(٢) قال القاري في " شرح المشكاة " ٧ / ٢٣٤ قال القاضي: أي علامتكم التي تعرفون بها أصحابكم هذا الكلام، والشعار في الأصل: العلامة التي تنصب ليعرف بها الرجل رفقته و " حم لا ينصرون " معناه: بإيماننا بما في هذه السور وما أفادنا من الثقة بربنا، لا ينصرون. والحواميم السبع لها شأن، قال حميد بن زنجويه: حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلاً، فمر بأثر غيث، فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه، إذ هبط على روضات دمثات، فقال: عجبت من الغيث الأول، فهذا أعجب وأعجب. فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن، وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات، مثل آل حم في القرآن " ذكره ابن كثير ٧ / ٢٧٥. قال القاري: فنبه صلى الله عليه وسلم على أن ذكرها لعظم شأنها وشرف منزلتها عند الله تعالى، مما يستظهر به المسلمون على استنزال النصر عليهم، والخذلان على عدوهم، وأمرهم أن يقولوا: " حم " ثم استأنف وقال " لا ينصرون " جواباً لسائل عسى أن يقول: ماذا يكون إذا قلت هذه الكلمة؟ فقال: لا ينصرون.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (٤/٦٥) و (٥/٣٧٧) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وأبو داود (٢٥٩٧) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (١٦٨٢) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (٦١٧) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثناأبو نعيم. قال: حدثنا شريك. كلاهما (شريك، وسفيان) عن أبي إسحاق، عن المهلب بن أي صفرة، فذكره. * في رواية شريك: «عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم» . * وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (٦١٨) قال: أخبرني هلال بن العلاء. قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا أبو إسحاق، عن المهلب بن أبي صفرة. قال: وهو يخاف أن تبيته الحرورية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حفر الخندق، وهو يخاف أن يبيته أبو سفيان، إن بيتم فإن دعواكم حم لا ينصرون. مرسل.