للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٢٤٢ - (خ م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخرجُ يوم الفطر، والأضحى إِلى المصلى، وأولُ شيء يبدأُ به الصلاةُ، ثم ينصرفُ فيقوم مُقابِل الناس - والناس جُلُوس على صُفُوفِهم - فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أَن يقطعَ بعْثاً أو يأمرَ بشيء أمرَ به، ثم ينصرفُ، وقال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك، حتى خرجتُ مَعَ مَرْوانَ، وهو أمير المدينة في أضْحَى - أو فطر - فلما أتينا المصلَّى إِذا مِنْبَر قد بناه كثيرُ بن الصَّلْت، فإذا هو يريد أَن يَرْتَقِيَه قبل أن يصلِّيَ، فجبذتُ بثوبه، فجبذني وارتفع، فخطب قبل الصلاة، فقلتُ له: غيَّرتُم والله، فقال: أبا سعيد، ذهب ما تعلم، فقلت: ما أعلم واللهِ خير مما لا أعلم، فقال: إن النَّاسَ لم يكونوا يجلسونَ لنا بعد الصلاة، فجعلتُها قبل الصلاة» .

وفي رواية قال: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر، فيبدأ بالصلاة، فإذا صلَّى صلاتَه قام فأقبل على الناس وهم جُلُوس في مُصلاهم، فإن كانت له حاجة بِبَعْث ذَكَرَهُ للناس، أو حاجة بغير ذلك ⦗١٣٨⦘ أمرهم بها، وكان يقول: تصدَّقوا، تصدَّقوا، تصدَّقوا، فكان أكثرَ مَنْ يتصدَّق النساءُ، ثم انصرف، فلم يزلْ كذلك حتى كان مروانُ بن الحكم، فخرجتُ مُخَاصِراً مروانَ حتى أتينا المصلى، فإذا كثير بن الصَّلت قد بنى منبراً من طين ولَبِن، فإذا مروان يُنَازِعني يده، كأنه يَجرُّني نحو المنبر، وأنا أُجُرُّه نحو الصلاة، فلما رأيتُ ذَلك قلت: أين الابتداءُ بالصلاة؟ قال: لا، يا أبا سعيد، قد تُرك ما تعلم، قلت: كلا والذي نفسي بيده، لا تأتون بخير مما أعلم - ثلاثَ مرات - ثم انصرف» .

وفي أخرى قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في أضْحَى - أو فطر - إلى المصلَّى، فمرَّ على النساءِ، فقال: يا معشرَ النساءِ، تصدَّقْنَ، فإني أُرِيتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النار، فقلن: لِمَ يا رسول الله؟ قال: تُكْثِرْنَ اللعنَ، وتكفُرنَ العشيرَ، وما رأيتُ من ناقصاتِ عقل ودين أذْهَبَ لِلُبِّ الرجل الحازِمِ من إِحداكن، قُلْنَ: وما نُقْصَان عقلنا ودِيننا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادةُ المرأة منكنَ مثلَ نصفِ شهادةِ الرجل؟ قُلْنَ: بلى؟ قال: أَليس إِذا حاضت لم تُصَلِّ ولم تصم؟ قُلْنَ: بلى، قال: وذلك من نُقْصَانِ دينها» .

أخرج الأولى البخاري، والثانيةَ مسلم، والثالثة البخاري، وأخرجها مسلم، ولم يذكر لفظها، وأدرجها على ما قبلها، وأخرج النسائي رواية مسلم ⦗١٣٩⦘ إلى قوله: «أكثرَ من يتصدق النساءُ» (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(بعثاً) : البَعْث: القوم يبعثون في الغزو، وقطعهم: إفرادهم من الناس وتعيينهم.

(مُخَاصِراً) : المخاصرة: أن يأخذ الرجل بيد رجل آخر، يتماشيان ويد كل واحد منهما عند خصر صاحبه.

(اللُّب) : العقل، والحازم: العاقل المحترز في الأمور المستظهر فيها.


(١) رواه البخاري ٢ / ٣٧٤ في العيدين، باب الخروج إلى المصلى بغير منبر، وفي الحيض، باب ترك الحائض الصوم، وفي الزكاة، باب الزكاة على الأقارب، وفي الصوم، باب الحائض تترك الصوم والصلاة، وفي الشهادات، باب شهادة النساء، ومسلم رقم (٨٨٩) في العيدين في فاتحته، والنسائي ٣ / ١٨٧ في العيدين، باب استقبال الإمام الناس بوجهه في الخطبة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه أحمد (٣/٣١) قال: حدثنا وكيع. وفي (٣/٣٦) قال: حدثنا أبو عامر، وفي (٣/٣٦) أيضا، قال: حدثناه عبد الله بن الحارث. وفي (٣/٤٢) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر. وفي (٣/٥٤) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (٣/٥٤) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (٣/٢٠) قال: حدثنا يحيى ابن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر، وابن ماجة (١٢٨٨) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (٣/١٨٧) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز. وفي (٣/١٩٠) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (١٤٤٥) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. وفي (١٤٤٩) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل ابن جعفر.
تسعتهم - وكيع، وأبو عامر، وابن الحارث، وأبو المنذر، وعبد الرزاق، ويحيى، وإسماعيل بن جعفر، وأبو أسامة، وعبد العزيز بن محمد - عن داود بن قيس الفراء.
٢- وأخرجه أحمد (٣/٥٦) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني الحارث بن عبد الرحمن.
٣- وأخرجه البخاري (٢/٢٢) . وابن خزيمة (١٤٣٠) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وزكريا بن يحيى بن أبان.
ثلاثتهم - البخاري، وابن يحيى، وزكريا - قالوا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد وهو ابن أسلم.
ثلاثتهم - داود، والحارث، وزيد عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح، فذكره.
(*) الروايات جاءت مطولة ومختصرة.
وبلفظ: «خرج رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء، فقال: يا معشر النساء، تصدقن. فإني أريتكن أكثر أهل النار» .
أخرجه البخاري (١/٨٣، ٢/٤٩، ٣/٤٥، ٢٢٦) ومسلم (١/٦١) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، وأبو بكر بن إسحاق. وابن خزيمة (٢٠٤٥) (٢٤٦٢) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وزكريا ابن يحيى بن أبان.
خمستهم - البخاري، والحسن، وأبو بكر، ومحمد بن يحيى، وزكريا - قالوا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله، فذكره.
(*) رواية البخاري (٣/٤٥) مختصرة على «أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ فذلك نقصان دينها» .
(*) ورواية البخاري (٣/٢٢٦) مختصرة على «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلنا: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها» .
(*) لم يذكر مسلم متن الحديث، وإنما ذكره عقب حديث عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، في كتاب الإيمان.
(*) وروايات ابن خزيمة مختصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>