للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٢٥ - (ط) عمر بن عبد الرحمن بن دلاف المزني - رحمه الله -: عن أبيه، أنَّ رَجُلاً مِنْ جُهَيْنَةَ كان [يسبق الحاجَّ فـ] يشْتري الرَّواَحل فَيُغالي بها ثُمَّ يُسْرِعُ في السَّيْر فَيَسْبِقُ الحاجَّ فَأَفْلَسَ، فَرُفِعَ أمْرُهُ إلى عمر [بن الخطاب] فقال: أمَّا بعدُ، أيها الناسُ، فَإِنَّ الأُسَيْفِعَ - أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ- رَضِيَ من دِينِهِ وأَمانَتِهِ أَنْ يُقَالَ: سَبَقَ الحاجَّ، ألا وإنَّهُ قد ادَّانَ مُعْرِضاً، فأصْبَحَ قَدْ رِينَ بهِ، فَمنْ كان له عليه دَيْنٌ، فَلْيَأْتِنا بالغَداةِ، نَقْسِمُ مَالَهُ بين غُرَمائِهِ، وإيَّاكُمْ والدَّيْنَ، فإنَّ أوَّلَهُ هَمٌّ، وآخِرَهُ حَرْبٌ. أخرجه الموطأ (١) . ⦗٥٥٣⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الرواحل) جمع راحلة، يعني الإبل.

(أسيفع) تصغير أسفع، والسفعة في اللون: السواد.

(قد ادَّان) أدنت الرجل، وداينته: إذا بعت منه بأجل، وادنت منه: إذا اشتريت منه إلى أجل.

(مُعْرِضاً) المعرض هاهنا بمعنى: المعترض، أي: اعترض لكل من يقرضه. يقال: عرض لي الشيء وأعرض وتعرض واعترض بمعنى واحد. وقيل: معناه: ادَّان معرضاً عمن يقول له: لا تستدن، فلا يقبل. ⦗٥٥٤⦘

وقيل: معناه: أخذ الدين معرضاً عن الأداء.

(قدْ رِيْن به) رين به: أي: أحاط به الرين، كأن الدين قد علاه وغطاه. يقال: رين بالرجل ريناً: إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه.

(حرب) الحرب بسكون الراء: معروف، يعني: أنه يعقب الخصومة والنزاع. وبفتح الراء: السلب والنهب. والله أعلم.


(١) ٢ / ٧٧٠ في الوصية، باب جامع القضاء وكراهيته، وسنده منقطع، وقال الحافظ في " التلخيص " ٣ / ٤٠: وصله الدارقطني في " العلل " من طريق زهير بن معاوية، عن عبيد الله بن عمر، عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف، عن أبيه، عن بلال بن الحارث، عن عمر، وهو عند مالك، عن ابن دلاف، عن أبيه، أن رجلاً، ولم يذكر بلالاً. قال الدارقطني: والقول قول زهير ⦗٥٥٣⦘ ومن تابعه. وقال ابن أبي شيبة عن عبد الله بن إدريس عن العمري عن عمر بن عبد الرحمن بن دلاف عن أبيه، عن عمه بلال بن الحارث المزني - فذكر نحوه -. وقال البخاري في " تاريخه ": عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني المدني: روى عن أبي أمامة، وسمع أباه.
وأخرج البيهقي القصة من طريق مالك، وقال: رواه ابن علية، عن أيوب قال: " نبئت عن عمر " فذكر نحو حديث مالك، وقال فيه: " فقسم ماله بينهم بالحصص ".
قال الحافظ: وقد رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب قال: " ذكر بعضهم: كان رجل من جهينة ... " فذكره بطوله، ولفظه: " كان رجل من جهينة يبتاع الرواحل فيغلي بها، فدار عليه دين حتى أفلس، فقام عمر على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألا لا يغرنكم صيام رجل ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدقه إذا حدث، وإلى أمانته إذا اؤتمن، وإلى ورعه إذا استغنى - ثم قال -: ألا إن الأسيفع أسيفع جهينة، فذكر نحو سياق مالك ". قال عبد الرزاق: وأخبرنا ابن عيينة، أخبرني زياد، عن ابن دلاف، عن أبيه مثله. وروى الدارقطني في " غرائب مالك " من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف، عن أبيه، عن جده، قال: قال عمر، فذكره نحو سياق أيوب إلى قوله: " استغنى " ولم يذكر بعده من قصة الأسيفع وقال: رواه ابن وهب، عن مالك، ولم يقل في الإسناد: عن جده.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) (١٥٤٠) فذكره.
* وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» وصله الدارقطني وابن أبي شيبة من طريق عبيد الله بن عمر عن ابن بلال، عن أبيه عن بلال بن الحارث عن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>