للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٩٩ - (خ م د ت س) أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - قال: «قلتُ: يا نبيَّ الله، إنا بأرض قوم أهلِ كتاب، أفنأكل في آنيتِهِم؟ وبأرضِ صَيْد، أصِيدُ بقَوْسِي وبكلبي الذي ليس بمعلَّم، وبكلبي المعلَّم، فما يَصْلُح لي؟ قال: أمَّا ما ذكرتَ من آنية أهل الكتاب، فإن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها، فإن لم تجدوا فاغْسِلوها وكلوا فيها، وما صِدْتَ بقَوْسِك فذكرتَ اسم الله عليه فكُلْ، وما صِدتَ بكلبك المعلَّم فذكرتَ اسم الله عليه فَكُلْ، وما صِدْتَ بكلبك غيرِ المعلَّم فأدركتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ» . ⦗٣٢⦘

وفي رواية «أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: يا رسول الله، إنا بأرض قوم أهلِ كتاب، نأكل في آنيتهم، وأرض صيد أصِيدُ بِقَوْسي، وأصيدُ بكلبي المعلَّم، والذي ليس معلَّماً، فأخبرني ما الذي يحلُّ لنا من ذلك؟ فقال: أمَّا ما ذكرتَ أنك بأرض قوم أهلِ كتاب تأكلُ في آنيتهم، فإن وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا فاغسلوها، ثم كُلوا فيها، وأما ما ذكرتَ أنك بأرض صيد، فما صِدْتَ بقوسك فَاذْكُرِ اسمَ الله، ثم كلْ، وما صِدتَ بكلبك المعلَّم فَكُلْ، وما صِدْتَ بكلبك الذي ليس مُعَلَّماً، فأدْرَكتَ ذَكاتَه فَكُلْ» .

وفي أخرى مثله، وفيه «وما صدتَ بكلبك المعلَّم فاذْكُرِاسمَ الله وكُلْ» . هذه روايات البخاري.

وأخرج مسلم واحدة منها، وقال فيها: «بأرضِ قوم أهلِ كتاب» وقال: «بكلبي المعلَّم، أو بكلبي الذي ليس بمعلَّم» .

وفي رواية أبي داود قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- في صيد الكلب: «إذا أرسلتَ كلبك، وذكرتَ اسمَ الله فَكُلْ وإن أكل منه، وكُلْ ما ردَّت عليك يدُك» .

وله في أخرى قال: «قلتُ: يا رسول الله، إني أصِيدُ بكلبي المعلَّم، وبكلبي الذي ليس بمعلَّم؟ قال: ما صِدْتَ بكذلبك المعلَّم فَاذْكُرِ اسمَ الله وكل، وما صِدْتَ بكلبك الذي ليس بمعلَّم فأدركتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ» . ⦗٣٣⦘

وله في أخرى قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا ثَعْلَبَةَ، كلْ ما ردَّتْ عليك قَوسُكَ وكلبُكَ - زاد في رواية: المعلَّم - ويدُك، فكُلْ، ذكيّاً وغير ذكي» .

وفي أخرى: قال: يا رسول الله، إن لي كلاباً مكَلَّبة، فأفتِني في صيدها، قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إنْ كان لك كلاب مكلَّبة فَكُلْ مما أمسكن عليك، قال: ذَكيّاً أو غير ذَكيّ قال: نعم، قال: وإن أكل منه، قال: وإن أكل منه قال: يا رسول الله، أفْتِني في قوسي، قال: كُلْ ما ردَّت عليك قوسُك، ذكيّاً وغير ذكي، قال: وإن تغيَّب عنِّي؟ قال: وإن تغيَّب عنك ما لم يَصِلَّ، أو تجد فيه [أثر] سَهْم غيرك، قال: أفتني في آنية المجوس إذا اضطررنا إليها، قال: اغسلها وكل فيها» .

وفي رواية الترمذي قال: «قلتُ: يا رسول الله، إنَّا أهلُ صيد؟ فقال: إذا أرسلتَ كلبكَ وذَكرْتَ اسمَ الله عليه فأمْسكَ عليك فكُلْ وإن قتل، قلت: أنَّا أهلُ رَمْي؟ قال: ما ردَّتْ عليك قَوسُكَ فَكُلْ، قال: قلتُ: إنَّا أهلُ سَفَر، نَمُرُّ باليهود والنصارى والمجوس، فلا نجدُ غيرَ آنيتهم؟ قال: فإن لم تجدوا غيرها فاغسلوها بالماء، ثم كلوا فيها واشربوا» .

