(٢) أي: بادر أيام صحتك بالعمل الصالح، فإن المرض قد يطرأ، فيمنع عن العمل، فيخشى على من فرط في ذلك أن يصل إلى المعاد بغير زاد، ولا يعارض ذلك الحديث الصحيح: " إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً " لأنه ورد في حق من يعمل، والتحذير الذي في حديث ابن عمر في حق من لم يعمل شيئاً، فإنه إذا مرض ندم على تركه العمل، وعجز لمرضه عن العمل، فلا يفيده الندم. (٣) البخاري ١١/١٩٩، ٢٠٠ في الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " كن في الدنيا كأنك غريب "، والترمذي رقم (٢٣٣٤) في الزهد، باب ما جاء في قصر الأمل، وقد جاء في معنى قول ابن عمر عند الحاكم ٤/٣٠٦ من حديث ابن عباس مرفوعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: " اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك ". وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وهو كما قالا، وقال الحافظ في " الفتح ": وإسناده حسن، وأخرجه ابن المبارك في " الزهد " والخطيب في " اقتضاء العلم العمل " ص (٢١٧) بسند صحيح، من مرسل عمرو بن ميمون الأودي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (٢/٢٤) (٤٧٦٤) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ليث. وفي (٢/٤١) (٥٠٠٢) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا ليث. والبخاري (٨/١١٠) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا محمد ابن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي، عن سليمان الأعمش. وابن ماجة (٤١١٤) قال: حدثنا يحيى بن حبيب ابن عربي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ليث. والترمذي (٢٣٣٣) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان، عن ليث. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي البصري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ليث. كلاهما - ليث بن أبي سليم، والأعمش- عن مجاهد، فذكره.