للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٦٨٥ - (د) الزبيب العنبري - رضي الله عنه - قال: «بَعَثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جَيْشاً إلى بني العَنْبَر، فَأَخَذُوهُمْ برُكْبَةَ من ناحية الطائف فاسْتَاقُوهُمْ إِلى نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فَرَكِبْتُ فَرَسِي، فَسَبَقْتُهُمْ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: السلامُ عليكَ يا رسولَ الله ورحمةُ الله وبركاتُه، أتَانَا جُنْدُك فأخذونا، وقد كُنَّا أسلَمْنا وخضْرَمْنَا آذان النَّعَمِ، فلما قَدِمَ بَلْعَنْبَر، قال لي نَبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل لكم بَيِّنَة على أنكم أسْلَمْتُمْ قَبلَ أن تُؤخَذُوا في ⦗١٨٦⦘ هذه الأيام؟ قلتُ: نعمْ، قال: مَنْ بَيِّنَتُكَ؟ قلت: سَمُرةُ، رجل من بني العنبر، ورجل آخر سَمَّاه له، فشهد الرجل، وأبَى سمرةُ أن يشهدَ، قال: فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قد أبى سمرةُ أن يشهدَ، أفتحلف مع شاهدك الآخر؟ قلتُ: نعم، فاستحلفني فحلفتُ بالله: لقد أسلمنا يوم كذا وكذا، وخَضْرَمْنا آذان النَّعَم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اذهَبُوا فقاسِمُوهم أنْصَافَ الأمْوالِ، ولا تَمَسُّوا ذَرَارِيهِمْ، ولولا أنَّ الله لا يحب ضلالةَ العَمَلِ ما رَزَأْنَاكمْ عِقالاً، فقال الزُّبَيب: فَدَعَتني أُمِّي، فقالت: هذا الرجل أخذ زِرْبيَّتي، فانصرفْتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فقال لي: احْبِسهُ، فأخذتُ بتَلْبيبه، وقمت معه مكاننا، ثم نظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلينا قائمين، فقال: ما تريد بأسيرك؟ فأرسلتُه من يدي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- للرجل: رُدَّ عليه زربيَّة أمِّه التي أخذت منها، فقال: يا رسول الله، إنَّها خَرَجَتْ من يَدِي، قال: فاخْتَلَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سيفَ الرجل فأَعطانِيه، وقال للرجل: اذهَبْ فَزِدْه آصُعاً من طعام، فأعطاني (١) آصعاً من شعير» أخرجه أبو داود (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(خَضْرَمْنَا) خضرمتُ أذن البعير: إذا قطعتَ طرفها، وكان هذا ⦗١٨٧⦘ في الجاهلية، فلما جاء الله بالإسلام، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يخضرموا من غير الموضع الذي كان يخضرم فيه أهل الجاهلية علامة بين المسلم وغير المسلم، وهو الذي أراد هؤلاء القوم، يعنون أنهم خضرَمُوا خضرَمة الإسلام.

(ما رزأْناكم) يقول: ما رزأته شيئاً: ما أصبت منه شيئاً، ولا نقصته وهذه في اللغة الفصحى، فأما «رزيناكم» فإنما يكون على ترك الهمز وقلبه ياء، وليس بفصيح، وقد قالوا: في قرأت: قريت، شاذاً.

(فأخذت بتلبيبه) : جمعت عليه ثوبه وقبضته من مقدَّمه، تجرُّه به.

(زربيَّة) الزربيَّة: القطيفة، وجمعها زرابي.

(آصعا) الآصع جمع صاع، وهو مكيال يسع خمسة أرطال وثلثاً، أو ثمانية أرطال، على اختلاف المذهبين في المد.


(١) في نسخ أبي داود المطبوعة: فزادني.
(٢) رقم (٣٦١٢) في الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد، وهو حديث حسن بشواهده.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (٣٦١٢) حدثنا أحمد بن عبدة، ثنا عمار بن شعيب بن عبد الله بن الزبيب العنبري، حدثني أبي، قال: سمعت جدي الزبيب يقول.. فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>