(٢) رقم (٥١٩١) و (٥١٩٢) في الأدب، باب الاستئذان في العورات الثلاث، وسنده حسن. وهذه الآية من العلماء من قال بنسخها، ومنهم من قال: إنها محكمة، والأكثرون على أنها محكمة، قال ابن الجوزي في " نواسخ القرآن: الورقتان ١١٠، ١١١ بعد أن أسند القول بالنسخ إلى سعيد بن المسيب: وهذا ليس بشيء، لأن معنى الآية: {وإذا بلغ الأطفال منكم} أي من الأحرار {الحلم فليستأذنوا} أي في جميع الأوقات في الدخول عليكم {كما استأذن الذين من قبلهم} يعني كما استأذن الأحرار الكبار الذين بلغوا قبلهم، فالبالغ يستأذن في كل وقت، والطفل والمملوك يستأذنان في العورات الثلاث. وقال في " زاد المسير " ٦ / ٦٢: وأكثر علماء المفسرين على أن هذه الآية محكمة، وممن روي عنه ذلك: ابن عباس، والقاسم بن محمد، وجابر بن زيد، والشعبي، وحكي عن سعيد بن المسيب أنها منسوخة، والأول أصح. وقال ابن كثير: ولما كانت هذه الآية محكمة ولم تنسخ بشيء وكان عمل الناس بها قليلاً جداً أنكر عبد الله بن عباس على الناس، وذكر بعض الروايات الدالة على أنها محكمة، منها رواية ابن أبي حاتم ⦗٢٨٤⦘ بسند صحيح إلى ابن عباس، ثم قال: ومما يدل على أنها محكمة لم تنسخ قوله تعالى: {كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم} ، ثم قال تعالى: {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم} يعني إذا بلغ الأطفال الذين إنما كانوا يستأذنون في العورات الثلاث، إذا بلغوا الحلم، وجب عليهم أن يستأذنوا على كل حال، يعني بالنسبة إلى أجانبهم، وإلى الأحوال التي يكون الرجل على امرأته، وإن لم يكن في الأحوال الثلاث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أبو داود (٥١٩٢) قال حدثنا عبد الله بن مسلمة قال حدثنا عبد العزير- يعني ابن محمد - عن عمروبن أبي عمرو عن عكرمة فذكره.