للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١٦٤ - (خ م د) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «غَزَوْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- هوازنَ، فبينا نحن نَتَضَحَّى مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، إِذْ جاء رجل على جمل أحمرَ، فأناخَه، ثم انْتَزَعَ طَلَقاً من حَقبِه، فقيَّد به الجملَ ثم تقدَّم فتغدَّى مع القوم، وجعل ينظرُ، وفينا ضَعْفَة، ورِقَّة من الظَّهر، وبعضُنا مُشاة، إذْ خرج يشتدُّ، فأتى جملَه فأطلق قَيْدُه، ثم أناخه، ثم قعد عليه، فأثاره، فاشتد به الجملُ، فَاتَّبَعَهُ رجل على ناقة وَرْقَاءَ، قال سلمةُ: وخرجتُ أشتدُّ، فكنتُ (١) عند وَرِكِ الناقةِ، ثم تقدَّمتُ حتى كُنْتُ عند ⦗٣٩٨⦘ وَرِك الجمل، ثم تقدَّمت حتى أخذتُ بِخِطَام الجمل، فَأَنَخْتُه، فلما وضع ركبته في الأرض اخترطتُ سيفي، فضربتُ رأس الرجل فَنَدَر، ثم جئتُ بالجمل أقودُه عليه رَحْله وسِلاحُه، فاستقبلني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والناس معه، فقال: مَن قتل الرجلَ؟ قالوا: ابنُ الأكوع، قال: له سَلَبُه أجمعُ» .

وفي رواية قال: «أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عَيْن من المشركين وهو في سفر، فجلس عند أصحابه يتحدَّثُ، ثم انفَتَلَ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اطلبوه واقتلوه فقتلتُهُ، فنَفَّلَني سَلَبَهُ» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود نحو [الرواية] الأولى، ومثل الثانية (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(نتضحَّى) أي: نتغدَّى، والأصل أن العرب كانوا يسيرون في ظعنهم، فإذا مرُّوا ببقعة من الأرض فيها كلأ وعُشْب، قال قائلهم: ألا ضَحُّوا رُويداً، أي: ارفُقُوا بالإبل حتى تتضحَّى، أي: تنال من هذا المرعى، ثم وُضِعَتِ التَّضحية مكان الرِّفق لرفقهم بالمال في ضَحائِها لِتَصلَ إلى المنزل وقد ⦗٣٩٩⦘ شبعت، وصار ذلك يقال لكل من أكل في وقت الضحى: هو يتضحَّى، أي: يأكُلَ هذا الوقت.

(طَلَقاً) الطَّلَق: قيد يتخذ من الجلود.

(من حقبه) الحَقَب: حبل يشد على بطن البعير مما يلي مؤخَّره.

(ورِقَّة من الظهر) الظهر: المركوب، والرِّقَّة في حال الضَّعف.

(ورقاء) ناقة ورقاء: ذات لون أسمر، والوُرْقَةُ: السُّمْرَةُ.

(فندَرَ) نَدَرَ رأسُه: أي: طار عن بَدَنِهِ.


(١) في المطبوع: فكمنت.
(٢) رواه البخاري ٦ / ١١٦ و ١١٧ في الجهاد، باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان، ومسلم رقم (١٧٥٤) في الجهاد، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، وأبو داود رقم (٢٦٥٤) في الجهاد، باب في الجاسوس المستأمن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواية عبد الرحمن بن يزيد، وشعيب بن حرب، عن عكرمة بن عمار:
«نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزلا، فجاء عينُ المشركين، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يتصبحون، فدعوه إلى طعامهم، فلما فرغ الرجل، ركب على راحلته ذهب مسرعا لينذر أصحابه. قال سلمة: فأدركْتُه، فأنخت راحلته وضربت عنقه، فغنمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلبَه» .
- رواية أبي عميس: «أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- عين من المشركين، وهو في سفر، فجلس عند أصحابه يتحدث، ثم انفتل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اطلبوه واقتلوه» فقتله، فنفله سلبَه» .
١ - أخرجه أحمد (٤/٤٩) قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد. وفيه (٤/٤٩) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (٤/٥١) قال: حدثنا بهز بن أسد. ومسلم (٥/١٥٠) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عمر بن يونس الحنفي. وأبو داود (٢٦٥٤) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، أن هاشم بن القاسم، وهشاما حدثاهم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (٤٥١٤) عن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء، عن شعيب بن حرب. ستتهم - عبد الرحمن، وهاشم، وبهز، وعمر، وهشام بن عبد الملك، وشعيب - عن عكرمة بن عمار.
٢ - وأخرجه أحمد (٤/٥٠) قال: حدثنا جعفر بن عون. والبخاري (٤/٨٤) قال: حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (٢٦٥٣) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو نعيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (٤٥١٤) عن أحمد بن سليمان، عن جعفر بن عون. كلاهما - جعفر، وأبو نعيم - قالا: حدثنا أبو العميس.
كلاهما - عكرمة، وأبو عميس - عن إياس بن سلمة، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>