للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٩٥ - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أن أعْرَابياً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني في غائِط مُضبَّة، وإنه عَامَّةُ طَعَامِ أهلي؟ فلم يُجبْه، فقلنا: عَاوِدْه، فعَاوَدَه، فلم يُجِبْه - ثلاثاً - ثم ناداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الثالثة، فقال: يا أعرابيُّ، إن الله لَعَن - أو غَضِبَ - على سِبْط من بني إسرائيل، فمَسَخَهم دَوَابَّ يدُبُّونَ في الأرض، فلا أدري: لعلَّ هذا منها، فلَستُ آكلُها، ولا أنْهَى عنها» .

وفي رواية: قال أبو سعيد: قال رجل: «يا رسول الله، إنَّا بأرض مُضبَّة، فما تأمُرُنا - أو فما تُفْتِينا -؟ قال: ذُكِرَ لي: أن أُمَّة من بني إسرائيل مُسِخَتْ، فلم يأمُرْ، ولم يَنه، قال أبو سعيد: فلما كان بعدَ ذلك قال عمرُ: إنَّ الله لَيَنْفَعُ به غيرَ واحد، وإنه لَطَعَامُ عامَّةِ هذه الرِّعاءِ، ولو كان عندي لَطَعِمْتُه، إنما عافه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مُضِبَّة) الذي جاء في الرواية «مُضِبَّة» بضم الميم وكسر الضاد والمعروف فتحهما، وقد جاء في بعض نسخ مسلم كذلك، قال الأزهري أضبَّت أرض فلان: كثُر ضبابها، وأرض مُضِبَّة: ذات ضِبَاب. ⦗٤٢٤⦘

وقال الجوهري: وقعنا في مضابّ مُنْكرة، وهي قطع من الأرض كثيرة الضِّباب، الواحدة: مَضَبَّة، ومثله: مَرْبَعة ومَأْسَدة ومَذْأَبة: ذات يَرَابيع وأسُود وذئاب، على أن للأول قياساً مطَّرداً، يقال: أضَبَّ البلد: إذا كثرت ضِبَابُه، وقياسه: فهو مُضِبٌّ، مثل: أَعَدَّ، فهو مُعِدّ، ولكن الذي جاء في اللغة ما ذكرناه.

(غائط) الغائط: المنخفض من الأرض، وإنما أنَّث «مُضِبَّة» لأنه أراد الأرض والبقعة.

(سبط) الأسْبَاط: في ولد إسحاق بن إبراهيم كالقبائل في ولد إسماعيل صلوات الله وسلامه عليهم، يقال لكل جماعة من أب وأمّ: قبيلة.


(١) رقم (١٩٥١) في الصيد، باب إباحة الضب.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١ - أخرجه أحمد (٣/٥) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (٣/١٩ و ٦٦) قال: حدثنا يزيد بن هارون. ومسلم (٦/٧٠) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وابن ماجة (٣٢٤٠) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان.
ثلاثتهم - ابن أبي عدي، ويزيد، وعبد الرحيم - عن داود بن أبي هند.
٢ - وأخرجه أحمد (٣/٤٦) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة.
٣ - وأخرجه أحمد (٣/٦٢) قال: حدثنا أبو سعيد. ومسلم (٦/٧٠) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. كلاهما - أبو سعيد، وبهز - قالا: حدثنا أبو عقيل الدورقي.
ثلاثتهم - داود، وقتادة، وأبو عقيل بشير بن عقبة - عن أبي نضرة، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>