للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووضعوا لها غير تلك الأسانيد، فركبوها عليها ليستغربوها بتلك الأسانيد.

منهم: إبراهيم بن اليسع من أهل مكة يحدث عن جعفر بن محمد الصادق، وهشام بن عروة، فركب حديث هذا على حديث هذا، وحديث هذا على حديث هذا.

ومنهم: حماد بن عمرو، وبهلول بن عبيد.

الطبقة الثالثة

قوم من أهل العلم حملهم الشَّرَه على الرواية عن قوم ماتوا قبل أن يولدوا، مثل إبراهيم بن هُدبة، كان يروي عن الأوزاعي ولم يدركه.

الطبقة الرابعة

قوم عمدوا إلى أحاديث صحيحة عن الصحابة - رضي الله عنهم -، فرفعوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، كأبي حُذافة أحمد بن إسماعيل السهمي، روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الشفق هو الحمرة» ، والحديث في «الموطأ» عن نافع عن ابن عمر من قوله (١) .


(١) الذي وجدناه في " الموطأ " ١/١٣ من روية يحيى بن يحيى: وقال مالك: الشفق: الحمرة التي في المغرب، فإذا ذهبت الحمرة فقد وجبت صلاة العشاء، وخرجت من وقت المغرب " ولم نجد فيه غير ذلك لا مرفوعاً ولا موقوفاً، فلينظر من غير رواية يحيى بن يحيى الليثي. وقد رواه الدارقطني في " سننه " ص ١٠٠ من حديث عتيق بن يعقوب حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشفق الحمرة " وأخرجه أيضاً من حديث أبي هريرة موقوفاً عليه، وصحح البيهقي وقفه، وذكره الزيلعي في " نصب الراية " ١/٢٣٣ من رواية الحافظ ⦗١٤١⦘ أبي القاسم علي بن الحسن الدمشقي من حديث علي بن جندل، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا أبو حذافة، ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الشفق الحمرة ". قال أبو القاسم: تفرد به علي بن جندل الوراق عن المحاملي عن أبي حذافة أحمد ابن إسماعيل السهمي، وقد رواه عتيق بن يعقوب عن مالك، وكلاهما غريب، وحديث عتيق أمثل إسناداً.
نقول: وأحمد بن إسماعيل هو راوي " الموطأ " عن مالك، وآخر أصحابه وفاة، قال الخطيب وغيره: لم يكن ممن يتعمد الكذب، وضعفه الدارقطني وقال: أدخلت عليه أحاديث في غير " الموطأ " فرواها، وقال ابن عدي: حدث عن مالك وغيره بالبواطيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>