للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٦٣ - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: لو كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ⦗٣٠٨⦘ كاتماً شيئاً من الوَحْي، لكَتَم هذه الآية: {وإذْ تقولُ للذي أنْعَمَ اللَّه عليه} [الأحزاب: ٣٧] يعني: بالإِسلام {وأنعمتَ عليه} : بالعتق فَأَعْتَقْتَهُ {أمْسِكْ عليك زوجَكَ واتَّقِ اللَّه وتُخفي في نفسك مَا اللَّهُ مُبدِيهِ وتَخْشى النَّاسَ واللَّهُ أحَقُّ أنْ تَخْشاهُ فلما قَضى زيدٌ منها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْلَا يكون على المؤمنين حَرَجٌ في أزواج أَدْعِيائهم إذا قَضَوْا منهن وطَراً وكان أمرُ اللَّهِ مفعولاً} [الأحزاب: ٣٧] فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لما تَزَوَّجَها، قالوا: تَزوَّجَ حَلِيلةَ ابْنِهِ، فأنزل الله تعالى {ما كان محمدٌ أبا أَحدٍ من رجالكم ولكن رسولَ اللَّهِ وخاتَمَ النبيين} [الأحزاب: ٤٠] وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تَبَنَّاهُ وهو صغيرٌ، فَلبِثَ حتى صارَ رَجُلاً، يقالُ له: زَيْدُ بنُ مُحمَّدٍ، فأنزل الله تعالى: {ادْعُوهم لآبائهم هو أقْسَطُ عند اللَّه فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانُكم في الدِّينِ ومَواليكم} فُلانٌ مولى فُلانٍ، وفلانٌ أخو فلانٍ {هو أقْسَطُ عند اللَّه} يعني: أعدلُ عند الله (١) .

وفي رواية مختصراً: لو كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوَحْي، لكَتَم هذه الآية: {وإذ تقولُ للذي أنْعَمَ اللَّه عليه وأنعمتَ عليه} لم يَزِدْ. ⦗٣٠٩⦘ أخرجه الترمذي (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حَلِيلَة) قد ذكرت في سورة الفرقان.


(١) رواه الترمذي رقم (٣٢٠٥) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب، وقال: هذا حديث غريب. أقول: وفي سنده داود بن الزبرقان الرقاشي البصري نزيل بغداد، وهو متروك، وكذبه الأزدي كما قال الحافظ ابن حجر في " التقريب ". وقول عائشة في أول الحديث: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي لكتم هذه الآية، هذا القدر ثابت. وقال الحافظ في " الفتح ": وأظن الزائد بعده مدرجاً في الخبر، فإن الراوي له عن داود - يعني بن أبي هند - لم يكن بالحافظ - يريد به داود بن الزبرقان -.
(٢) رقم (٣٢٠٦) وقال: هذا حديث حسن صحيح. ورواه مسلم رقم (١٧٧) في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {ولقد رآه نزلة أخرى} ، والطبري ٢٢ / ١١، ورواه البخاري من حديث أنس ١٣ / ٣٤٧ في التوحيد، باب {وكان عرشه على الماء} . قال الحافظ: وفي مسند الفردوس عن عائشة من لفظه صلى الله عليه وسلم: " لو كنت كاتماً شيئاً من الوحي ... " الحديث.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (٦/٢٤١) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (٦/٢٦٦) قال: حدثنا عبد الوهاب. والترمذي (٣٢٠٧) قال: حدثنا علي بن حُجْر. قال: أخبرنا داود بن الزبرقان.
ثلاثتهم -ابن أبي عدي، وعبد الوهاب، وداود بن الزبرقان- عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، فذكره.
وأخرجه الترمذي (٣٢٠٧) قال: حدثنا عبد الله بن وضاح الكوفي، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (٣٢٠٨) قال: حدثنا محمد بن أبان. قال: حدثنا ابن أبي عدي.
كلاهما -عبد الله بن إدريس، وابن أبي عدي- عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة -رضي الله عنها- مختصرا على أوله. وزاد فيه: «عن مسروق» .

<<  <  ج: ص:  >  >>