(٢) قال الحافظ ابن حجر في " الإصابة ": ثبت في " الصحيحين ": أن سبب تسميته الخضر " أنه جلس على ⦗٢٢١⦘ فروة بيضاء، فإذا هي تهتز تحته خضراء " هذا لفظ الإمام أحمد من رواية ابن المبارك عن معمر عن همام عن أبي هريرة. و " الفروة " الأرض اليابسة. (٣) قال العلماء: هو على وجه الإغلاظ والزجر عن مثل قوله، لا أنه يعتقد أنه عدو الله حقيقة. إنما قاله مبالغة في إنكار قوله لمخالفته قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ذلك في حال غضب ابن عباس لشدة إنكاره، وفي حال الغضب تطلق الألفاظ، ولا يراد بها حقائقها. (٤) قال في " الفتح " ١ / ١٩٤ قوله " هو أعلم منك " ظاهر في أن الخضر نبي، بل مرسل، إذ لو لم يكن كذلك للزم تفضيل العالي على الأعلى، وهو باطل من القول ومن أوضح ما يستدل به على نبوة الخضر قوله: {وما فعلته عن أمري} وينبغي اعتقاد كونه نبياً، لئلا يتذرع بذلك أهل الباطل في دعواهم: أن الولي أفضل من النبي، حاشا وكلا. (٥) قال النووي: " فتاه " صاحبه. و " نون " معروف، كنوح. وهذا الحديث يرد قول من قال من المفسرين: إن فتاه: عبد له، وغير ذلك من الأقوال الباطلة. قالوا: هو يوشع بن نون بن إفراييم بن يوسف. (٦) قال النووي: قوله: " وأمسك الله عنه جرية الماء، حتى كان مثل الطاق " الجرية: بكسر الجيم، والطاق: عقد البناء، وجمعه: طوق وأطواق، وهو الأزج، وما عقد أعلاه من البناء، وبقي ما تحته خالياً. (٧) قال الحافظ في " الفتح " ١ / ١٩٥، قوله " فانطلقا بقية ليلتهما " بالجر على الإضافة و " يومهما " بالنصب على إرادة سير جميعه، ونبه بعض الحذاق على أنه مقلوب، وأن الصواب: بقية يومهما وليلتهما، لقوله بعده " فلما أصبح "؛ لأنه لا يصبح إلا عن ليل. انتهى. ويحتمل أن يكون المراد بقوله: " فلما أصبح " أي من الليلة التي تلي اليوم الذي سارا جميعه. والله أعلم. (٨) قال الحافظ في " الفتح " ١ / ١٥٤ قوله: " ذلك ما كنا نبغي " أي: نطلب؛ لأن فقد الحوت جعل آية، أي: علامة على الموضع الذي فيه الخضر. وفي الحديث جواز التجادل في العلم إذا كان بغير تعنت، والرجوع إلى أهل العلم عند التنازع، والعمل بخبر الواحد الصدوق، وركوب البحر في طلب العلم، بل في طلب الاستكثار منه، ومشروعية حمل الزاد في السفر، ولزوم التواضع في كل حال، ولهذا حرص موسى على الالتقاء بالخضر وطلب العلم منه، تعليماً لقومه أن يتأدبوا بأدبه. وتنبيهاً لمن زكى نفسه أن يسلك مسلك التواضع. (٩) قال الحافظ في " الفتح " ١ / ١٩٥ قوله: " أنى " أي: كيف بأرضك السلام. ويؤيده ما في التفسير ⦗٢٢٣⦘ " هل بأرضي من سلام؟ " أو من أين، كما في قوله تعالى: {أنى لك هذا} ، والمعنى: من أين السلام في هذه الأرض التي لا يعرف فيها، وكأنها كانت بلاد كفر، أو كانت تحيتهم بغير السلام، وفيه دليل على أن الأنبياء ومن دونهم، لا يعلمون من الغيب إلا ما علمهم الله، إذ لو كان الخضر يعلم كل غيب لعرف موسى قبل أن يسأله. (١٠) قراءة ابن كثير بإثبات الياء، وعاصم بحذفها. (١١) قال النووي: في الحديث: الحكم بالظاهر حتى يتبين خلافه لإنكار موسى عليه السلام عليه. قال القاضي: اختلف العلماء في قول موسى: {لقد جئت شيئاً إمراً} و {شيئاً نكراً} أيهما أشد؟ فقيل " إمراً " لأنه العظيم، ولأنه في مقابلة خرق السفينة الذي يترتب عليه في العادة هلاك الذين فيها وأموالهم، وهلاكهم أعظم من قتل الغلام، فإنها نفس واحدة. وقيل: " نكراً " أشد. لأنه قاله عند مباشرة القتل حقيقة. وأما القتل في خرق السفينة فمظنون، وقد يسلمون في العادة، وقد سلموا في هذه القضية فعلاً، وليس فيها ما هو محقق إلا مجرد الخرق. والله أعلم. (١٢) قرأه الكوفيون وابن عامر " زكية " بغير ألف، والباقون بألف، وهما بمعنى واحد. (١٣) هذه القراءة كالتفسير، لا أنها تكتب في المصحف، قاله الزركشي. (١٤) " الطنفسة " فراش صغير، وهي بكسر الطاء والفاء بينهما نون ساكنة، وبضم الطاء والفاء، وبكسر الطاء وبفتح الفاء - لغات. (١٥) قال الحافظ في " الفتح " ٨ / ٣١٦: قوله: (يا موسى، إن لي علماً لا ينبغي لك أن تعلمه) أي: جميعه (وإن لك علماً لا ينبغي لي أن أعلمه) أي: جميعه، وتقدير ذلك متعين، لأن الخضر كان يعرف من الحكم الظاهر ما لا غنى بالمكلف عنه، وموسى كان يعرف من الحكم الباطن ما يأتيه بطريق الوحي. ووقع في رواية سفيان " يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت " وهو بمعنى الذي قبله. (١٦) قال الحافظ في " الفتح " قوله " تمارى هو والحر " سقط " هو " من رواية ابن عساكر، فعطف على المرفوع المتصل بغير توكيد ولا فصل، وهو جائز عند البعض. (١٧) قال الحافظ: قوله: (بلى، عبدنا) أي: هو أعلم منك، وللكشميهني " بل " بإسكان اللام، والتقدير: فأوحى الله إليه: لا تطلق