وفي رواية النسائي قال: «قلتُ: يا رسول الله، إنَّا بأرض صيد أصيدُ بقَوسي، وأصيدُ بكلبي المعلَّم، وبكلبي الذي ليس بمعلَّم؟ فقال: ما أصبتَ بقوسك فاذْكُرِ اسمَ الله عليه وكُلْ، وما أصبتَ بكلبك المعلَّم، فاذكُرِ ⦗٣٤⦘ اسمَ الله وكُلْ، وما أصبتَ بكلبك الذي ليس بمعلَّم، فأدركت ذَكاتَه، فَكُل» (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ما لم يَصِلَّ) صَلَّ اللحم يَصِلّ: إذا أنتن وتغيَّرت ريحه، وكذلك أصَلَّ قال: وهذا على الاستحباب، فإنه يجوز أكل اللحم المتغير الريح إذا كان ذكيّاً.

(مُكلَّبَة) كلاب مُكلَّبة، أي: مسلَّطة على الصيد، مُعَوَّدة بالاصيطاد.

(ذكي وغير ذكي) أراد بالذَّكي: ما أمسك عليه وأدركه قبل زُهُوق روحه فَذَكَّاه في الحلق أو اللَّبَّة، أو أراد به: ما جرحه الكلب بِسِنِّه أو مِخْلَبِه، فسال دمه، وأراد بغير الذَّكيّ: ما زَهِقت نفسه قبل أن يُدركه، أو ما لم يجرحه كلبه.


