للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤١٢ - (د ت) حمنة بنت جحش - رضي الله عنها -: قالت: «كنت أُستحاض حَيضة كثيرة شديدة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أَسْتَفْتِيهِ وأُخبرُه فوجدته في بيت أُختي زينب [بنت] جحش، فقلت: يا رسول الله، إِني أُستحاض حيضة كثيرة شديدة، فما ترى فيها؟ قد مَنَعتني الصلاة والصوم، قال: أنْعَتُ لكِ الكُرْسُفَ، فإنه يُذهب الدم، قالت: هو أكثر من ذلك، قال: فاتخذي ثوباً، قالت: هو أكثر من ذلك، إِنما أثُجُّ ثَجّاً، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: سَآمُرُكِ بأمرين، فأيَّهما فعلت أجْزَأ عنكِ من الآخر، وإِن قَويِتِ عليهما، ⦗٣٦٨⦘ فأنتِ أَعْلَمُ، قال لها: إِنما هذه ركْضَة من ركضات الشيطان، فتحيَّضِي ستة أيام، أو سبعة أَيام في عِلْمِ الله تعالى، ثم اغتسلي، حتى إِذا رَأَيتِ أَنَّكِ قد طَهُرْتِ واسْتَنقَأْتِ: فصلي ثلاثاً وعشرين ليلة، أو أربعاً وعشرين ليلة وأيامها، وصُومي، فإِن ذلك يُجْزِيكِ، وكذلك فافعلي كلَّ شهر، كما تَحيضُ النساءُ، وكما يَطْهُرْنَ، ميقات حيضهن وطهرهن، وإِن قَويِتِ على أن تُؤخِّرِي الظهرَ وتُعَجِّلي العصر، فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين: الظهر والعصر، وتُؤخرين المغرب وتُعجِّلين العشاء، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين: فافعلي، وتغتسلين مع الفجر: فافعلي، وصومي إِن قَدرْتِ على ذلك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: وهذا أعجب الأمرين إِليَّ» .

أخرجه أبو داود، وقال: ورواه عمرو بن ثابت عن ابن عقيل، فقال: «قالت حَمْنَةُ: هذا أعجب الأمرين إِليَّ» لم يجعله قولَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-.

وفي رواية الترمذي مثله إِلى قوله: «فإنه يُذهب الدم، قالت: هو أكثر من ذلك، قال: فَتَلَجَّمي، قالت: هو أكثر من ذلك، قال: فاتَّخِذِي ثوباً، قالت: هو أكثر من ذلك، إِنما أثُجُّ ثجّاً، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: سآمُرُكِ بأمرين، أيَّهما صنعت أجزأ عنكِ، فإِن قويتِ عليهما، فأنتِ أعلمُ، فقال: إِنما هي ركضة من الشيطان ... وذكر الحديث، وفيه: ثم تغتسلين مع ⦗٣٦٩⦘ الصبح وتُصلِّين» (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(رَكْضَة من الشيطان) الرَّكْضَة: الدفعة، أي: إن الشيطان قد حَرَّك هذا الدّم وليس بدم حَيض معتاد.

قال الخطابي: معناه: أن الشيطان قد وجد بذلك طريقاً إلى التلبيس عليها في أمرها وشأن دينها، ووقت طهرها وصلاتها، حتى أنساها ذلك، فصار في التقدير: كأنه ركضة نالتها من رَكَضَاته.

(الكُرْسُف) : القطن.

(أثُجُّ ثَجّاً) ثَجْجت الماء أثُجُّه ثَجاً: إذا أسلته وأجريته [بكثرة] ، أرادت: أن دمها يجري جرياً كثيراً.

(الميقات) : الوقت المعهود للحيض، وهو مِفْعَال من الوقت.

(تَلَجَّمي) التَّلجُّم: كالاسْتِثْفَار، وهو أن تشد المرأة فرجها بخرقة عريضة توثق طرفيها في شيء آخر قد شدته على وسطها، بعد أن تحتشي قطناً، فتمنع بذلك الدَّم أن يجري أو يقطر.


(١) رواه أبو داود رقم (٢٨٧) في الطهارة، باب من قال: إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة، والترمذي رقم (١٢٨) في الطهارة، باب ما جاء في المستحاضة أنها تجمع بين الصلاتين بغسل واحد، وهو حديث صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (٦/٣٨١ و ٤٣٩) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا شريك بن عبد الله. وفي (٦/٣٤٩) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا زهير - يعني ابن محمد الخراساني -. والبخاري في «الأدب المفرد» (٧٩٧) قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريك. قال: حدثني أبي. وأبو داود (٢٨٧) قال: حدثنا زهير بن حرب وغيره، قالا: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا زهير بن محمد. وابن ماجة (٦٢٢) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق إملاء علي من كتابه، وكان السائل غيري. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (٦٢٧) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أنبأنا شريك. والترمذي (١٢٨) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عامر العقدي. قال: حدثنا زهير بن محمد.
ثلاثتهم - شريك بن عبد الله، وزهير بن محمد الخراساني، وابن جريج - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عمه عمران بن طلحة، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>