للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨٠٤ - (د) حارثة بن مضرب - رضي الله عنه - «أَنه أتى عبدَ الله - يعني ابنَ مسعود- بالكوفة فقال: ما بَيني وبَينَ أحَدٍ من العرب حِنةٌ، وإني مَرَرتُ بمسجدٍ لبني حَنيفَةَ، فإذا هم يُؤمنونَ بمُسيلِمَةَ، فأرسلَ إليهم عبدُ الله فَجيءَ بهم فاسْتَتَابَهُم، غَيرَ ابنَ النَّواحَةِ، قال له: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لك: لولا أنك رسولٌ لضَربتُ عُنُقَكَ، فَأنتَ اليومَ لستَ برسولٍ، فأمرَ قرظة بن كعب - وكان أميراً على الكوفة - فضربَ عُنُقَهُ في السوقِ، ثم قال: مَن أَرادَ أنْ يَنظُرَ إلى ابن النَّوَّاحةِ فلْينظر إليه قَتيلاً بالسوق» . أخرجه أبو داود (١) . ⦗٤٨٦⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حِنَة) : الحنة هاهنا بمعنى الإحنة، وهي العداوة.

قال الجوهري: [يقال: في صدره عليَّ إحنَةٌ، أي: حقد، ولا تَقُل: حِنَةٌ، والجمع: إحَنٌ، وقال الهروي:] هي لغة رديئة، وقد جاءت، وقال الخطابي: ويشبه أن يكون مذهبُ ابن مسعود في قَتلِهِ من غير استتابةٍ أنَّه رأى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْلا أنَّك رسولٌ لَضَربتُ عُنُقَكَ» حُكماً منه بقتله لولا علَّة الرسالة، فلما ظَفِرَ به وارتفعتِ العِلَّة أمضى فيه ذلك، ولم يَستَأْنِفْ له حُكم سائر المرتدين، لأن ابن النَّوَّاحَةِ كان دَاعِيَةَ مُسَيْلمةَ، بخلاف غيره مِمَّنِ انتمى إليه، فلهذا استَتَابهُم دُونَهُ، بِناءً منه على أنَّ أَمرَ مُسيلمةَ عنده مستحكم لا يزول بالتوبة، وأنه لا يُصدَّقُ في توبته.


(١) رقم (٢٧٦٢) في الجهاد، باب في الرسل، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد ١/٣٩٠ (٣٧٠٨) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا المسعودي. وفي ١/٣٩٦ (٣٧٦١) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا المسعودي. وفي ١/٤٠٦ (٣٨٥٥) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) ٢٩٨٠ عن أبي قدامة السرخسي، عن عبد الرحمان، عن سفيان.
كلاهما (المسعودي، وسفيان) عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، فذكره.
(*) رواية سفيان مختصرة على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل: لولا أنك رسول لقتلتك»

<<  <  ج: ص:  >  >>