(١) رواه البخاري ٩ / ٥٢٣ و ٥٢٤ في الصيد، باب صيد القوس، وباب ما جاء في التصيد، وباب آنية المجوس والميتة، ومسلم رقم (١٩٣٢) في الصيد، باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير، وأبو داود رقم (٢٨٥٠) و (٢٨٥٥) و (٢٨٥٦) و (٢٨٥٧) في الصيد، باب في الصيد، والترمذي رقم (١٤٦٤) في الصيد، باب ما يؤكل من صيد الكلب وما لا يؤكل، والنسائي ٧ / ١٨١ في الصيد، باب صيد الكلب الذي ليس بمعلم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه أحمد (٤/١٩٤) قال: حدثنا حماد بن خالد، ومسلم (٦/٥٩) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي قال: حدثنا أبو عبد الله حماد بن خالد الخياط. (ح) وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا معن بن عيسى. وأبو داود (٢٨٦١) قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط. والنسائي (٧/١٩٣) قال: أخبرني أحمد بن خالد الخلال، قال: حدثنا معن.
كلاهما - حماد بن خالد، ومعن بن عيسى - عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير.
٢- وأخرجه مسلم (٦/٥٩) قال: حدثني محمد بن حاتم قال: حدثنا ابن مهدي، عن معاوية، عن عبد الرحمن بن جبير، وأبي الزاهرية.
كلاهما - عبد الرحمن بن جبير، وأبو الزاهرية - عن جبير بن نفير، فذكره.
وعن أبي إدريس الخولاني قال: حدثني أبو ثعلبة الخشني قال: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: يارسول الله إنا بأرض أهل الكتاب، فنأكل في آنيتهم، وبأرض صيد، أصيد بقوسي، وأصيد بكلبي المعلم، وبكلبي الذي ليس بمعلم؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أما ما ذكرت أنك بأرض أهل كتاب، فلا تأكلوا في آنيتهم، إلا أن لا تجدوا بدا، فإن لم تجدوا بدا، فاغسلوها وكلوا، وأما ما ذكرت أنكم بأرض صيد، فما صدت بقوسك، فاذكر اسم الله وكل، وما صدت بكلبك المعلم، فاذكر اسم الله وكل وما صدت بكلبك الذي ليس بمعلم، فأدركت ذكاته، فكله» .
١- أخرجه أحمد (٤/١٩٥) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. والدارمي (٢٥٠٢) قال: أّخبرنا أبو عاصم. والبخاري (٧/١١١) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي (٧/١١٤ و١١٧) قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (٧/١١٤) قال: وحدثني أحمد بن أبي رجاء، قال: حدثنا سلمة بن سليمان، عن ابن المبارك. ومسلم (٦/٥٨) قال: حدثني أبو الطاهر، قال أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا المقرطى. وأبو داود (٢٨٥٥) قال: حدثنا هناد بن السري، عن ابن المبارك. وابن ماجة (٣٢٠٧) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، والترمذي (١٥٦٠) قال: حدثنا هناد قال: حدثنا ابن المبارك. والنسائي (٧/١٨١) قال: أخبرني محمد بن عبيد بن محمد الكوفي المحاربي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك.
أربعتهم - عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو عاصم، وابن المبارك، وابن وهب -عن حيوة بن شريح، عن ربيعه بن يزيد بن الدمشقي.
٢-وأخرجه أحمد (٤/١٩٥) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. قال: حدثنا محمد بن حرب. وأبو داود (٢٨٥٦) قال: حدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا محمد بن حرب. (ح) وحدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا بقية. كلاهما - محمد بن حرب، وبقية - عن الزبيدي، عن يونس بن سيف الكلاعي.
٣-وأخرجه أبو داود (٢٨٥٢) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا داود بن عمرو، عن بسر بن عبيد الله.
٤- وأخرجه الترمذي (١٤٦٤) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا الحجاج، عن الوليد بن أبي مالك.
أربعتهم -ربيعة بن يزيد، ويونس بن سيف، وبسر بن عبيد الله، والوليد بن أبي مالك - عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
وعن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشنى، قال: «قلت: يا رسول الله، إنا أهل صيد. فقال: إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فأمسك عليك فكل. قال: قلت: وإن قتل؟ فقال: وإن قتل.
قال: قلت: إنا أهل رمي؟ قال: ما ردت عليك قوسك فلك.
قال: قلت: إنا أهل سفر، نمر باليهود والنصاري والمجوس، ولا نجد غير آنيتهم؟ قال: فإن لم تجدوا غيرهما، فاغسلوها بالماء، ثم كلوا فيها واشربوا» .
أخرجه أحمد (٤/١٩٣) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا الحجاج بن أرطاة. ومسلم (٦/٥٩) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء. والترمذي (١٤٦٤) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا الحجاج.
كلاهما - حجاج بن أرطاة، والعلاء بن عبد الرحمن - عن مكحول، فذكره.
وعن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ثعلبة الخشني، «أنه قال: يا رسول الله، إنا بأرض أهل كتاب، أفنطبخ في قدورهم ونشرب في آنيتهم؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن لم تجدوا غيرها فارحضوا بالماء، واطبخوا فيها. قال: يارسول الله، إنا بأرض صيد، فكيف نصنع؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا أرسلت كلبك المكلب وذكرت اسم الله عز وجل، فقتل فكل، وإن كان غير مكلب فذك وكل، وإذا رميت بسهمك وذكرت اسم الله وقتل فكل» .
أخرجه أحمد (٤/١٩٥) قال: حدثنا مهنى بن عبد الحميد، وعفان. والترمذي (١٧٩٧) قال: حدثنا على ابن عيسى بن يزيد البغدادي، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد القرشي.
ثلاثتهم - مهني، وعفان وعبيد الله - عن حماد بن سلمة، عن أيوب عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، فذكره.
(*) وفي رواية عبيد الله: عن حماد بن سلمة، عن أيوب وقتادة، عن أبي قلابة، وعن أبي أسماء الرحبي
(*) أخرجه أحمد (٤/١٩٣) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والترمذي (١٥٦٠) (١٧٩٦) قال: حدثنا زيد بن أخزم الطائي، قال::حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، ومعمر - عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره. ليس فيه أبوأسماء.
(*) وفي رواية معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة عن أبي ثعلبة الخشني قال: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يارسول الله: اكتب لي بأرض كذ وكذا-لأرض بالشام- لم يظهر عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- حينئذ. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ألا تسمعون إلى ما يقول هذا. فقال: أبو ثعلبة: والذي نفسي بيده لتظهرن عليها. قال: فكتب له بها.
قال: قلت له: يارسول الله إن أرضنا أرض صيد فأرسل كلبي المكلب، وكلبي الذي ليس بمكلب؟ قال: إذا أرسلت كلبك المكلب وسميت. فكل ما أمسك عليك كلبك المكلب. وإن قتل، إن أرسلت كلبك الذي ليس بمكلب فأدركت ذكاته فكل. وكل ما رد عليك سهمك وإن قتل وسمِّ الله.
قال: قلت: يانبي الله، إن أرضنا أرض أهل كتاب، وإنهم يأكلون لحم الخنزير، ويشربون الخمر، فكيف أصنع بآنيتهم وقدورهم؟ قال: إن لم تجدوا غيرها فارحضوها واطبخوا فيها واشربوا.
قال: قلت: يا رسول الله، ما يحل لنا مما يحرم علينا؟ قال: لا تأكلوا لحوم الحمر الإنسية. ولا كل ذي ناب من السباع» .

<<  <  ج: ص:  >  >>