للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨٠٣ - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كان عبدُ الله بنُ سَعدِ بن أَبي سَرْحٍ (١) يَكتُبُ لرسول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأزله الشَّيطَانُ، ⦗٤٨٥⦘ فَلَحِقَ بالكُفَّارِ، فأمرَ رسولُ الله أنْ يُقْتَلَ يَومَ الفَتحِ، فاستَجَارَ له عُثمانُ ابنُ عَفَّانٍ، فأجارَهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فأزَّله) أزله: حمله على الزلل، وهو الذنب، والخطأ والزلل: ضد الثبات والتأني في الأمور (٢) .


(١) قال أبو عبيد: أسلم عبد الله بن سعد قبل الفتح وهاجر، وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ارتد مشركاً وصار إلى قريش بمكة فقال لهم: إني كنت أصرف محمداً حيث أريد. كان يملي علي {عزيز حكيم} فأقول: " أو عليم حكيم؟ فيقول: نعم " كل صواب. فلما كان يوم الفتح أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله، وقتل عبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، ولو وجدوا تحت أستار الكعبة. ففر عبد الله بن أبي سرح إلى عثمان، وكان أخاه من الرضاع، أرضعت أمه عثمان، حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما اطمئن أهل مكة، فاستأمنوا له، فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلاً، ثم قال: نعم، فلما انصرف هو وعثمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله: " ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه "، فقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إلي يا رسول الله؟ فقال: " إن النبي لا ينبغي أن تكون له خائنة الأعين " وأسلم عبد الله بن سعد بن أبي سرح أيام الفتح فحسن إسلامه، ولم يظهر منه شيء ينكر عليه بعد ذلك، وهو أحد النجباء العقلاء الكرماء من قريش، ثم ولاه عثمان بعد ذلك مصر سنة خمس وعشرين، وفتح على يديه أفريقية سنة سبع وعشرين، وتتمة مناقبه مذكورة في " الاستيعاب ".
(٢) رقم (٤٣٥٨) في الحدود، باب الحكم فيمن ارتد، وأخرجه أيضاً النسائي ٧ / ١٠٧ في تحريم الدم، باب توبة المرتد، وفي سنده الحسين بن واقد، وهو ثقة له أوهام. وباقي رجاله ثقات.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (٤٣٥٨) قال: حدثنا أحمد بن محمد المروزي، و «النسائي» ٧/١٠٧ قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق بن إبرهيم كلاهما (أحمد بن محمد، وإسحاق بن إبرهيم) عن علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، فذكره.
قلت: الحسين بن واقد يهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>