للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٥٠٧ - (خ) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - أو أبو عامر قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليكونَنَّ من أمتي قوم يَسْتَحِلُّون الحِرَ، والحريرَ، والخمرَ، والمعازفَ، ولَينزلَنَّ أقوام إلى جَنْبِ عَلَمِ، تروح عليهم سارحة لهم، فيأتيهم رجل لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غَداً، فيُبَيِّتهم الله، ويَضَعُ العَلَمَ، ويَمْسَخُ آخرين قِرَدة وخنازير إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري (١) .

⦗٤٣⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(سارحة) القوم: مواشيهم، لأنها تَسْرح إلى المرعى، ثم تروح على أهلها بالعشيِّ.

(العلَم) : الجبل والعلامة.

(فَيُبَيِّتهم) بيَّتهم العدُّو: إذا طرقهم ليلاً وهم غافلون.


(١) رواه البخاري ١٠ / ٤٥ في الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه، بصيغة التعليق قال: وقال هشام بن عمار، قال الحافظ في " الفتح ": هكذا في جميع النسخ من ⦗٤٣⦘ الصحيح من جميع الروايات مع تنوعها عن الفربري، وكذا من رواية النسفي وحماد بن شاكر، وذهل الزركشي في توضيحه فقال: معظم الرواة يذكرون هذا الحديث في البخاري معلقاً، وقد أسنده أبو ذر عن شيوخه فقال: قال البخاري حدثنا الحسين بن إدريس، حدثنا هشام بن عمار، قال: فعلى هذا يكون الحديث صحيحاً على شرط البخاري، وبذلك يرد على ابن حزم دعواه بالانقطاع. اهـ. قال الحافظ: وهذا الذي قاله خطأ نشأ عن عدم تأمل، وذلك أن القائل: حدثنا الحسين بن إدريس هو العباس بن الفضل شيخ أبي ذر لا البخاري، وإنما الذي وقع في رواية أبي ذر من الفائدة أنه استخرج هذا الحديث من رواية نفسه من غير طريق البخاري إلى هشام على عادة الحفاظ إذا وقع لهم الحديث عالياً عن الطريق التي في الكتاب المروي لهم، يوردونها عالية عقب الرواية النازلة، وكذلك إذا وقع في بعض أسانيد الكتاب المروي خلل ما، من انقطاع أو غيره، وكان عندهم من وجه آخر سالماً أوردوه، فجرى أبو ذر على هذه الطريقة، فروى الحديث عن شيوخه الثلاثة عن الفربري عن البخاري قال: وقال هشام بن عمار، ولما فرغ من سياقه قال أبو ذر: حدثنا أبو منصور الفضل بن العباس النضروي، حدثنا الحسين بن إدريس حدثنا هشام بن عمار به، وانظر بقية كلام الحافظ في " الفتح " ١٠ / ٤٥.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (ح٥٥٩٠) قال: وقال هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثنا عطية بن قيس الكلابي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري، فذكره.
وقال الحافظ في الفتح (١٠/٥٤) هكذا في جميع النسخ من الصحيحين من جميع الروايات مع تنوعها عن الفربري، وكذا من رواية النسفي وحماد بن شاكر.
وفي (١٠/٥٥) قال: وقد ذكر شيخنا في شرح الترمذي وفي كلامه على علوم الحديث أن حديث هشام بن عمار جاد عنه موصولا في مستخرج الإسماعيلي، قال: حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا هشام بن عمار، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين، فقال: حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الصمد، حدثنا هشام بن عمار، وقال: وأخرجه أبو داود في سننه فقال: حدثنا عبد الوهاب بن نجده، حدثنا بشر بن بكر حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بسنده انتهى.
وننبه فيه على موضعين: أحدهما: أن الطبراني أخرج الحديث في معجمه الكبير عن موسى بن سهل الجويني وعن جعفر بن محمد الفريابي. كلاهما عن هشام، والمعجم الكبير أشهر من مسند الشاميين فعزوه إليه أولى.
وأيضا فقد أخرجه أبو نعيم في مستخرجه على البخاري من رواية عبدان بن محمد المروزي، ومن رواية أبي بكر الباغندي كلاهما عن هشام، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، عن الحسين بن عبد الله القطان عن هشام.
ثانيهما: قوله إن أبا داود أخرجه يوهم أنه عند أبي داود باللفظ الذي وقع فيه النزاع، وهو المعازف وليس كذلك بل لم يذكر فيه الخمر الذي وقعت ترجمة البخاري لأجله؛ فإن لفظه عند أبي داود بالسند المذكور إلى عبد الرحمن بن يزيد حدثنا عقبة بن قيس سمعت عبد الرحمن بن غنم الأشعري يقول: «حدثني أبو عامر وأبو مالك الأشعري والله ما كذبني أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر. وذكر كلاما قال يمسخ منهم قردة وخنازير إلى يوم القيامة» نعم ساق الإسماعيلي الحديث من هذا الوجه من رواية دحيم عن بشر بن بكر بهذا الإسناد فقال: «يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» الحديث قلت: هو عند أبي داود برقم (٤٠٣٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>