للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأعمال، مثل أبي عصمة نوح بن أبي مريم المروزي (١) ، ومحمد بن عكاشة الكرماني، وأحمد بن عبد الله الجُوَيباري وغيرهم.

قيل لأبي عصمة: من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورةً سورة، وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟ فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي محمد بن إسحاق، فوضعت هذا الحديث حِسْبَة.

ومنهم جماعة وضعوا الحديث تقربًا إلى الملوك، مثل غياث بن إبراهيم (٢) ، دخل على المهدي بن منصور، وكان يُعجبه الحمام الطيارة الواردة من الأماكن البعيدة، فروى حديثًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا سَبق إلا في خف، أو حافر، أو نصل، أو جناح (٣) » قال: فأمر له بعشرة آلاف درهم، فلما قام


(١) قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " ٤/٢٧٩: عالم أهل مرو وهو نوح الجامع، لأنه أخذ الفقه عن أبي حنيفة وابن ليلى، والحديث عن حجاج بن أرطاة، والتفسير عن الكلبي ومقاتل، والمغازي عن ابن إسحاق، ولي قضاء مرو في خلافة المنصور وامتدت حياته. روى عن الزهري وابن المنكدر، وعنه نعيم بن حماد وسويد بن نصر، وحبان بن موسى المراوزة وآخرون. قال أحمد: لم يكن بذاك في الحديث، وكان شديداً على الجهمية، وقال مسلم وغيره: متروك الحديث، وقال الحاكم: وضع أبو عصمة حديث فضائل القرآن الطويل، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما أوردت له لا يتابع عليه وهو مع ضعفه يكتب حديثه. قال اللكنوي في" الفوائد البهية " ص ٢٢١: هو وإن كان إماماً جليلاً إلا أنه مقدوح فيه عند المحدثين حتى رماه بعضهم بالوضع.
(٢) قال أحمد: ترك الناس حديثه، وروى عباس عن يحيى: ليس بثقة، وقال الجوزجاني: سمعت غير واحد يقول: يضع الحديث، وقال البخاري: تركوه.
(٣) أخرجه دون الزيادة أحمد وأصحاب " السنن "، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم، والسبق بفتح السين ⦗١٣٨⦘ وسكون الباء مصدر: سبقت أسبق، وبفتح الباء: ما يجعل من المال رهناً على المسابقة، ونص الخطابي على أن الرواية الصحيحة بفتح الباء، والنصل حديدة السهم، والخف للإبل، والحافر للخيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>