للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٥٣ - (ت د) المهلب [بن أبي ُصفْرة]- رحمه الله- عَمَّنْ سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ بَيَّتَكُمْ العدوُّ فقولُوا: حم، لَا ينْصَرونَ» . ⦗٥٧٤⦘

ورُوِي عن المُهَلبِ مُرْسَلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الترمذي وأبو داود (١) .

وفي رواية ذكرها رزين، ولم أجدها في الأصول، قال: سمعتُ المهلَّبَ -وهو يخافُ أن يُبَيِّتَهُ الخوارجُ - يقول: سمعتُ عَلِيَّ بنَ أَبى طالبٍ يقول: - وهو يخاف أن يُبَيِّتَهُ الحَرُوريَّةُ - سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يخاف أن يُبَيِّتَهُ أبو سفيان - «إنْ بُيِّتُمْ، فَإنَّ شِعارَكُم: حَم لا يُنْصرُون (٢) » .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الحرورية) طائفة من الخوارج نُسبوا إلى حروراء: اسم قرية ⦗٥٧٥⦘ يُمَد ويقصر، كان أول مجتمعهم بها، وتحكيمهم فيها.

(حم لا يُنصَرون) هذه أيضاً علامة لهم في الحرب كالأول، وقال أبو عبيدة: معناه: اللهم لا ينصرون، وقال ثعلب: هو إخبار، معناه: والله لا ينصرون، قال: ولو كان دعاء لكان مجزوماً، وإنما جعله قسماً بالله، لأن «حم» فيما يقال: اسم من أسماء الله، فكأنه قال: والله لا ينصرون.


(١) الترمذي رقم (١٦٨٢) في الجهاد، باب ما جاء في الشعار، وأبو داود رقم (٢٥٩٧) في الجهاد، باب في الرجل ينادي بالشعار، وأخرجه أحمد في مسنده ٤ /٦٥ و ٥ / ٣٧٧، وذكره ابن كثير في تفسيره ٧ / ٢٧٦ عن أبي داود والترمذي وقال: وهذا إسناد صحيح.
(٢) قال القاري في " شرح المشكاة " ٧ / ٢٣٤ قال القاضي: أي علامتكم التي تعرفون بها أصحابكم هذا الكلام، والشعار في الأصل: العلامة التي تنصب ليعرف بها الرجل رفقته و " حم لا ينصرون " معناه: بإيماننا بما في هذه السور وما أفادنا من الثقة بربنا، لا ينصرون.
والحواميم السبع لها شأن، قال حميد بن زنجويه: حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلاً، فمر بأثر غيث، فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه، إذ هبط على روضات دمثات، فقال: عجبت من الغيث الأول، فهذا أعجب وأعجب. فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن، وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات، مثل آل حم في القرآن " ذكره ابن كثير ٧ / ٢٧٥.
قال القاري: فنبه صلى الله عليه وسلم على أن ذكرها لعظم شأنها وشرف منزلتها عند الله تعالى، مما يستظهر به المسلمون على استنزال النصر عليهم، والخذلان على عدوهم، وأمرهم أن يقولوا: " حم " ثم استأنف وقال " لا ينصرون " جواباً لسائل عسى أن يقول: ماذا يكون إذا قلت هذه الكلمة؟ فقال: لا ينصرون.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (٤/٦٥) و (٥/٣٧٧) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وأبو داود (٢٥٩٧) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (١٦٨٢) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (٦١٧) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثناأبو نعيم. قال: حدثنا شريك.
كلاهما (شريك، وسفيان) عن أبي إسحاق، عن المهلب بن أي صفرة، فذكره.
* في رواية شريك: «عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم» .
* وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (٦١٨) قال: أخبرني هلال بن العلاء. قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا أبو إسحاق، عن المهلب بن أبي صفرة. قال: وهو يخاف أن تبيته الحرورية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حفر الخندق، وهو يخاف أن يبيته أبو سفيان، إن بيتم فإن دعواكم حم لا ينصرون. مرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>