(٢) ٦ / ٢٩ و ٣٠ في الجهاد، باب ما يقول من يطعنه العدو، من حديث عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر، وجود إسناده الحافظ في " الفتح " ٧ / ٢٧٧ في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه النسائي (٦/٢٩) أخبرنا عمرو بن سواد، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، وذكر آخر قبله، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، فذكره. قلت: أبا الزبير ذا هو محمد بن مسلم بن تدرس وهو مدلس وقد عنعنه ومن المقرر في علم المصطلح، أن المدلس لا يحتج بحديثه إذا لم يصرح بالتحديث، وهذا هو الذي صنعه أبو الزبير هنا وعنعن ولم يصرح اللهم إلا ما كان من رواية الليث بن سعد عنه فإنه لم يرو عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث. قال الحافظ الذهبي في ترجمته وأما أبو حزم، فإنه يرد من حديثه ما يقول فيه عن جابر، ونحوه لأنه عندهم حميد يدلس، فإذا قال: سمعت وأخبرنا احتج به، ويحتج به ابن حزم إذا قال: عن، مما رواه عنه الليث بن سعد خاصة وذلك لأن سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا الليث قال: جئت أبا الزبير، فدفع إلي كتابين، فانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو أنني عاودته فسألته أسمع هذا من جابر؟ فسألته، فقال: منه ما سمعت، ومنه ما حدثت به، فقلت أعلم لي على ما سمعت منه، فأعلم بي على هذا الذي عندي ثم قال الذهبي وفي «صحيح مسلم» عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر، ولا هي من طريق الليث عنه، ففي القلب منها شيء. وقال الحافظ في ترجمته من «التقريب» . صدوق إلا أنه يدلس. وأورده في المرتبة الثالثة من كتابه «طبقات المدلسين» (ص، ١٥) وقال في مقدمة الكتاب في صدد شرح مراتبه: الثالثة: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقا، ومنهم من قبلهم، كأبي الزبير المكي.