للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٩٥ - (د ت س) رجل من بني عبد الله بن كعب - اسمه: أنس بن مالك (١) : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن اللهَ وضعَ شَطْرَ الصلاةِ عن المسافرِ، ورخَّصَ له الإفطار، ⦗٤٠٨⦘ وأرخص فيه للمرضِع والحُبْلَى إِذا خافتا على وَلَديهما» . أخرجه أبو داود (٢) .

وفي أخرى له وللترمذي قال: «أغَارَتْ علينا خَيل لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وكنتُ قد أسلمتُ، قال: فانطلقتُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فوجدتُه يتغدَّى، فقال لي: اجلس وأصِبْ من طعامنا هذا، فقلتُ: إني صائم، فقال: اجلس أُحدِّثْك عن الصلاة، وعن الصيام: إِن اللهَ وضعَ شَطْر الصلاةِ عن المسافر، ووضع عنه الصومَ، ووضعَ عن الحامل والمرضعِ الصيامَ، واللهِ لقد قالهما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- كليهما أَو أحدهما - قال: فإِذا ذكرتُ ذلك تَلَهَّفتُ على أن لم آكلْ من طعامِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .

وفي رواية النسائي قال: «أَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في إِبل لي، كانت أُخِذتْ، فوافقتُه وهو يأكل، فدعاني إِلى طعامه، فقلتُ: إِني صائم، فقال: أُدْنُ أُخْبِرْكَ عن ذلك: إِن الله وضعَ عن المسافرِ الصومَ، وشَطرَ الصلاةِ» .

وفي رواية له عن رجل - ولم يُسمِّه - قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يتغدَّى، قال: هَلُمَّ إِلى الغَداءِ، فقلتُ: إِني صائم، قال: هَلُمَّ أُخْبِرْكَ عن الصوم: إِنه وُضِعَ عن المسافرِ نصفُ الصلاة، والصومُ، ورُخِّصَ للحبلى والمرضع» . ⦗٤٠٩⦘

وفي أخرى عن شيخ من قُشَير عن عمِّهِ: «أَنه ذهب في إِبل له، فانتهى إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يأكل - أَو قال: يَطْعَم ... » وذكر الحديث.

وفي أخرى عن رجل من بَلْحَرِيْش عن أبيه قال: «كنتُ مسافراً» .

وفي أخرى: «كنا نُسافِرُ ما شاءَ الله، فأتينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَطْعَم، فقال: هَلُمَّ واطْعَمْ، قلتُ: إِني صائم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أُحدِّثُكُم عن الصيام: إِن الله وضعَ عن المسافِرِ الصومَ، وشطرَ الصلاةِ» .

وله في أخرى عن هانئ بن عبد الله بن الشِّخِّيرِ عن أبيه - ولم يذكر رجلاً من بَلْحَرِيْش- قال: «كنتُ مسافراً، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكر الحديث.

وهذه الرواية قد جعلها عن عبد الله بن الشِّخِّيرِ، والتي قبلها عن هانئ عن رجل من بَلْحَرِيْش عن أبيه، فإن كان قد أسقط من هذه الثانية رَجُلاً، فهي من جملة طرق الحديث، وإِن لم يكن قد أسقط رجلاً، فهو حديث منفرد برأسه.

وله في أخرى عن غَيلان، قال: «خرجتُ مع أبي قِلابة في سفر فقرَّب طعاماً، فقلتُ: إِني صائم، فقال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج في سفر، فقرَّب طعاماً، فقال لرجل: ادْنُ فاطْعَمْ، قال: إِني صائم، قال: إن الله ⦗٤١٠⦘ وضعَ عن المسافرِ نصفَ الصلاةِ، والصيامَ، في السفر، فادْنُ فاطْعَمْ، فدنوتُ فَطَعِمتُ» .

وهذه الرواية أيضاً كذا أخرجها عن أبي قِلابة، ولأبي قلابة فيما تقدَّم من روايات الحديث عن رجل - ولم يُسمِّه - فتكون هذه الرواية مرسلة (٣) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(شَطْر) كل شيء: نصفه.

(للمرضع) المرضع: المرأة التي لها ولد ترضعه، فإن وصفتها بإرضاع الولد قلت: مُرْضِعة.


