للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٨١ - (م ت س) عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذَا سافر يَتعوَّذُ من وعْثاء السفر، وكآبة المنقلب، ومن الحَور بعد الكَوْر (١) ، ودعوةِ ⦗٢٨٦⦘ المظلوم (٢) ، وسُوء المنظر في الأهل، والمال» .

ومن الرُّواة من قال في أوله: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من وعْثَاء السفر» هذه رواية مسلم، والنسائي.

وفي رواية الترمذي قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا سافر يقول: اللَّهمَّ أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهل، اللَّهمَّ اصحَبنا في سَفرنا، واخلُفنا في أهلنا، اللَّهمَّ إني أعوذ بك من وعثاء السفر ... » الحديث (٣) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الحور بعد الكور) : الحور: النقصان والرجوع، و «الكون» من رواه بالنون: فهو مصدر كان يكون كوناً، من كان التامة، دون الناقصة، ⦗٢٨٧⦘ يعني: من النقصان، والتغيير بعد الثبات والاستقرار، ومن رواه بالراء، فهو الزيادة، من تكوير العمامة، يعني: من الانتقاص بعد الزيادة والاستكمال.


(١) الذي في " صحيح مسلم " " الكون " بدل " الكور " قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في معظم النسخ من صحيح مسلم " بعد الكون " بالنون، بل لا يكاد يوجد في نسخ بلادنا إلا بالنون، وكذا ضبطه الحفاظ المتقنون في " صحيح مسلم "، قال القاضي: وهكذا رواه الفارسي وغيره من رواة صحيح مسلم، قال: ورواه العذري " بعد الكور " بالراء، قال: والمعروف في رواية عاصم - الذي رواه مسلم عنه - بالنون، قال القاضي: قال إبراهيم الحربي: يقال: إن عاصماً وهم فيه، وإن صوابه " الكور " بالراء. قلت: (القائل النووي) وليس كما قال الحربي، بل كلاهما روايتان، وممن ذكر الروايتين جميعاً: الترمذي في جامعه، وخلائق من المحدثين، وذكرهما أبو عبيد وخلائق من أهل اللغة وغريب الحديث، قال الترمذي - بعد أن رواه بالنون -: ويروى بالراء أيضاً؛ ثم قال: وكلاهما له وجه، قال: يقال: هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر، أو من الطاعة إلى المعصية، ومعناه: الرجوع من شيء إلى شيء من الشر، هذا كلام الترمذي، وكذا قال غيره من العلماء: معناه ⦗٢٨٦⦘ بالراء والنون جميعاً: الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص، قالوا: ورواية الراء مأخوذة من تكوير العمامة، وهو لفها وجمعها، ورواية النون مأخوذة من الكون، مصدر كان يكون كوناً: إذا وجد واستقر، قال المازري في رواية الراء: قيل أيضاً: إن معناه: أعوذ بك من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا فيها، يقال: كار عمامته: إذا لفها، وحارها: إذا نقضها، وقيل: نعوذ بك من أن تفسد أمورنا بعد صلاحها، كفساد العمامة بعد استقامتها على الرأس، وعلى رواية النون، قال أبو عبيد: سئل عاصم عن معناه؟ فقال: ألم تسمع قولهم: حار بعد ما كان، أي: إنه كان على حالة جميلة فرجع عنها، والله أعلم.
(٢) قال النووي في " شرح مسلم ": أي أعوذ بك من الظلم، فإنه يترتب عليه دعاء المظلوم، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ففيه التحذير من الظلم، ومن التعرض لأسبابه.
(٣) رواه مسلم رقم (١٣٤٣) في الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره، والترمذي رقم (٣٤٣٥) في الدعوات، باب ما يقول إذا خرج مسافراً، والنسائي ٨ / ٢٧٢ في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الحور بعد الكور.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (٥/٨٢) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (٥/٨٢) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (٥/٨٢) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (٥/٨٣) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن زيد وعبد بن حميد (٥١٠) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، وفي (٥١١) قال: أخبرني سليمان بن حرب، ومحمد بن الفضل، قالا: حدثنا حماد بن زيد. والدارمي (٢٦٧٥) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثني شعبة. ومسلم (٤/١٠٤) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. وفي (٤/١٠٥) قال: وحدثنا يحيى بن يحيى، وزهير ابن حرب جميعا عن أبي معاوية (ح) وحدثني حامد بن عمر، قال: حدثنا عبد الواحد، وابن ماجة (٣٨٨٨) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، وأبو معاوية. والترمذي (٣٤٣٩) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (٨/٢٧٢) قال: أخبرنا أزهر بن جميل، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة. وفي (٨/٢٧٢) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا جرير. وفي (٨/٢٧٣) قال: أخبرنا يوسف بن حماد، قال: حدثنا بشر بن منصور. وفي عمل اليوم والليلة (٤٩٩) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد. وابن خزيمة (٢٥٣٣) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: أخبرنا حماد، يعني ابن زيد، (ح) وحدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا حماد (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا عباد، يعني ابن عباد.
جميعهم (معمر، وشعبة، وأبو معاوية، وحماد بن زيد، ويزيد بن هارون، وإسماعيل بن علية، وعبد الواحد، وعبد الرحيم بن سليمان، وجرير، وبشر بن منصور، وعباد بن عباد) عن عاصم الأحول، فذكره.
* أخرجه أحمد (٥/٨٢) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عاصم بالكوفة فلم أكتبه، فسمعت شعبة، يحدث به، فعرفته به، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>