النفي بل قل: خضر، وإنما قال عبدنا وإن كان السياق يقتضي أن يقول: عبد الله، لكونه أورده على طريق الحكاية عن الله تعالى، والإضافة فيه للتعظيم. (١٨) البخاري ٨ / ٣١٩. (١٩) البخاري ٨ / ٣١٨. (٢٠) يعني رواية الترمذي، ولا تصح لانقطاع سندها، وكون الذين يزعمون ذلك مجهولين. (٢١) البخاري ٨ / ٣١٠ - ٣٢٢ في تفسير سورة الكهف، باب {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين} ، وباب {فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما} ، وباب {فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا} ، وفي العلم، باب ما ذكر في ذهاب موسى في البحر، وباب الخروج في طلب العلم، وباب ما يستحب للعالم إذا سئل، وفي الإجارة، باب إذا استأجر أجيراً على أن يقيم حائطاً، وفي الشروط، باب الشروط مع الناس بالقول، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي الأنبياء، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، ومسلم رقم (٢٣٨٠) في الفضائل، باب فضائل الخضر عليه السلام، والترمذي رقم (٣١٤٨) في التفسير، باب ومن سورة الكهف، وأبو داود رقم (٤٧٠٥) و (٤٧٠٦) و (٤٧٠٧) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ١-أخرجه أحمد (٥/١١٨) قال: حدثنا بهز بن أسد. و «البخاري» (١/٤١) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (٤/٥٠، ٦/ ١١٠، ٨/١٧٠) قال: حدثنا الحميدي. وفي (٤/١٨٨) قال: حدثنا علي بن عبد الله..و «مسلم» (٧/١٠٣) قال: حدثنا عمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم. وعبيد الله بن سعد، ومحمد بن أبي عمر. «وأبو داود» ٤٧٠٧» قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي. و «الترمذي» (٣١٤٩) قال: حدثنا ابن أبي عمر، و «عبد الله بن أحمد» (٥/١١٧) قال: حدثني عمرو الناقد. و «النسائى» في الكبرى «تحفة الأشراف» (٣٩) عن قتيبة. عشرتهم - بهز، وعبد الله بن محمد، والحميدي، وعلي، وعمرو، وإسحاق، وعبيد الله، وابن أبي عمر، ومحمد بن مهران، وقتيبة - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار. وأخرجه أحمد (٥/١١٩) قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم المروزي. و «البخاري» (٣/، ١١٧، ٢٥١ ٦/١١٢) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. كلاهما - عبد الله، وإبراهيم - عن هشام بن يوسف، عن ابن جريج، قال: أخبرني يعلي بن مسلم، وعمرو بن دينار. وأخرجه عبد بن حميد (١٦٩) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. عن إسرائيل بن يونس. و «مسلم» (٧/١٠٥) قال: حدثني محمد بن عبد الأعلى القيسي، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن رقبة. وفي (٧/١٠٧) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. كلاهما عن إسرائيل. و «عبد الله بن أحمد» (٥/١١٨) قال: حدثني أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، وفي (٥. /١٢١) قال: حدثني محمد بن يعقوب أبو الهيثم، قال حدثنامعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي، قال: حدثنا رقبة. و «النسائى» في الكبرى «تحفة الأشراف» (٣٩) عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر، عن أبيه، عن رقبة (ح) وعن أحمد ابن سليمان الرهاوي، عن عبد الله بن موسى، عن إسرائيل. كلاهما -إسرائيل، ورقبة - عن أبي إسحاق السبيعي. ثلاثتهم - عمرو بن دينار، ويعلي بن مسلم، وأبو إسحاق - عن سعيد بن جبير. ٢- وأخرجه أحمد (٥/١١٦) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، ومحمد بن مصعب القرقساني. قال الوليد: حدثني الأوزاعي. قال أحمد: حدثنا الأوزاعي. و «البخاري» (١/٢٨) قال حدثني محمد بن غرير الزهري قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح. وفي (١/٢٩) قال حدثنا أبو القاسم خالد بن خلي قال حدثنا محمد بن حبر قال: قال الأوزاعي وفي (٤/١٨٧) قال: حدثنا عمرو بن محمد قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح وفي (٩/١٧١) قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو حفص عمرو قال: حدثنا الأوزاعي، و «مسلم» (٧/١٠٧) قال حدثني حرملة بن يحيى قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني يونس. و «عبد الله بن أحمد» (٥/١٢٢) قال حدثنا محمد بن عباد المكي قال: حدثنا عبد الله بن ميمون القداح، قال حدثنا جعفر بن محمد الصادق، و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (٣٩) عن عمران بن يزيد عن إسماعيل بن عبد الله بن سماعة عن الأوزاعي أربعتهم - الأوزاعي وصالح، ويونس بن يزيد، وجعفر -عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. كلاهما - سعيد بن جبير، وعبيد الله -عن ابن عباس فذكره.