(٢) هو المعروف بأبي جعفر الباقر، إمام، ثقة، فاضل، وأمه بنت الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، توفي رحمه الله سنة (١١٤ هـ) . (٣) هو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه، آخر من مات من الصحابة بالمدينة، وهو أحسن الصحابة سياقاً لرواية حديث حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي حجة الوداع، فإنه رضي الله عنه ذكرها من حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى آخرها، وهو حديث عظيم مشتمل على كثير من الفوائد، وقد صنف فيه أبو بكر بن المنذر جزءاً كبيراً، وخرج فيه من الفقه مائة ونيفاً وخمسين نوعاً. (٤) قال النووي في " شرح مسلم ": وفي الحديث فوائد منها: أنه يستحب لمن ورد عليه زائرون، أو ضيفان ونحوهم: أن يسأل عنهم لينزلهم منازلهم، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم "، وفيه إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فعل جابر بمحمد بن علي، ومنها: استحباب قوله للزائر والضيف ونحوهما: مرحباً، ومنها: ملاطفة الزائر بما يليق به وتأنيسه، وهذا سبب حل جابر زري محمد بن علي ووضع يده بين ثدييه. (٥) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله: وأنا يومئذ غلام شاب: فيه تنبيه على أن سبب فعل جابر ذلك التأنيس لكونه صغيراً، وأما الرجل الكبير فلا يحسن إدخال اليد في جيبه والمسح بين ثدييه. (٦) لم يحج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هجرته إلى المدينة سوى هذه الحجة، وسميت حجة الوداع؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - ودع فيها أصحابه رضي الله عنهم. (٧) وهي ميقات أهل المدينة ومن يمر بها. (٨) هي زوجة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وتزوجها بعد وفاة أبي بكر علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. (٩) الذي عند مسلم " سعى ". (١٠) قال النووي في " شرح مسلم ": فيه إنكار الرجل على زوجته ما رآه منها من نقص في دينها؛ لأنه ظن أن ذلك لا يجوز، فأنكره. (١١) قال النووي في " شرح مسلم ": قال المحققون والجمهور: اسم هذا الابن إياس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وقيل: اسمه حارثة، وقيل: آدم. قال الدارقطني: وهو تصحيف، وقيل: اسمه تمام، وممن سماه آدم: الزبير بن بكار، قال القاضي: ورواه بعض رواة مسلم " دم ربيعة بن الحارث " قال: وكذا رواه أبو داود، وقيل: هو وهم، والصواب " ابن ربيعة " لأن ربيعة عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتأوله أبو عبيد فقال: دم " ربيعة " لأنه ولي الدم، فنسبه إليه، قالوا: وكان هذا الابن المقتول طفلاً صغيراً يحبو بين البيوت، فأصابه حجر في حرب كانت بين بني سعد وبني ليث بن بكر، قاله الزبير بن بكار. (١٢) قال النووي في " شرح مسلم ": معناه: الزائد على رأس المال، كما قال الله تعالى: {وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم} [البقرة: ٢٧٧] وهذا الذي ذكرته إيضاح، وإلا فالمقصود مفهوم من نفس لفظ الحديث؛ لأن الربا هو الزيادة، فإذا وضع الربا فمعناه: وضع الزيادة، والمراد بالوضع: الرد والإبطال. (١٣) قال النووي في " شرح مسلم ": في هذه الجملة إبطال أفعال الجاهلية وبيوعها التي لم يتصل بها قبض، وأنه لا قصاص في قتلها، وأن الإمام وغيره ممن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ينبغي أن يبدأ بنفسه وأهله، فهو أقرب إلى قبول قوله، وإلى طيب نفس من قرب عهده بالإسلام. (١٤) قال النووي في " شرح مسلم ": قيل: معناه: قوله تعالى: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} [سورة البقرة: ٢٢٩] وقيل: المراد: كلمة التوحيد، وهي: " لا إله إلا الله محمد رسول الله " إذ لا تحل مسلمة لغير مسلم، وقيل: المراد بإباحة الله تعالى والكلمة، قوله تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} [النساء: ٣] وهذا الثالث هو الصحيح، وبالأول قال الخطابي والهروي وغيرهما. وقيل: المراد بالكلمة: الإيجاب والقبول، ومعناه على هذا: بالكلمة التي أمر الله تعالى بها. (١٥) في بعض النسخ: وينكتها. (١٦) قال النووي: هكذا هو في النسخ، وكذا نقله القاضي عياض عن معظم النسخ، قال: وصوابه " مثل حصى الخذف " قال: وكذا رواه غير مسلم، وكذا رواه بعض رواة مسلم. هذا كلام القاضي. قلت (القائل النووي) : والذي في النسخ من غير لفظة " مثل " هو الصواب، بل لا يتجه غيره، ولا يتم الكلام إلا كذلك، ويكون قوله: " حصى الخذف " متعلقاً بحصيات، أي: رماها بسبع حصيات حصى الخذف، يكبر مع كل حصاة، فحصى الخذف متصل بحصيات، واعترض بينهما: يكبر مع كل حصاة، وهذا هو الصواب، والله أعلم.
