للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣١ - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {للهِ ما في السمواتِ وما في الأرضِ وإنْ تُبدوا ما في أنفُسِكم أو تُخفوهُ يحاسِبْكم به اللهُ ... الآية} [البقرة: ٢٨٤] اشْتدَّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ بَرَكوا على الرُّكبِ» ، فقالوا: أيْ رسول الله، كُلِّفْنا مِنَ الأعمال ما نطيقُ، الصلاة والصيام، والجهاد، والصدقة، وقد أُنزلت عليك هذه الآية، ولا نطيقها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غُفرانكَ ربنا وإليكَ المصير» [قالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير] فلما اقترأها القومُ، وذَلَّتْ بها أَلسِنتُهم أنزلَ اللهُ في إِثْرِها: {آمَنَ الرسولُ بما أُنزِلَ إليهِ مِنْ رَبِّهِ والمُؤْمِنونَ كُلٌّ آمَن باللَّهِ وملائكَتهِ وكتبِهِ ورسُلِه لا نفرِّقُ بين أحدٍ من رُسُله وقالوا سمعْنا وأَطعْنا غُفرانكَ ربنا وإليكَ المصيرُ} فلما فعلوا ذلك: نسَخَها اللهُ تعالى، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {لا يُكلِّفُ اللَّهُ نفْساً إلا وُسْعَهَا لها ما كسبَتْ ⦗٦١⦘ وعليها ما اكْتَسَبَتْ ربنا لا تُؤاخِذْنا إنْ نسِينا أو أخطأْنا} قال: نعم {ربَّنا ولا تحْمِلْ عليْنا إِصْراً كما حَملْتَهُ على الذين منْ قبْلِنا} قال: نعم {ربَّنا ولا تُحَمِّلْنا ما لا طاقةَ لنا به} قال: نعم {واعْفُ عنا واغفرْ لنا وارحمْنا أنتَ موْلانا فانْصُرنا على القومِ الكافرينَ} قال: نعم. أخرجه مسلم (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(اقترأها) بمعنى قرأها، وهو افتعل من القراءة.


(١) رقم (١٢٥) في الإيمان، باب بيان: أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (٢/٤١٢) قال حدثنا عفان قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. و «مسلم» (١/٨٠) قال حدثني محمد بن منها الضرير وأمية بن بسطام العيشي قالا: حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح وهو ابن القاسم كلاهما - عبد الرحمن، وروح - عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>