للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٤٠ - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربينَ} قال: «يا معْشر قُريشٍ - أو كلمة نحوها - اشْتَرُوا أَنفسكم، لا أُغني عنكم من الله شيئاً (١) . يا بني عبد منافٍ، لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباسَ بنَ عبْد المطلبِ، لا أغني عنك من الله شيئاً. ويا صفِيَّةُ (٢) عمَّةَ رسُولِ الله، لا أغني عنكِ من ⦗٢٩٠⦘ الله شيئاً. ويا فاطمةُ بنْتَ محمَّدٍ، سَلِيني ما شِئْتِ مِنْ مالي، لا أغني عنْكِ من الله شيئاً» .

وفي رواية نحوه، ولم يذكر فيه «يا بني عبدٍ منافٍ» وذكر بدله: «بني عبد المطلب» .

هذه رواية البخاري، ومسلم.

وللبخاري أيضاً قال: يا بني عبدِ منافٍ، اشْتَرُوا أنْفُسَكُمْ من الله، يا بني عبدِ المطلب، اشتروا أنفسكم من الله، يا أُمَّ الزُّبَيْرِ عَّمةَ رسولِ الله، يا فاطمةُ بنتَ مُحمَّدٍ، اشْتَرِيا أَنفُسَكُما من الله، لا أملك لَكُما من الله شيئاً، سَلاني مِنْ مالي ما شِئْتما.

ولمسلم أيضاً قال: لمَّا نَزلت هذه الآية {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقَربينَ} دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قريشاً، فاجتمُعوا، فعَمَّ وخَصَّ، فقال: يا بني كعبِ بنِ لُؤيّ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، يا بني مُرَّة بنِ كَعبٍ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، يا بني عبدِ شمسٍ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، يا بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبدِ المطلب، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، يا فَاطِمَةُ (٣) ، أنِقذُي نفُسَكِ مِنَ النَّارِ، ⦗٢٩١⦘ فإنَّي لا أملك لكم من الله شيْئاً، غير أنَّ لكم رَحِماً، سَأبُلُّها بِبَلالِها (٤) .

وأخرجه الترمذي قال: لما نزلت {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربينَ} جَمَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قريشاً، فخصَّ وعمَّ، فقال «يا مَعْشَر قريْشٍ أنْقِذوا أنَفْسَكم مِنَ النَّارِ فإني لا أملك لكم من الله ضَرًّا ولا نفعاً، يا معشر بني عبدٍ منافٍ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، فإني لا أملك لكم من الله ضرًّا ولا نفعاً، يا معشر بني قُصيّ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، فإني لا أملك لكم من الله ضرًّا ولا نفعاً، يا معشرَ بني عبد المطلب، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، فإني لا أملك لكم من الله ضرًّا ولا نفعاً، يا فاطمة بنتَ محمد أنِقذي نفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فإني لا أملك لك من الله ضرًّا ولا نفعاً، إِنَّ لكِ رَحِماً، سأبُلُّها ببِلالها» .

وأخرج النسائي الرواية الأولى من روايات البخاري، ومسلم، والرواية التي أخرجها مسلم وحْدَهُ (٥) . ⦗٢٩٢⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أنقذوا) أنقذت فلاناً: أذا خلصته مما يكون قد وقع فيه أو شارف أن يقع فيه.

(سأبلها) البلال: ما يبل به، وإنما قالوا في صلة الرحم: بلَّ رحمه؛ لأنهم لما رأوا بعض الأشياء يتصل ويختلط بالنداوة، ويحصل بينهما التجافي والتفرق باليُبس، استعاروا البل لمعنى الوصل، واليبس لمعنى القطيعة، والمعنى: سأصل الرحم بصلتها، وقيل: البلال: جمع بل.


(١) قال الحافظ: أي باعتبار تخليصها من العذاب ليكون ذلك كالشراء، كأنهم جعلوا الطاعة ثمن النجاة. وأما قوله تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم} فهناك المؤمن بائع باعتبار تحصيل الثواب، والثمن: الجنة، وفيه إشارة إلى أن النفوس كلها ملك لله تعالى، وأن من أطاعه حق طاعته في امتثال أوامره واجتناب نواهيه، وفي ما عليه من الثمن.
(٢) يجوز في " صفية " الرفع والنصب، وكذا القول في " يا فاطمة بنت محمد ".
وقال النووي: والنصب أفصح وأشهر، وأما " بنت وابن " فمنصوب لا غير، وهذا - وإن كان ظاهراً معروفاً - فلا بأس بالتنبيه عليه لمن لا يحفظه، وأفردهم صلى الله عليه وسلم لشدة قرابتهم.
(٣) قال النووي: هكذا وقع في بعض الأصول " يا فاطمة " وفي بعضها أو أكثرها: " يا فاطم " بحذف الهاء، على الترخيم، وعلى هذا يجوز: ضم الميم وفتحها كما عرف في نظائره.
(٤) قوله: " ببلالها " قال النووي: ضبطناه بفتح الباء الثانية وكسرها، وهما وجهان مشهوران ذكرهما جماعات من العلماء، والبلال: الماء، ومعنى الحديث: سأصلها، شبهت قطيعة الرحم بالحرارة، ووصلها بإطفاء الحرارة ببرودة الماء، ومنه " بلوا أرحامكم " أي: صلوها.
(٥) البخاري ٨ / ٣٨٦ في تفسير سورة الشعراء، باب {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، وفي الوصايا، باب هل يدخل النساء والأولاد في الأقارب، وفي الأنبياء، باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية، ومسلم رقم (٢٠٦) في الإيمان، باب قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، والترمذي رقم (٣١٨٤) في التفسير، باب ومن سورة الشعراء، والنسائي ٦ / ٢٤٨ في الوصايا، باب إذا أوصى لعشيرته الأقربين.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجة الدارمي (٢٧٣٥) قال: حدثنا الحكم بن نافع، عن شعيب. و «البخاري» (٤/٧و٦/١٤٠) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. و «مسلم» (١/١٣٣) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. و «النسائي» (٦/٣٤٩) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرنا محمد بن خالد. قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه.
كلاهما -شعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
- ورواه أيضا موسى بن طلحة عن أبي هريرة، أخرجه أحمد (٢/، ٣٣٣ ٢/، ٣٦٠ ٢/٥١٩) والبخاري في الأدب المفرد (٤٨) و «مسلم» (١/١٣٣) و «الترمذي» (٣١٨٥) ، و «النسائي» (٦/٢٤٨) .
- ورواه أيصا عن أبي هريرة الأعرج، أخرجه أحمد (٢/٣٥٠) وفي (٢/٤٤٨) و «البخاري» (٤/٢٢٤) و «مسلم» (١٣٣١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>