبُونَ عابِدُونَ، لربنا ساجِدُون» (٢) .

وفي رواية أبي داود نحوه بزيادة ونُقْصَان يسير: ولم يذكر في أوله «سَبَّحَ» وفي آخره: «وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وجُيُوشُهُ إِذا عَلَوا الثَّنَايا كَبَّرُوا، وإذا هَبَطُوا سَبَّحُوا، فَوُضِعت الصلاة على ذلك» (٣) . ⦗٢٨٤⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مقرنين) : يعني: مقتدرين عليه.

(وعثاء السفر) : تعبه ومشقته وشدته.

(كآبة المنظر وسوء المنقلب) : الكآبة: الحزن، والمنقلب: المرجع، وذلك أن يعود من سفره حزيناً كئيباً، أو يصادف ما يحزنه في أهل ومال ونحو ذلك. والمنظر: هو ما ينظر إليه من أهله وماله وحاله.


(١) قال النووي في " شرح مسلم ": معنى " مقرنين ": مطيقين، أي: ما كنا نطيق قهره واستعماله، لولا تسخير الله تعالى إياه لنا، وفي هذا الحديث: استحباب هذا الذكر عند ابتداء الأسفار كلها.
(٢) رواه مسلم رقم (١٣٤٢) في الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره، والترمذي رقم (٣٤٤٤) في الدعوات، باب ما جاء ما يقول إذا ركب دابة، وأبو داود رقم (٢٥٩٩) في الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا سافر.
(٣) قوله: وفي آخره: " وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا، فوضعت الصلاة على ذلك "، هذه الجملة من الحديث مدرجة، وليست من حديث أبي داود بسنده، وإنما رواها عبد الرزاق عن ابن جريج قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ... الخ، وهو معضل، وقد سها عن هذا الادراج الإمام النووي في أذكاره، فجعله من الحديث، وتعقبه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان ٥ / ١٤٠ فقال: وقع في هذا الحديث خلل من بعض رواته، وبيان ذلك أن مسلماً وأبا داود وغيرهما أخرجوا هذا الحديث من رواية ابن جريج عن أبي الزبير عن علي الأزدي عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر ⦗٢٨٤⦘ ثلاثاً ... الحديث، إلى قوله: " لربنا حامدون " فاتفق من أخرجه على سياقه إلى هنا، ووقع عند أبي داود بعد " حامدون ": وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه ... الخ. وظاهره: أن هذه الزيادة بسند التي قبلها، فاعتمد الشيخ (يعني النووي) على ذلك، وصرح بأنها عن ابن عمر، وفيه نظر، فإن أبا داود أخرج الحديث عن الحسن بن علي، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج بالسند المذكور إلى ابن عمر، فوجدنا الحديث في " مصنف عبد الرزاق " قال فيه: باب القول في السفر: أخبرنا ابن جريج ... فذكر الحديث، إلى قوله: " لربنا حامدون " ثم أورد ثلاثة عشر حديثاً بين مرفوع وموقوف، ثم قال بعدها: أخبرنا ابن جريج قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا صعدوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا، فوضعت الصلاة على ذلك، هكذا أخرجه معضلاً، ولم يذكر فيه لابن جريج سنداً، فظهر أن من عطفه على الأول، أو مزجه، أدرجه، وهذا أدق ما وجد في المدرج. اهـ.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: ١- أخرجه أحمد (٢/١٤٤) (٦٣١١) قال: حدثنا أبو كامل. وعبد بن حميد (٨٣٣) قال: حدثني أبو الوليد. والدارمي (٢٦٧٦، ٢٦٨٥) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. والترمذي (٣٤٤٧) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله.
أربعتهم (أبو كامل، وأبو الوليد، ويحيى بن حسان، وعبد الله بن المبارك) عن حماد بن سلمة.
٢- وأخرجه أحمد (٢/١٥٠) (٦٣٧٤) قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (٤/١٠٤) قال: حدثني هارون ابن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. وأبو داود (٢٥٩٩) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في عمل اليوم والليلة (٥٤٨) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. وابن خزيمة (٢٥٤٢) قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، قال: حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثنا الزعفراني، قال: حدثنا روح بن عبادة.
أربعتهم (عبد الرزاق، وحجاج، وعبد الله بن وهب، وروح) عن ابن جريج.
كلاهما (حماد بن سلمة، وابن جريج) عن أبي الزبير، عن علي بن عبد الله البارقي، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>