للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٠٧٤ - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «سئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الكهَّان؟ فقال: ليسُوا بشيء قالوا: يا رسولَ الله إنهم يُحدِّثُونا أَحياناً بالشيء فيكون حقاً. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- تلك الكلمةُ من الحق يخطَفُها الجنِّي، فيقذِفُها في أُذن وَليِّه، فيخلطُون معها مائة كذبة» زاد في رواية: «فيُقرقِرها في أذن وليِّه كقرقرَةِ الدَّجاجة» .

وفي رواية: «فيَقُرُّها في أُذن وليِّه قَرَّ الدَّجاجة»

وفي رواية، قالت: «سألتُ أنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكرت مثله أخرجه البخاري ومسلم.

وللبخاري في رواية، قال: «الملائكة تُحدِّثُ في العَنانِ - والعَنَانُ: الغَمامُ - بالأمر يكون في السماء، فتسمعُ الشياطينُ الكلمةَ، فَتَقرُّها في أُذنِ الكاهن كما تَقُرُّ القَارُورَةُ، فيزيدوُن معها مائة كذبة» وفي أخرى له نحوه، وزاد في آخره «من عند أنفُسهم» (١) . ⦗٦٤⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الكهان) : جمع كاهن، وهو الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضاً ويخطئ أبعاضاً، يزعم أن الجن تخبره بذلك كما كان يفعله في الجاهلية شِقٌّ وسَطِيح، وغيرهما من الكهان، وهو مما أبطله الإسلام، وحرمه، ونهى عن الذهاب إليه، واستماع كلامه وتصديقه بما يخبر به.

(يَخْطَفُها) : أي: يسلبها بسرعة.

(فيقذفها) : يقذفها: أي يُلقيها إليه.

(كقرقرة الدجاجة) : القرقرة: ترديدك الكلام في أذن الأصم حتى يفهم كما يستخرج ما في القارورة شيئاً بعد شيء إذا أُفْرغت، ومن رواه كقَرِّ الدجاجة: أراد صوتها إذا قطعته، يقال: قرَّت الدجاجة تَقُرُّ قرّاً وقِريراً: إذا قطعت صوتها، فإن رددته قيل: قرقرت قرقرة، ومنه صَرَّ الباب: إذا صوَّت، وصرصر البازي، لما في صوته من الترديد، والمعنى: أن الجني يقذف تلك الكلمة إلى وليه الكاهن فيتسامع به الشياطين، كما تُؤذن الدجاجة بصوتها صاحباتها فتتجاوب، ومن شأنها أن الواحدة منهن إذا صاحت صاح سائرهن، قال الخطابي: ويجوز أن تكون الرواية «كقَرِّ الزجاجة» بالزاي، وتُعضُدُها الرواية الأخرى: «كما تقر القارورة» والقارورة: الزجاجة. يقول: فيَقُره في أذن الكاهن، كما يقر الشيء في القارورة وفي الزجاجة والله أعلم.


(١) رواه البخاري ١٠ / ١٨٥ في الطب، باب الكهانة، وفي الأدب، باب قول الرجل للشيء: ليس بشيء، وفي التوحيد، باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم، ومسلم رقم (٢٢٢٨) في السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (٦/٨٧) قال: حدثنا بشر بن شعيب، قال: حدثني أبي. والبخاري (٧/١٧٦، ٩/١٩٨) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر، وفي (٨/٥٨) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا مخلد بن يزيد، قال: أخبرنا ابن جريج، وفي (٩/١٩٨) ، وفي الأدب المفرد (٨٨٢) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة بن خالد. قال: حدثنا يونس. ومسلم (٧/٣٦) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال حدثنا معقل، وهو ابن عبيد الله. (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني محمد بن عمرو، عن ابن جريج.
خمستهم - شعيب بن أبي حمزة، ومعمر، وابن جريج، ويونس بن يزيد، ومعقل بن عبيد الله - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، قال: ني يحيى بن عروة، أنه سمع عروة يقول: فذكره.
* أخرجه البخاري (٧/١٧٦) عقب حديث هشام بن يوسف، عن معمر. قال: قال علي: قال عبد الرزاق، مرسل. الكلمة من الحق، ثم بلغني أنه أسنده بعد.
* الروايات ألفاظها متقاربة.
والرواية الثانية: أخرجها البخاري (٤/١٣٥) قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: نا الليث. قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، فذكره.
وقع هذا الإسناد في المطبوع. ثنا محمد. ثنا ابن أبي مريم، قال ابن حجر في «الفتح» قال الجياني: محمد هذا، هو الذهلي. كذا قال: وقد قال أبو ذر بعد أن ساقه: محمد هذا هو البخاري. وهذا الأرجح عندي، فإن الإسماعيلي وأبا نعيم لما يجد الحديث من غير رواية البخاري فأخرجاه عنه، ولو كان عند غير البخاري لما ضاق عليهما مخرجه. ا. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>