للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٧٣ - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللَّهمَّ أحْيني مسكيناً، وأَمِتني مسكيناً، واحشُرني في زُمرةِ المساكين يوم القيامة. قال: فقالت عائشةُ: لِمَ يا رسول الله؟ قال: إِنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفاً، يا عائشةُ لا تَرُدِّي المسكينَ ولو بشقِّ تمرة، يا عائشة أَحِبِّي المساكين، وقرِّبيهم، يُقَرِّبْكِ الله يوم القيامة» . أَخرجه الترمذي (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(خريفاً) : الخريف: الزمان المعروف، بين الصيف والشتاء، وأراد به: كناية عن السنة جميعاً، لأنه متى أتى عليه عشرون خريفاً مثلاً، فقد أتى عليه عشرون سنة، وقد جاء في [هذا] الحديث «أربعون خريفاً» وفي الحديث الآخر «خمسمائة عام» . ووجه الجمع بينهما: أن الأربعين أراد بها: تقدم الفقير الحريص على الغني الحريص، وأراد بخمسمائه عام: تقديم الفقير الزاهد على الغني الراغب، فكان الفقير الحريص على درجتين من خمس وعشرين درجة من الفقير الزاهد، وهذه نسبة الأربعين إلى الخمسمائة، ولا تظنن أن ⦗٦٧٣⦘ هذا التقدير، وأمثاله يجرى على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جزافاً، ولا بالاتفاق، بل لسر أدركه، ونسبة أحاط بها علمه، فإنه لا ينطق عن الهوى، وإن فطن أحد من العلماء إلى شيء من هذه المناسبات، وإلا فليس طعناً في صحتها والله أعلم.


(١) رقم (٢٣٥٣) في الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، وإسناده ضعيف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (٢٣٥٢) حدثنا عبد الأعلى بن واصل الكوفي حدثنا ثابت بن محمد العابد الكوفي حدثنا الحرث بن النعمان الليثي عن أنس فذكره قال أبو عيسى: هذا حديث غريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>