(١) هو أنس بن مالك الكعبي، من بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، وهو صحابي ليس له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد، وبعضهم يذكر في نسبة القشيري، يذهبون إلى أن قشيراً هو ابن كعب بن ربيعة، وأنس بن مالك بن النضر الأنصاري، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المراد في أكثر الأحاديث عن اطلاق اسم أنس، ثم أنس بن مالك الكعبي، وهو الذي في حديثنا، وهذان صحابيان، وأنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، والد الإمام مالك بن أنس، وهو تابعي، ثم أنس بن مالك الصيرفي، شيخ خلاد بن يحيى، وأنس بن مالك شيخ لأبي داود الطيالسي، وهذا متأخران يرويان عن التابعين.
(٢) هذه الرواية بهذا اللفظ لم نعثر عليها في نسخ أبي داود المطبوعة، ولم نر من تعرض لذكرها، وهي قريبة من إحدى روايات النسائي في هذا الحديث، ولعلها في بعض نسخ أبي داود التي لم نطلع عليها.
(٣) رواه أبو داود رقم (٢٤٠٨) في الصوم، باب اختيار الفطر، والترمذي رقم (٧١٥) في الصوم، باب ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع، والنسائي ٤ / ١٨٠ - ١٨٢ في الصوم، باب وضع الصيام عن المسافر، وباب وضع الصيام عن الحبلى والمرضع، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (١٦٦٧) في الصيام، باب ما جاء في الإفطار للحامل والمرضع، وهو حديث صحيح، قال الترمذي: حديث أنس بن مالك الكعبي حديث حسن، ولا نعرف لأنس بن مالك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وقال بعض أهل العلم: الحامل والمرضع تفطران وتقضيان وتطعمان، وبه يقول سفيان، ومالك، والشافعي، وأحمد، وقال بعضهم: تفطران وتطعمان، ولا قضاء عليهما، وإن شاءتا قضتا ولا إطعام عليهما، وبه يقول إسحاق.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (٤/٣٤٧) قال: حدثنا وكيع. وفي (٤/٣٤٧) قال: حدثنا عفان. وفي (٥/٢٩) قال: حدثنا عبد الصمد، وعبد بن حميد (٤٣١) قال: حدثني سليمان بن حرب، وأبو داود (٢٤٠٨) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. والترمذي (٧١٥) قال: حدثنا أبو كريب، ويوسف بن عيسى، قالا: حدثنا وكيع. وابن ماجة (، ١٦٦٧ ٣٢٩٩) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. وعبد الله بن أحمد (٤/٣٤٧) قال: حدثنا شيبان. وابن خزيمة (٢٠٤٤) قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عفان. (ح) وحدثنا الحسن أيضا، قال: حدثنا عاصم بن علي.
ستتهم - وكيع، وعفان، وعبد الصمد، وسليمان، وشيبان، وعاصم - قالوا: حدثنا أبو هلال، عن عبد الله بن سوادة، فذكره.
* وأخرجه النسائي (٤/١٩٠) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن وُهَيب بن خالد، قال: حدثنا عبد الله بن سوادة، عن أبيه، عن أنس، فذكره.
* وأخرجه أحمد (٥/٢٩) ، والنسائي (٤/١٨٠) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا سُريج. وابن خزيمة (٢٠٤٢) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبو هاشم زياد بن أيوب.
أربعتهم - أحمد، وسُريج، ويعقوب، وزياد - قالوا: حدثنا إسماعيل بن عُليَّة، عن أيوب، قال: حدثني أبو قلابة هذا الحديث، ثم قال: هل لك في صاحب الحديث؟ فدلني عليه، فلقيته، فقال: حدثني قريب لي يُقال له أنس بن مالك، فذكره.
* وأخرجه النسائي (٤/١٨٠) قال: أخبرنا عُمر بن محمد بن الحسن بن التل، قال: حدثنا أبي. وابن خزيمة (٢٠٤٣) قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي، قال: حدثنا عُبيدالله.
كلاهما - محمد بن الحسن، وعبيد الله - عن سفيان الثوري، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، فذكره.
ذكره الزيلعي في نصب الراية (١٩١/٢) قال: قال الترمذي: حدثنا حسن، ولا يعرف لأنس هذا عن النبي، غير هذا الحديث، ورواه أحمد في المسند (٤/٣٤٧) . ورواه الطحاوي (١/٢٤٦) . والطبراني في معجمه.
والحديث قال عنه الألباني حسن صحيح.
أبي داود (٢٤٠٨) . ابن ماجة (١٦٦٦٧) الترمذي (٧١٨) . النسائي (٢١٤٦) حسن فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>