قال أبو بكر بن داسة: قال أبو داود: كتبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب - يعني كتاب «السنن» - جمعت فيه أربعة آلاف حديث وثمانمائة حديث. ذكرت الصحيح، وما يُشبهه ويقاربه، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث.
أحدها: قوله عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال بالنيات» .
والثاني: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «مِنْ حُسنِ إسلام المرء تِركهُ ما لا يعنيه» .
والثالث: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يكوُن المؤمن مؤمنًا حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه» .
والرابع: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات ... » الحديث.
وقال أبو بكر الخلال: أبو داود، سليمان بن الأشعث، الإمام المقدم في زمانه، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعها أحد في زمانه، رجل ورع مقدَّم.
وكان إبراهيم الأصفهاني، وأبو بكر بن صدقة، يرفعان من قدره، ويذكرانه بما لا يذكران أحدًا في زمانه بمثله.
وقال أحمد بن حنبل بن ياسين الهروي: كان سليمان بن الأشعث، أبو داود، أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عِلمِهِِِ وعلله وسنده، وكان في أعلى درجة من النسك والعفاف، والصلاح والورع، من