للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩١٧٨ - (د) عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه قال: قال ⦗٥٦٦⦘ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من بات على ظهر بيت ليس عليه حِجارٌ فقد برئت منه الذّمِّةُ» أخرجه أبو داود (١) . وفي بعض النسخ: «ليس عليه حجاب» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(بيت ليس عليه حِجار) الذي قرأته في كتاب أبي داود - رحمه الله -، وهو الذي أخرج هذا الحديث «من نام على ظهر بيت ليس عليه حجاب، فقد برئت منه الذمة» وفي نسخة أخرى: «حجار» ومعناهما ظاهر، أما الحجاب - بالباء - فهو الذي يحجب الإنسان عن الوقوع، وأما بالراء: فيجوز أن يكون جمع «حِجْر» والحجر: ما حجرتَه من حائط، ومنه: حِجر البيت العتيق، والحجرة: حظيرة الإبل، ومنه حُجرة الدار، وذلك أيضاً: مما يمنع النائم على السطح من السقوط. والذي رأيته في كتاب «معالم السنن» للخطابي «من نام على سطح بيت ليس عليه حِجى» بوزن حِمى، وقال في تفسيره: إنه يروى بكسر الحاء وفتحها، ومعناه فيهما معنى السِّتر، فمن قال بالكسر: شبهه بالحِجى الذي هو العقل، وذلك أن العقل يمنع الإنسان من الفساد، ويحفظه من التعرُّض للهلاك، فشبَّه السِّتْر الذي يكون على السطح، المانع للإنسان من التردِّي والسقوط: ⦗٥٦٧⦘ بالعقل المانع له من أفعال السوء المؤدِّية إلى التردِّي، ومن رواه بالفتح: فقد ذهب إلى الطرف والناحية، وأحجاءُ الشيء: نواحيه، واحدها حَجى، مقصوراً، هذا الذي ذكره الخطابي - رحمه الله -، وما شَرَح إلا ما رواه، ويعضد الرواية الأولى: الحديث الذي أخرجه الترمذي عن جابر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «أنه نهى أن ينام الرجل على سطح ليس بمحجور عليه» .


(١) رقم (٥٠٤١) في الأدب، باب في النوم على سطح غير حجار، وإسناده ضعيف، ولكن له شاهد عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أحمد ٤ / ٧٩ و ٥ / ٢٧١، والبخاري في " الأدب المفرد " رقم (١١٩٤) ، وإسناده قوي، ويشهد له أيضاً حديث جابر الذي قبله فهو حديث صحيح لغيره.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (١١٩٢) . وأبو داود (٥٠٤١) قالا: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سالم بن نوح، قال: أخبرنا عمر، رجل من بني حنيفة، هو ابن جابر، عن وعلة بن عبد الرحمن بن وثابت، عن عبد الرحمن بن علي، فذكره.
(*) قال أبو عبد الله البخاري: في إسناده نظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>