للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٢٩ - (خ ط) أسلم مولى عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ عُمرَ اسْتَعْمَلَ مَوْلى له يُدْعى: هُنَيَّا (١) ، على الصدقَةِ (٢) ، فقال: يا هُنَيُّ، ضُمَّ جَنَاحَك عن النَّاسِ (٣) ، واتَّقِ دَعوَة المظلوم، فإنَّها مُجَابةٌ، وأَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمةِ وَرَبَّ ⦗٧٣٠⦘ الْغُنَيْمةِ، وإيَّاكَ (٤) ونَعَمَ ابْنِ عفَّان وابْنِ عوْفٍ، فإنَّهُما إنْ تَهْلِكْ مَوَاشِيهِما يَرْجِعَانِ إلى زَرْعٍ ونَخْلٍ، وإنَّ ربَّ الصُّرَيْمةِ والْغُنَيْمةِ إنْ تَهْلكْ ماشِيَتُهمَا يأتيني بِبَنِيهِ (٥) ، فيقُول: يا أميرَ المؤمنين، يا أمير المؤمنين، أفَتَارِكُهُ أَنا لا أبا لَكَ؟ (٦) فالماءُ والكَلأُ أَيْسَرُ عَليَّ من الذَّهَبِ والْفِضَّةِ، وايْمُ الله، إنَّهُمْ لَيَرَونَ أنَّا قَد ظَلمْنَاهُمْ، إنَّها لَبِلادُهُمْ ومياههم، قاتلوا عليها في الجاهلية، وأسْلَمُوا عليها في الإسلام، واللهِ، لولا المالُ الذي أحْمِل عليه في سبيل الله (٧) ما حَمَيْتُ على النَّاسِ منَ بلادهم شِبْراً. أخرجه البخاري، والموطأ (٨) . ⦗٧٣١⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(اضمُم) اضمم جناحك: أي ألن جانبك وارفق بهم.

(الصريمة) تصغير الصرمة، وهي القطعة من الإبل، نحو الثلاثين.

(وربها) صاحبها.

(الكلأ) العشب، سواء رطبه ويابسه.


(١) بالنون مصغر بغير همز، وقد يهمز. قال الحافظ: وهذا المولى لم أر من ذكره في الصحابة مع إدراكه، وقد وجدت له رواية عن أبي بكر وعمر وعمرو بن العاص، روى عنه ابنه عمير، وشيخ من الأنصار وغيرهما، شهد صفين مع معاوية، ثم تحول إلى علي لما قتل عمار، ثم وجدت في مكة لعمر بن شبة أن آل هني ينتسبون في همدان، وهم موالي آل عمر. انتهى. ولولا أنه كان من الفضلاء النبهاء الموثوق بهم لما استعمله عمر.
(٢) وفي البخاري " على الحمى " بدل " على الصدقة "، والمقصود بالحمى: حمى الربذة.
(٣) في البخاري: ضم جناحك عن المسلمين.
(٤) في البخاري: وإياي. قال الحافظ: قوله: وإياي، تحذير المتكلم نفسه، وهو شاذ عند النحاة، كذا قيل، والذي يظهر أن الشذوذ في لفظه، وإلا فالمراد في التحقيق، إنما هو تحذير المخاطب، وكأنه بتحذير نفسه حذره بطريق الأولى، فيكون أبلغ. ونحوه: نهي المرء نفسه ومراده: نهي من يخاطبه.
(٥) في الأصل: ببينة، والتصحيح من البخاري. وفي بعض النسخ: ببيته، والمعنى متقارب.
(٦) قال الحافظ: قوله: " لا أبالك " ظاهره الدعاء عليه، لكنه على مجازه لا على حقيقته، وهو بغير تنوين، لأنه صار شبيهاً بالمضاف، وإلا فالأصل: لا أبالك.
(٧) أي: من الإبل التي كان يحمل عليها من لا يجد ما يركب، وجاء عن مالك أن عدة ما كان في الحمى في عهد عمر بلغ أربعين ألفاً من إبل وخيل وغيرهما.
(٨) البخاري ٦ / ١٢١ و ١٢٣ في الجهاد، باب إذا أسلم قوم في الحرب ولهم مال وأرضون فهي لهم، وهو في الموطأ ٢ / ١٠٠٣ في دعوة المظلوم، باب ما يتقى من دعوة المظلوم، خلافاً لما قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " ٦ / ١٢٣: وهذا الحديث ليس في الموطأ. قال الدارقطني في " غرائب مالك ": هو حديث غريب صحيح، ولعله غير موجود في بعض نسخ الموطأ. وفي الحديث ما كان فيه عمر من القوة وجودة النظر والشفقة على المسلمين.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (١٩٥٤) ، ومن طريق البخاري (٤/٨٧) قال: ثنا إسماعيل، قال: ثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>