للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٠ - (ت) النواس بن سمعان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله ضربَ مَثَلاً صراطًا مُستقيمًا، على كَنَفَي الصّراطِ، زُوْرَان (١) لهما أَبوابٌ مُفتَّحةٌ، على الأبوابِ سُتُورٌ، وداعٍ يَدْعو على رأْس الصِّراطِ، وداعٍ يدعو فوقَه: {واللهُ يَدْعو إِلى دارِ السَّلامِ ويَهدي من يشاءُ إلى صراطٍ مستقيم} [يونس: ٢٥] ، والأبواب التي على كَنَفِي الصراطِ حدود الله، فلا يَقَعُ أَحدٌ في حُدودِ الله حتى يَكْشِف السِّتْر، والذي يدْعو من فوقِهِ واعِظُ ربِّهِ» . أخرجه الترمذي (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

كنفي: كَنف الشيء: جانبه.

حدود: جمع حدٍّ، وهي أحكام الشرع، وأصل الحد: الفاصل ⦗٢٧٥⦘ بين الشيئين، فكأن حدود الشرع فواصل بين الحلال والحرام.

وهذا حديثٌ وجدتُهُ في كتاب رزين بن معاوية، ولم أجده في الأصول.


(١) أي جداران، وفي حديث ابن مسعود الآتي " سوران " والظاهر أن السين قد أبدلت بالزاي، كم يقال في الأسدي: الأزدي.
(٢) رقم (٢٨٦٣) في الأمثال، باب رقم ١، وقال: هذا حديث حسن غريب. نقول: وأخرجه أحمد في المسند ٤/١٨٢ من حديث النواس بن سمعان بلفظ: " ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً، ولا تعوجوا (وفي المسند: تتفرجوا، وهو تحريف) ، وداع يدعو من جوف الصراط: فإذا أراد أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط: الإسلام: والسوران: حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة: محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله عز وجل، والداعي فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم "، وإسناده صحيح، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٢/٣١٨، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده محتمل:
١ - أخرجه أحمد (٤/١٨٢) قال: حدثنا الحسن بن سوار أبو العلاء قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد، عن معاوية بن صالح، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه.
٢ - وأخرجه أحمد (٤/١٨٣) قال: حدثنا حيوة بن شريح، والترمذي (٢٨٥٩) قال: حدثنا علي بن حُجْر السعدي، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (٩/١١٧١٤) عن علي بن حُجْر، وعمرو بن عثمان، ثلاثتهم - حيوة، وعلي، وعمرو - عن بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن مَعدان.
كلاهما - عبد الرحمن بن جبير، وخالد بن مَعدان - عن جبير بن نفير، فذكره.
قلت: الإسناد الأول فيه معاوية بن صالح، مختلف فيه، صاحب إفرادات ويغرب بحديث أهل الشام، وهذا منها، وفي الإسناد الثاني بقية بن الوليد المدلس، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>