للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٥ - () أم يونس قالت: جاءت أمُّ ولدِ زيد بن أرقم إلى عائشة، فقالت: بعتُ جاريةً من زيد بثمانمائة درهم إلى العطاء، ثم اشتريتُها منه قبل حلول الأجل بستمائة، وكنتُ شَرطتُ عليه: أنك إنْ بعتَها فأنا أشتريها منك. فقالت لها عائشة: بئسما شَريتِ، وبئسما اشتريت، أبلغي زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهادَه مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إن لم يَتُب منه، قالت: فما يصنع؟ قالت: فَتَلَتْ عائشة: {فمن جاءه مَوْعِظَةٌْ من رَبِّه فانتهى فله ما سَلف، وأمرُه إلى الله، ومن عادَ فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [البقرة: الآية ٢٧٥] فلم ينكر أحدٌ على عائشة، والصحابةُ مُتَوَفِّرونَ. ذكره رزين ولم أجده في الأصول (١) . ⦗٥٧٣⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

العطاء: هو ما كان يعطيه الأمراء للناس من قرارتهم وديوانهم الذي يقررونه لهم في بيت المال، كان يصل إليهم في أوقات معلومة من السنة.


(١) أخرجه الدارقطني بنحوه ٣/٥٢ عن يونس بن أبي إسحاق الهمداني، عن أمه العالية بنت أنفع قالت " حججت أنا وأم محبة ـ وفي رواية: خرجت أنا وأم محبة إلى مكة ـ فدخلنا على عائشة، فسلمنا عليها، فقالت: من أنتن؟ قلنا: من أهل الكوفة. قالت: فكأنها أعرضت عنا، فقالت لها أم محبة: يا أم المؤمنين، كانت لي جارية، وإني بعتها من زيد بن أرقم الأنصاري بثمانمائة درهم إلى عطائه، وأنه أراد بيعها، فابتعتها منه بستمائة درهم نقداً ... الحديث " قال الشيخ شمس الحق العظيم أبادي في " التعليق المغني على سنن الدارقطني ": وأخرجه البيهقي وعبد الرزاق أيضاً، وأم محبة ـ بضم الميم وكسر الحاء المهملة ـ هكذا ضبطه الدارقطني في كتاب " المؤتلف والمختلف "، وقال: إنها امرأة تروي عن عائشة، روى حديثها أبو إسحاق السبيعي ـ عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي ـ عن امرأته العالية، ورواه أيضاً يونس بن إسحاق عن أمه العالية بنت أنفع عن أم محبة عن عائشة، وقال: أم محبة والعالية مجهولتان، لا يحتج بهما، وأخرجه الإمام أحمد في " المسند ": حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن امرأته " أنها دخلت على عائشة، هي وأم ولد زيد بن أرقم، فقالت أم ولد زيد لعائشة: إني بعت من زيد غلاماً بثمانمائة درهم نسيئة واشتريت بستمائة نقداً، فقالت: بلغي زيداً أن قد أبطلت جهادك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تتوب، بئسما اشتريت وبئسما شريت " قال في " التنقيح ": إسناده جيد، وإن كان الشافعي لا يثبت مثله عن عائشة، وكذلك الدارقطني قال في العالية: هي مجهولة، لا يحتج بها، وفيه نظر، ⦗٥٧٣⦘ فقد خالفه غيره، ولولا أن عند أم المؤمنين عائشة علماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا حرام لم تستجز أن تقوله.
وقال ابن الجوزي: قالوا: العالية امرأة مجهولة لا يحتج بها، ولا يقبل خبرها. قلنا: بل هي امرأة معروفة جليلة القدر، ذكرها ابن سعد في " الطبقات " فقال: العالية بنت أنفع بن شراحيل امرأة أبو إسحاق السبيعي، سمعت من عائشة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قلت: الحديث عند الدارقطني (٣/٥٢) بنحوه. والبيهقي (٥/٣٠٠) قال الدارقطني: أم محبة وعالية مجهولتان لا يحتج بهما. أه.
وعزاه الحافظ الزيلعي لأحمد، ونقل تجوّيد ابن عبد الهادي لإسناده في التنقيح وتعقب قول الشافعي بعدم ثبوت الأثر، وتضعيف الدارقطني لرواته.
راجع نصب الراية (٤/٤٦٧) بتحقيقي. ط/ دار الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>