للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٢٧٠ - (م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «انكسفت الشمسُ في عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم ماتَ إِبراهيمُ ابنُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال الناسُ: إنما كسَفت لموت إبراهيم، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فصلى بالناس سِتَّ ركعات بأربع سجدات، ثم بدأ فكبَّر، ثم قرأ فأطال القراءةَ، ثم ركع نحواً مما قام، ثم رفع رأسه من الركوع، فقرأ قراءة دون القراءة الأولى، ثم ركع نحواً مما قام، ثم رفع رأْسه من الركوع، فقرأ قراءة دون القراءة الثانية، ثم ركع نحواً مما قام، ثم رفع رأْسه من الركوع، ثم انحدر بالسجود، فسجد سجدتين، ثم قام أيضاً، فركع ثلاث ركعات ليس منها ركعة إِلا التي قبلها أطولُ من التي بعدها، وركُوعه نحو من سجوده، ثم تأخَّر وتأخرتِ الصفوف خلفه، حتى انتهينا إلى النساء، ثم تقدَّم وتقدم الناس معه حتى قام في مقامه، فانصرف حين انصرف وقد آضَتْ الشمسُ، فقال: يا أيها الناسُ، إِنَّمَا الشمسُ والقمرُ آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلُّوا حتى تَنْجليَ، ما من شيء تُوعَدُونَه إِلا قَد رأيتُه في صلاتي هذه، ولقد جيء بالنار، وذلك حين رأيتموني تأخَّرتُ، مخافة أن يُصيبَني من لَفْحِها، وحتى رأيتُ فيها صاحبَ المِحْجَنَ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النار، كان يسرق الحاج بمحْجَنِهِ، فإن فُطِنَ له قال: ⦗١٦٧⦘ إِنَّما تعلَّقَ المِحْجََنُ (١) ، وإِن غُفِلَ عنه ذَهَبَ به، وحتى رأيتُ فيها صاحبةَ الهرة التي ربطتْها فلم تُطعِمها، ولم تَدَعها تأكل من خَشَاش الأرض حتى ماتت جوعاً، ثم جيء بالجنة وذلك حين رأيتموني تقدَّمتُ حتى قمتُ في مقامي، ولقد مَدَدْتُ يدي، فأنا أُريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل، فما من شيء تُوعَدُونه إِلا قد رأيتُهُ في صلاتي هذه» .

وفي أخرى قال: «كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في يوم شديد الحرِّ، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بأصحابه، فأطال القيام، حتى جعلُوا يَخِرُّون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأَطال، ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع نحواً من ذلك، فكانت أَربعَ رَكعات وأربعَ سجَدات، ثم قال: إنه عُرِضَ عليَّ كل شيء تُولَجونه (٢) ، فعُرضت عليَّ الجنةُ، حتى لو تناولتُ منها قِطفاً لأخذتُه - أو قال: تناولت منها قِطفاً، فَقَصُرَتْ يدي عنه - وعُرضت عليَّ النارُ، فرأيتُ فيها امرأة من بني إسرائيل تُعَذَّبُ في هِرَّة لها ربطتها فلم تُطعِمْها ولم تَدَعها تأكل من خَشَاش الأرض، ورأيتُ أَبا ثُمامةَ عمرو بنَ مالك يَجرُّ قُصْبَهُ في النار، وإنهم كانوا يقولون: إِن الشمسَ والقمرَ ⦗١٦٨⦘ لا يخسِفَانِ إِلا لموت عظيم، وإِنهما آيتان من آيات الله يُريكموهما، فإذا خَسَفَا فصلُّوا حتى تَنْجَليَ» .

وفي أخرى نحوه، إِلا أَنه قال: «ورأيتُ في النار امرأَة حِمْيَرِيَّة، سوداءَ طويلة» ، ولم يقل: «من بني إسرائيل» أخرجه مسلم.

وأخرج أبو داود الرواية الأولى إلى قوله: «فصلُّوا حتى تَنْجَليَ، ثم قال ... وساق بقية الحديث» ولم يذكر لفظه.

وأخرج الرواية الثانية إلى قوله: «وأربع سجدات، ثم قال ... وساق الحديث» ولم يذكر لفظه.

وأخرج النسائي الرواية الثانية، وأسقط منها من قوله: «إِنه عُرضِ عليَّ كلُّ شيء تُولَجونه (٣) - إِلى قوله -: يَجُرُّ قُصْبَهُ في النار» ، والباقي مثله، وزاد بعد قوله: «نحواً من ذلك» : فجعل يتقدَّم، ثم جعل يتأخَّر (٤) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(آضت) : آض الشيء: إذا عاد ورجع. ⦗١٦٩⦘

(لفحها) : لفح النار: حرها ووهجها.

(المِحْجَن) : شبه الصولجان، وليس به.

(قُصْبَه) : القُصْب: واحد الأقصاب، وهي الأمعاء.

(خَشَاش الأرض) : حشراتها وهوامها، وقد جاء في الحديث «خشاشها أو خشيشها» .

(تَجَلَّت) الشمس: إذا انكشفت وخرجت من الكسوف. وكذلك انجلت.


(١) في مسلم المطبوع: إنما تعلق بمحجني.
(٢) في الأصل: ترجونه، والتصحيح من صحيح مسلم المطبوع.
(٣) في الأصل: ترجونه، والتصحيح من صحيح مسلم المطبوع.
(٤) رواه مسلم رقم (٩٠٤) في الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف وأبو داود رقم (١١٧٨) و (١١٧٩) في الصلاة، باب من قال: (الكسوف) أربع ركعات، والنسائي ٣ / ١٣٦ في الكسوف، باب نوع آخر من صلاة الكسوف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (٣/٣١٧) قال: حدثنا يحيى وعبد بن حميد (١٠١٢) قاب: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. ومسلم (٣/٣١) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير.
كلاهما - أبو بكر، ومحمد- قالا: حدثنا عبد الله بن نمير. وأبو داود (١١٧٨) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (٢٤٣٨) عن عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى.
كلاهما عن يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (١٣٨٦) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى.
كلاهما - يحيى، وابن نمير - عن عبد الملك، قال: أخبرني عطاء، فذكره.
وبلفظ: «كسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم شديد الحر، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه، فأطال القيام، حتى جعلوا يخرون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع» .
١- أخرجه أحمد (٣/٣٣٥) قال: حدثنا حسن. وفي (٣/٩٤١) قال: حدثنا موسى.
كلاهما - حسن، وموسى- عن ابن لهيعة. مختصرا.
٢- وأخرجه أحمد (٣/٣٧٤) قال: حدثنا كثير بن هشام. وفي (٣/٢٨٢) قال: حدثنا أبو قطن. ومسلم (٣/٣٠) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا إسماعيل بن علية. وفي (٣/٣١) قال: وحدثنيه أبو غسان المسمعي. قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح. وأبو داود (١١٧٩) قال: حدثنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي (٣/١٣٦) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا أبو علي الحنفي. وابن خزيمة (١٣٨٠) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن علية. وفي (١٣٨١) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الأعلى.
ستتهم - كثير، وأبو قطن، وإسماعيل، وعبد الملك، وأبو علي الحنفي، وعبد الأعلى - عن هشام بن أبي عبد الله صاحب الدستوائي.
كلاهما - ابن لهيعة، وهشام - عن أبي الزبير، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>