للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٤٩ - (خ) زيد بن وهب -رحمه الله -: قال: كُنَّا عِندَ حُذَيْفَةَ، فقال: ما بَقِيَ من أصحابِ هذه الآية يعني {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمانَ لهُم} [التوبة: ١٢] إلا ثلاثةٌ (١) ، ولا بقي من المنافقين إلا أربعة، ⦗١٦٠⦘ فقال أعرابيٌّ: إنكم أصحابَ محمدٍ، تخبرونا أخباراً، لا ندري ما هي؟ تزعمون أن لا مُنافقَ إلا أربعة، فما بالُ هؤلاء الذي يَبْقُرون بيوتنا، ويَسْرِقون أعلاقنا؟ قال: أولئك الفُسَّاق، أجَلْ لم يبق منهم إلا أربعةٌ: أحدهم: شيخ كبير لو شَربَ الماءَ الباردَ لما وجدَ بَرْدَهُ (٢) . أخرجه البخاري (٣) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(يبقرون) أي: يفتحون ويوسعون، يقال: بقرت الشيء: إذا فتحته.

(أَعْلاقنا) الأعلاق: جمع عِلق، وهو الشيء النفيس مما يقتنى.


(١) لم تذكر الآية في الحديث، وإنما جاءت مبهمة، ولعل المصنف ذكرها في الحديث اعتماداً على الباب، فقد أورده البخاري تحت قوله تعالى: {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم} الذي أورد فيه الحديث، وقال الحافظ: تعليقاً على ذلك: هكذا وقع مبهماً، ووقع عند الإسماعيلي من رواية ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد بلفظ: " ما بقي من المنافقين من أهل هذه الآية {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ... } الآية، إلا أربعة نفر، إن أحدهم لشيخ كبير. قال الإسماعيلي: إن كانت الآية ما ذكر في خبر ابن عيينة فحق هذا الحديث أن يخرج في سورة الممتحنة. وقد وافق البخاري على إخراجها عند آية براءة النسائي وابن مردويه، فأخرجا من طرق عن إسماعيل، وليس عند أحد منهم تعيين الآية، وانفرد عيينة بتعيينها، إلا أن عند الإسماعيلي من رواية خالد الطحان ⦗١٦٠⦘ عن إسماعيل في آخر الحديث. قال إسماعيل: يعني الذين كاتبوا المشركين، وهذا يقوي رواية ابن عيينة، وكأن مستند من أخرجها في آية براءة، ما رواه الطبري من طريق حبيب بن حسان عن زيد بن وهب قال: كنا عند حذيفة فقرأ هذه الآية {فقاتلوا أئمة الكفر} قال: ما قوتل أهل هذه الآية بعد، ومن طريق الأعمش عن زيد بن وهب نحوه، والمراد بكونهم لم يقاتلوا، أن قتالهم لم يقع لعدم وقوع الشرط، لأن لفظ الآية {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا} فلما لم يقع منهم نكث ولا طعن لم يقاتلوا. وروى الطبري من طريق السدي قال: المراد بأئمة الكفر كفار قريش. ومن طريق الضحاك قال: أئمة الكفر: رؤوس المشركين من أهل مكة.
قال الحافظ: وقوله: إلا ثلاثة
، سمي منهم في رواية أبي بشر عن مجاهد أبو سفيان بن حرب، وفي رواية معمر عن قتادة: أبو جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وأبو سفيان، وسهيل بن عمرو، وتعقب بأن أبا جهل وعتبة قتلا ببدر، وإنما ينطبق التفسير على من نزلت الآية المذكورة وهو حي، فيصح في أبي سفيان وسهيل بن عمرو، وقد أسلما جميعاً.
(٢) قال الحافظ: أي: لذهاب شهوته، وفساد معدته، فلا يفرق بين الألوان والطعوم.
(٣) ٨ / ٢٤٣ في تفسير سورة براءة، باب {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في التفسير (٩: ٥: ١) عن محمد بن المثنى عن يحيى القطان، والنسائي فيه (التفسير، وفي الكبرى) عن إسحاق بن إبراهيم عن المعتمر بن سليمان كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد عنه به، والمعنى متقارب، الأشراف (٣/٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>