للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩٩٠ - (ط د س) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَلْبَسُ المتوفَّى عنها زوجُها المُعَصْفَرَ من الثياب، ولا المُمَشَّقةَ، ولا الحُليَّ، ولا تختضب، ولا تكتحل» . أخرجه أبو داود، والنسائي، ولم يذكر النسائي الحُليَّ (١) . ⦗١٥٨⦘

وفي رواية لهما عن أُم حكيم بنت أَسِيد عن أُمها «أن زوجَها تُوفي وكانت تشتكي عينها فتكتحل بكُحل الجلاء قال أحمد [وهو ابن صالح] : الصواب بكحل الجَلا فأرسلت مولاة لها إلى أُم سلمة، فسأَلتْها عن كحل الجِلَاءِ؟ فقالت، لا تكتحلي به، إلا من أمر لا بدَّ منه يشتد عليكِ، فتكتحلين بالليل، وتَمْسَحيِنَه بالنهار، ثم قالت عند ذلك أُم سلمة: دخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حين تُوفِّيَ أبو سلمةَ، وقد جعلت عليَّ صَبِراً، فقال: ما هذا يا أُمَّ سلمةَ؟ فقلت: إنما هو صَبِر يا رسولَ الله ليس فيه طِيب، قال: إنه يَشُبُّ الوجهَ، فلا تجعليه إلا بالليل وتَنْزَعِيه بالنهار، ولا تمتشطي بالطّيب ولا بالحِنَّاء، فإنه خضاب، قلت: بأي شيء أمتشطُ يا رسولَ الله؟ قال: بالسِّدْر، وتُغلِّفين به رَأْسَكِ» هذا لأبي داود.

وأخرج النسائي مثله، ولم يَذْكُرْ قولَ أحمد [بن صالح] ، ولا قوله: «تنزعينه بالنهار» (٢) .

وفي رواية الموطأ قال مالك: «بلغه: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل على أمِّ سلمة وهي حَادٌّ على أبي سلمةَ وقد جعلت على عينيها صَبِرَاً، فقال: ما هذا يا أمَّ سلمةَ؟ فقالت: إنما هو صَبِر يا رسولَ الله، قال: اجْعلِيه بالليل، ⦗١٥٩⦘ وامْسَحِيه بالنهار» .

وله في أخرى «أنها قالت لامرأة حادٍّ على زوجها، اشتكت عينيها فبلغ ذلك منها: اكْتَحِلي بكُحل الجِلَاءِ [بالليل] ، وامسحيه بالنهار» .

وله في أخرى أنها كانت تقول: «تجمع الحادُّ رأْسَها بالسِّدْرِ والزَّيْت» (٣) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(المُمَشَّقة) الثياب الممشَّقة: هي المصبوغة بالمِشق، والمشق - بالكسر - المَغْرة، والمَغْرة ساكنة الغين، وقد تحرَّك.

(الجَلا) مفتوحاً مقصوراً: كُحل الإثمد، والجِلاء - بالكسر والمد -: كُحل، وقال الأزهري: الجَلَا، والجَلَاء: الإثمد، وقيل: الكحل، وقد جاء في بعض نسخ الموطأ بالكسر والمد، والرواية في حديث أبي داود " الجِلاء " بالمد، وقال: قال أحمد الصواب " الجَلَا " يعني: بالقصر، قال الخطابي: سمي بذلك لأنه يجلو العين.

(يَشُبُّ الوجه) أي: يوقده وينورِّه، من شبَّ النار: إذا أوقدها.

(تغلِّفين) غَلَّفت المرأة وجهها بالغالية: جعلتها عليه، وكذلك غَلَّفت شعرها: إذا لطخته بها، فأكثرت منها.


(١) رواه أبو داود رقم (٢٣٠٤) في الطلاق، باب فيما تجتنبه المعتدة في عدتها، والنسائي ٦ / ٢٠٣ و ٢٠٤ في الطلاق، باب ما تجتنب الحادة من الثياب المصبغة، إسناده حسن.
(٢) رواه أبو داود رقم (٢٣٠٤) في الطلاق، باب فيما تجتنبه المعتدة في عدتها، والنسائي ٦ / ٢٠٣ و ٢٠٤ في الطلاق، باب الرخصة للحادة أن تمتشط بالسدر، وإسناده ضعيف.
(٣) رواه مالك في " الموطأ " بلاغاً ٢ / ٥٩٨ و ٦٠٠ في الطلاق، باب ما جاء في الإحداد، وقد وصله أبو داود والنسائي كما في الحديث الذي قبله، وإسناده.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (٦/٣٠٢) وأبو داود (٢٣٠٤) قال: حدثنا زهير بن حرب. والنسائي (٦/٢٠٣) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، ومحمد بن إسماعيل - قالوا. حدثنا يحيى بن أبي بكير. قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان. قال: حدثني بديل، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة. فذكرته.

<<  <  ج: ص:  >  >>