للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢ - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: إِنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بَدَأَ الإِسلامُ غريبًا، وسَيَعُودُ غريبًا كما بدَأَ، فطُوبَى للغرباءِ (١) » . ⦗٢٧٦⦘ أَخرجه مسلم (٢) .


(١) قال النووي في شرح مسلم: " بدأ الإسلام غريباً " كذا ضبطناه: " بدأ " بالهمزة من الابتداء، و " طوبى " فعلى من الطيب، قال الفراء: وإنما جاءت الواو لضمة الطاء، قال: وفيها ⦗٢٧٦⦘ لغتان. تقول العرب: طوباك، وطوبى لك.
وأما معنى " طوبى " فاختلف المفسرون في معنى قوله تعالى: {طوبى لهم} [الرعد: ٢٩] فروي عن ابن عباس أن معناه: فرح وقرة عين، وقال عكرمة: نعمى لهم، وقال الضحاك: غبطة لهم، وقال قتادة: حسنى لهم، وعن قتادة أيضاً معناه: أصابوا خيراً، وقال إبراهيم: خير لهم وكرامة. وقال عجلان: دوام الخير، وقيل: الجنة، وقيل: شجرة في الجنة، وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث.
وقال القاضي عياض: روى ابن أبي أويس عن مالك: معنى بدأ غريباً، أي بدأ الإسلام غريباً في المدينة، وسيعود إليها.
وظاهر الحديث العموم، وأن الإسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة ثم انتشر وظهر، ثم سيلحق أهله النقص والاختلاف، حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة أيضاً كما بدأ.
وجاء في الحديث تفسير الغرباء " هم النزاع من القبائل " قال الهروي: أراد بذلك المهاجرين الذين هجروا أوطانهم إلى الله تعالى.
نقول: وللحافظ ابن رجب الحنبلي رسالة قيمة استوفى فيها شرح هذا الحديث سماها " كشف الكربة في وصف أهل الغربة ".
(٢) رقم (١٤٥) في الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٤٥) قال: حدثنا محمد بن عباد، وابن أبي عمر، جميعًا عن مروان الفزاري. قال ابن عباد: حدثنا مروان عن يزيد - يعني ابن كيسان-، عن أبي حازم عن أبي هريرة «فذكره» . قلت: وفي الباب عن ابن عمر، وهو مخرج في مسلم (١٤٦) ، وعن عمرو بن عوف عند الترمذي، قال الألباني: إسناده واهٍ جدًا. المشكاة (١٧٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>