للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣١ - (ط ت د) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحيا أرضًا مَيْتَةً فهي له، وليْسَ لِعِرْقٍ ظالمٍ (١) حقٌّ» . أخرجه «الموطأ» والترمذي.

وزاد أبو داود: قال عروة: ولقد حدّثني الذي حدّثني هذا الحديث: أنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، غرس أحدُهما نَخْلاً في أرض الآخر، فقَضى لصاحب الأرض بأرضه، وأمر صاحب النَّخْلِ أن يُخْرِجَ نخله منها، ⦗٣٤٩⦘ قال: فلقد رأيتُها، وإنَّها لتُضْرَبُ أصُولُهُا بالفُؤوس، وإنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ، حتى أخرجَتْ منها.

وفي أخرى لأبي داود بمعناه: وفيها - عوض الذي حدثني هذا - فقال الرَّجُلُ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأكبرُ ظنِّي أنه أبو سعيد الخدري - قال: فأنا رأيتُ الرَّجل يضربُ في أصولِ النخل. قال أبو داود: قال مالك: قال هشامٌ: العِرْقُ الظَّالِمُ: أن يَغْرس الرَّجُلُ في أرض غيره، فيستحقها بذلك. قال مالك: والعرق الظالم: كل ما أخذ واحتُفِر وغُرس بغير حق.

وفي أخرى لأبي داود، قال عروة: أشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى أنَّ الأرض أرضُ الله، والعبادُ عبادُ الله، فمنْ أحيا مواتًا فهو أحَقُّ به، جاءنا بهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الذين جاؤوا بالصلاة عنه (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

عُمٌّ: جمع عَميمة، وهي التامة في الطول والالتفاف.


(١) في رواية الأكثر بتنوين " عرق " وظالم، نعت له، وهو راجع إلى صاحب العرق، أي: ليس لذي عرق ظالم، أو إلى العرق، أي: ليس لعرق ذي ظلم، ويروى بالإضافة، ويكون الظالم صاحب العرق، فيكون المراد بالعرق الأرض.
قال الحافظ: وبالأول جزم مالك والشافعي والأزهري وابن فارس وغيرهم، وبالغ الخطابي، فغلط رواية الإضافة.
(٢) الموطأ ٢/٧٤٣ في الأقضية، باب القضاء في عمارة الموات، والترمذي رقم (١٣٧٨) في الأحكام، باب ما ذكر في إحياء أرض الموات، وأبو داود ٢/١٥٨ و ١٥٩ في الخراج والفيء والإجارة، باب إحياء الموات.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في إحياء الموات (الكبرى) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن حيوة بن شريح، عن محمد بن عبد الرحمن، وعن عروة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. قال محمد: قال عروة: «العرق الظالم» الرجل يعمر أرض القرية وهي للناس، قد عجز عنها حتى خربت (١٣/٢٩٠/الأشراف) .

<<  <  ج: ص:  >  >>