(١٧) قال النووي: معناه لولا خوفي أن يعتقد الناس ذلك من مناسك الحج ويزدحمون عليه بحيث يغلبونكم ويدفعونكم عن الاستقاء لاستقيت معكم، لكثرة فضيلة هذا الاستقاء. قال: وفي الحديث فضيلة العمل في هذا الاستقاء، واستحباب شرب ماء زمزم. وأما زمزم: فهي البئر المشهورة في المسجد الحرام بينها وبين الكعبة ثمان وثلاثون ذراعاً، وقيل: سميت زمزم لكثرة مائها. يقال: ماء زمزوم، وزمزم، وزمازم: إذا كان كثيراً، وقيل: لضم هاجر لمائها حين انفجرت وزمها إياه، وقيل: لزمزمة جبريل وكلامه عند فجره إياها، وقيل: إنها غير مشتقة، ولها أسماء أخر ذكرتها في " تهذيب اللغات " مع نفائس أخرى تتعلق بها. (١٨) أي في الجاهلية. (١٩) أي جاوز. (٢٠) قال في " عون المعبود ": يظهر من هذه الرواية: أن قوله: فقرأ فيهما بالتوحيد، هو قول مدرج من محمد بن علي (يعني: محمد بن علي بن الحسين) وكذا قوله بعده: قال علي بالكوفة: فذهبت محرشاً إلى آخر قصة فاطمة رضي الله عنها، ذكره محمد بن علي منقطعاً من غير ذكر جابر والله أعلم. (٢١) أخرجه مسلم رقم (١٢١٨) في الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (١٩٠٥) و (١٩٠٧) و (١٩٠٨) و (١٩٠٩) في المناسك، باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي ٥ / ١٤٣ و ١٤٤ في الحج، باب الكراهية في الثياب المصبغة للمحرم، وباب ترك التسمية عند الإهلال، وباب الحج بغير نية يقصده المحرم، وباب العمل في الإهلال، وباب إهلال النفساء، وباب سوق الهدي، وباب كيف يطوف أول ما يقدم وعلى أي شقيه يأخذ إذا استلم الحجر، وباب ذكر الصفا والمروة، وباب التكبير على الصفا، وباب الذكر والدعاء على الصفا، وباب القول بعد ركعتي الطواف، وباب رفع اليدين في الدعاء بعرفة، وباب فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام، وباب الإيضاع في وادي محسر، وباب عدد الحصى التي يرمي بها الجمار، وفي مواقيت الصلاة، باب الجمع بين الظهر والعصر بعرفة، وأخرجه أيضاً بطوله ابن ماجة رقم (٣٠٧٤) في المناسك، باب حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: ١- أخرجه أحمد ٣/٣٢٠. و «أبو داود» ١٩٠٧ قال: حدثنا ابن حنبل. وفي ١٩٠٩ قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. و «ابن خزيمة» ٢٧٥٤ و٢٧٥٧ قال: حدثنا محمد بن بشار. ثلاثتهم -أحمد، ويعقوب، وابن بشار- قالوا حدثنا يحيى بن سعيد القطان. ٢- وأخرجه عبد بن حميد ١١٣٥ قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة. و «الدارمي» ١٨٥٧ قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان. وفي ١٨٥٨ قال: أخبرنا محمد بن سعيد الأصبهاني. و «مسلم» ٤/٣٨ قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم. و «أبو داود» ١٩٠٥ قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، وعثمان بن أبي شيبة، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقيان و «ابن ماجة» ٣٠٧٤ قال: حدثنا هشام بن عمار. و «ابن خزيمة» ٢٦٨٧، ٢٨٠٢ و٢٨٥٥، ٢٨٢٦، ٢٨١٢و٢٩٤٤ قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. وفي ٢٨٠٩ قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا يزيد (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. تسعتهم (أبو بكر، وإسماعيل، ومحمد بن سعيد، وإسحاق، والنفيلي، وعثمان، وهشام، وسليمان، ويزيد) عن حاتم بن إسماعيل. ٣- وأخرجه مسلم ٤/٤٣ قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. و «أبوداود» ١٩٠٨ قال: حدثنا مسدد. كلاهما (عمر، ومسدد) قالا: حدثنا حفص بن غياث. ٤- وأخرجه ابن خزيمة ٢٥٣٤ قال: حدثنا علي بن حجر السعدي.، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. ٥- وأخرجه ابن خزيمة ٢٦٢٠ قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن أبي حازم. ٦- وأخرجه ابن خزيمة ٢٧٥٥ قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سفيان الثوري. ستتهم (يحيى، وحاتم، وحفص، وإسماعيل، وابن أبي حازم، والثوري) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره.