للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧١٠ - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال في السَّدِّ: «يَحْفِرُونَه كُلَّ يومٍ، حتى إذا كادوا يَخْرِقونه، قال الذي عليهم: ارْجِعُوا، فَستَحْفِرُونه غداً، قال: فيُعيدُهُ اللهُ كأَشَدِّ ما كان، حتى إذا بلغ مُدَّتَهُمْ، وأَراد الله أَن يبعثَهم على الناس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحْفِرونه غداً إن شاء الله، واستثنى، قال: فيرجعون، فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقِونه، فيخرجون على الناس، فَيَشْتَفُّونَ المياه، ويَفِرُّ الناسُ منهم، فيرمون بسهامٍ إلى السَّماءِ، فترجع مُخَضَّبة بالدماء، فيقولون: قَهَرْنا مَنْ في الأرض، وعَلَوْنا مَنْ في السَّماء، قَسْوَة وَعُلُوًّا، فيبعِثُ اللهُ عليهم نَغَفَاً في أقْفَائِهمْ، فَيَهْلِكونَ فيُصْبِحُونَ فَرْسَى، قال: فوالذي نَفْسُ محمدٍ بيدهِ، إنَّ دوابَّ الأرض تَسْمَنُ وتَبْطَرُ، وتشْكُرُ شُكراً من لُحومِهِمْ» . أخرجه الترمذي (١) . ⦗٢٣٤⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(قسوة) القسوة: الغلظة والفظاظة.

(النغف) دود يكون في أنوف الإبل والغنم، واحدتها: نغفة.

(فَرْسى) جمع فريس بمعنى: مفروس، من فرس الذئب الشاة: إذا قتلها.، فمعنى فرسى: قتلى، مثل: قتيل وقتلى.

(تشكر) شكرت الشاة تشكر شكراً: إذا امتلأ ضرعها لبناً، فالمعنى: تمتلئ أجسادها لحماً وتسمن.


(١) رقم (٣١٥١) في التفسير، باب ومن سورة الكهف، وقال: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه، مثل هذا، والحديث أخرجه أيضاً أحمد في " المسند " من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة، ومن طريق حسن بن موسى الأشهب عن سفيان عن قتادة به ... وكذا رواه ابن ماجة عن أزهر بن مروان عن عبد الأعلى عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ٥ / ٣٣٣: وإسناده جيد قوي، ولكن متنه في رفعه نكارة؛ لأن ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه لإحكام بنائه وصلابته وشدته، ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى ⦗٢٣٤⦘ منه إلا القليل، فيقولون كذلك، ويصبحون وهو كما كان، فيلحسونه ويقولون: غداً نفتحه، ويلهمون أن يقولوا: إن شاء الله، فيصبحون وهو كما فارقوه. قال ابن كثير: وهذا متجه ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب الأحبار، فإنه كثيراً ما يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع فرفعه، والله أعلم. ثم قال ابن كثير: ويؤيد ما قلناه من نكارة هذا المرفوع ومن أنهم لم يتمكنوا من نقبه ولا نقب شيء منه، حديث زينب بنت جحش (يعني الذي تقدم رقم (٧٠٨)) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (٢/٥١٠) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. وفي (٢/٥١١) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا شيبان، و «ابن ماجة» (٤٠٨٠) قال: حدثنا أزهر بن مروان. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا سعيد. و «الترمذي» قال حدثنا محمد بن بشار وغير واحد قالوا: حدثنا هشام بن عبد الملك. قال: حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - سعيد بن أبي عروبة، وشيبان بن عبد الرحمن، وأبو عوانة - عن قتادة، عن أبي رافع، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>