للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٩٤٠ - (خ م د) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة تَبُوك، فأتينا واديَ القُرى على حديقةٍ لامرأة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اخْرِصوها، فخرصناها، وخرصها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عَشَرة أوسُق، وقال: أحْصِيها، حتى نرجع إليكِ إن شاء الله، وانطلقنا حتى قَدِمنا تبوكَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: سَتَهُبُّ عليكم الليلةَ ريحٌ شديدة، فلا يَقُمْ فيها أحد منكم، فمن كان له بعير فليشدَّ عِقاله، فهبَّتْ ريح شديدة، فقام رجل، فحملَتْه الريح حتى ألقَتْهُ بجبلي طَيء، وجاء رسولُ ابن العَلْماء صاحبِ أيْلة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بكتاب، وأهدى له بغلة بيضاء، فكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأهدى له بُرداً، ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فسأل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المرأة عن حديقتها: كم بلغ ثمرها؟ فقالت: عشرة أوسق، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إني مُسْرِعٌ، فمن شاء منكم فليُسرع معي، ومن شاء فليمكث، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة، فقال: هذه طابةٌ، وهذا أُحُدٌ، وهو جبل يحبنا ونحبه، ثم قال: إنَّ خير دور الأنصار: دار بني النجار، ثم دارُ بني عبد الأشهل، ثم دار بني الحارث بن الخزرج، ثم دار بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير، فلحقنا سعد بن عُبادة، فقال أبو أسيد: ألم تر أنَّ ⦗٤٠١⦘ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خَيَّر دور الأنصار، فَجَعَلَنَا آخراً، فأدرك سعدٌ رسولَ الله - صلى الله عليه

وسلم- فقال: يا رسولَ الله، خَيَّرْتَ دور الأنصار، فجعلتنا آخراً؟ فقال: أو ليس بحَسبكم أن تكونوا من الخيار؟» أخرجه البخاري ومسلم.

وأخرج بعضه، ولم يذكر فيه حديث الرِّيح، وانتهى حديثه عند قوله: «إني مسرعٌ، فمن شاء منكم فليسرعْ، ومن شاء منكم فليمكث» إلا أنه قال: «إني مُتَعَجِّلٌ إلى المدينة، فمن أراد منكم أن يتعجّل معي فليتعجّل» (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(اخرصوا) خَرْص النخل: حزر مقدار ثمرها.

(طابة) : اسم المدينة، سماها به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وكذلك «طيبة» وهما من الطيب.


(١) رواه البخاري ٣ / ٢٧٢ و ٢٧٣ في الزكاة، باب خرص التمر، ومسلم رقم (١٣٩٢) في الفضائل، باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (٣٠٧٩) في الخراج والإمارة، باب إحياء الموات.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (٥/٤٢٤) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب بن خالد. والدارمي (٢٤٩٨) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا سليمان بن بلال. والبخاري (٢/١٥٤) و (٤/١١٩) قال: حدثنا سهل بن بكار. قال: حدثنا وهيب. وفي (٣/٢٦) و (٥/٤١) و (٦/٩) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان. ومسلم (٤/١٢٣) و (٧/٦١) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا المغيرة بن سلمة. قالا: حدثنا وهيب. وأبو داود (٣٠٧٩) قال: حدثنا سهل بن بكار. قال: حدثنا وهيب بن خالد. وابن خزيمة (٢٣١٤) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا وهيب.
كلاهما - وهيب بن خالد. وسليمان بن بلال - عن عمرو بن يحيى. عن عباس بن سهل. فذكره.
(*) والروايات مطولة ومختصرة. واللفظ لمسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>